استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

"السلام مقابل السلام".. إستراتيجية نتنياهو الفتاكة!

الجمعة 21 أغسطس 2020 11:12 ص

"السلام مقابل السلام".. إستراتيجية نتنياهو الفتاكة!

هذه المخاطر توجب التنبه عليها واتباع استراتيجية مضادة وبصورة عاجلة.

نجاح استراتيجية نتنياهو وترسيخها ستكون انعكاساته على الفلسطينيين والأردنيين وخيمة وخطيرة جدا.

القدس بمقاس صفقة القرن ستكون كارثة أخرى على الأردن حيث سيخرج صفر اليدين من قضية حملها وحلم بها طويلا.

أنهى نتنياهو مبدأ "الأرض مقابل السلام" مقابل مبدأ جديد "السلام مقابل السلام" أي أنه ليس لدى الصهاينة ما يقدمونه لأحد سوى (السلام)!

*     *     *

تَوَّج الإرهابي بنيامين نتنياهو استراتيجيته القائمة على "السلام مقابل السلام" باتفاقية كيانه مع دولة الإمارات، وصرح بذلك بقوله:

"هذا الاعتقاد بإمكانية إحلال السلام المبنى على الانسحاب والوهن (يقصد مبدأ الأرض مقابل السلام)، قد فارق الدنيا وتلاشى، وتم استبداله باعتقاد آخر مفاده السلام الحقيقي، والسلام مقابل السلام والسلام من منطلق القوة، وهذا ما نروّج له حاليًا".

ببساطة لقد أنهى نتنياهو مبدأ "الأرض مقابل السلام" مقابل مبدأ جديد "السلام مقابل السلام". أي أنه ليس لدى الصهاينة ما يقدمونه لأي أحد سوى السلام!!

نجاح هذه الاستراتيجية وترسيخها ستكون انعكاساته على الفلسطينيين والأردنيين وخيمة وخطيرة جدا.

ببساطة لن يكون الصهاينة مستعدين بعد الآن لتقديم أي تنازل للفلسطينيين، وسيكون سقف مطالب الفلسطينيين هو "صفقة القرن"، وإذا ما نجح نتنياهو في جر مزيد من الدول العربية لفخه، فلن يكون هناك داع لصفقة القرن أصلا؛ فهدف الصفقة هو جر العرب للسلام مع الصهاينة دون ربط ذلك بمطالب ومطامح الفلسطينيين.

بالنسبة للفلسطينيين فلن يكون هناك عودة ولا قدس ولا سيادة ولا معابر برية أو جوية ولا أي انسحاب من أي مستوطنة، وسيُضم 30 في المائة من مساحة الضفة للكيان الصهيوني.

كيان مغلق معزول غير متصل مع بعضه البعض، ليس له أي تواصل بالعالم الخارجي إلا من خلال الصهاينة الذين يستطيعون خنقه متى شاؤوا.

كيان مجرد من السلاح والسيادة والكرامة. هو أقل من حكم ذاتي، هو مجرد حكم للسكان فقط، وهؤلاء السكان سيضاف إليهم فلسطينيي المثلث، ليتخلص الصهاينة من المشكلة الديمغرافية التي تؤرقهم. هذا يعني وأد حلم أي فلسطيني في الداخل أو في الشتات.

بالنسبة للأردنيين فإن استراتيجية نتنياهو "السلام مقابل السلام" مدمرة، فالأردن الرسمي بنى سياسته طيلة عقود على مبدأ "الأرض مقابل السلام" وعلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية، وانهيار هذا المبدأ يعني أن الأردن سيكون أمام استحقاقات جديدة عليه أن يجد أجوبة عليها.

هناك مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن لا زالوا يحلمون بحق العودة؛ سيكون على الأردن حسم مسألتهم؛ هل يوطنهم ويعطيهم الجنسية الأردنية؟ أم يهجرهم؟ سيتحتم على الأردن الإجابة على هذا الاستحقاق حال نجاح استراتيجية "السلام مقابل السلام" وتهافت دول عربية لأحضان الكيان وفق ذلك المبدأ.

إن الإحباط الذي سيصيب اللاجئين الفلسطينيين سيؤدي إلى ردات فعل قد تكون عنيفة، وستكون المصالح الصهيونية في الأردن، على قلتها، هدفا، وربما تكون المصالح الصهيونية داخل الأراضي المحتلة هدفا كذلك، مما سيرتب على الجهات الأمنية الأردنية كلفة كبيرة، ليس من ناحية أمنية فقط بل من ناحية معنوية.

وهناك حيث أُسقط بيد الفلسطنيين سيكون الإحباط أكبر، وستكون ردات الفعل أكبر، مما يجعل هاجس تهجير فلسطينيي الضفة لا يفارق الأردن؛ ليس هذا فحسب، فلن يكف الصهاينة عن التهجير الناعم حتى لو لم يكن هناك أي ردة فعل فلسطينية تجاه المصالح الصهيونية.

مزيج من هذا وذاك سيجعل العلاقة بين الفلسطينيين والأردنيين متوترة، وهو ما يسعى إليه الصهاينة منذ زمن؛ نقل الصراع من صراع صهيوني فلسطيني إلى صراع أردني فلسطيني.

وحلم الوطن البديل لم يفارق الساسة الصهاينة، ومحدودية الخيارات الأردنية تجاه التطورات الجديدة يضاف إليها الضغوط الخارجية ستؤجج ذلك الصراع، وهنا بالذات ستحل الكارثة على الأردنيين والفلسطينيين على حد سواء.

ناهيك عن قضية القدس التي ارتبطت بالوصاية الهاشمية وقبل ذلك بالوجدان الأردني، حيث قدم الأردنيون مئات الشهداء وآلاف الجرحى على أسوارها، وما زالوا حتى هذه اللحظة يتغنون بها. القدس بمقاس صفقة القرن ستكون كارثة أخرى على الأردن حيث سيخرج صفر اليدين من قضية حملها وحلم بها طويلا.

هذه المخاطر توجب التنبه عليها واتباع استراتيجية مضادة وبصورة عاجلة.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية