تكشف التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، "بنيامين نتنياهو"، وشريكه "بيني جانتس" زعيم حزب "كحول لافان"، أي أزرق أبيض، تفاقم أزمة الائتلاف الحكومي التي قد تفضي إلى انتخابات جديدة، وهو ما يبدو أن "نتنياهو" يسعى إليه.

يقول محللون إسرائيليون إن "نتنياهو" بات يؤمن بأن المواطنين ليسوا أكثر من بيادق يحركها متى يشاء، وإنه أصبح هو الآمر الناهي في (إسرائيل) وبعد أن كان مطوقاً من جميع الجهات.

وفي سبيل الحصول على النصر كاملا لشخصه وحده، ولكي يُحكم السيطرة على "جانتس" أبقى "نتنياهو" المفاوضات مع أبوظبي سرية للغاية وضمن حلقة ضيقة من الأشخاص، ليس من بينهم شريكه الائتلافي.

ويؤكد المحللون الإسرائيليون أن اتفاق الإمارات أعطى جرعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي وجاء الاتفاق الإماراتي بمثابة خشبة إنقاذ له وتراجعت حدة المظاهرات ضده.

وظهرت الخلافات بشكل علني بين "الليكود" و"كحول لافان" قبل ثلاثة أيام من الموعد النهائي لإقرار ميزانية (إسرائيل)، أو على الأقل التصويت على تأجيلها.

وفي حال عدم إقرار تلك الميزانية، سيحل الكنيست نفسه تلقائياً.

ويحضر سياسيون إسرائيليون من أن انتخابات رابعة قد تصيب الإسرائيليين بخيبة أمل، وهم قد ينصرفون عن  الذهاب إلى صناديق الاقتراع مرة جديدة.

وتنص الاتفاقية بين "نتنياهو" و"جانتس"، أي بين الائتلاف الحاكم، على أن يقر الكنيست الميزانية لهذه السنة والسنة المقبلة قبل 24 أغسطس/آب؛ لكن "نتنياهو" خرق الاتفاق وأصر على إقرار الميزانية لعام 2020 فحسب.

وفي النهاية توصل الطرفان إلى تأجيل النقاش في هذا الموضوع لمدة ثلاثة أشهر.

ويهدف "نتنياهو" من وراء ذلك إلى إيجاد سبب أو حجّة لحل الائتلاف وإجراء انتخابات رابعة، قبل حلول موعد تسلم "جانتس" رئاسة الحكومة أواخر العام المقبل.

وفي حال لم يتم إقرار الميزانية قبل الإثنين المقبل، 24 أغسطس/آب 2020، أو إقرار التأجيل بالقراءات الثلاث، فإن الكنيست يُعتبر منحلاً تلقائياً، وبناء عليه يتم التوجه إلى انتخابات جديدة.

وأظهر استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة إسرائيل اليوم بأنه في حال إجراء انتخابات جديدة فإن بإمكان "نتنياهو" تشكيل حكومة يمينية ضيقة، لاسيما بعد الإعلان عن اتفاق تطبيع مع الإمارات.

وأظهرت نتائج الاستطلاع، أيضاً، أن أحزاباً ثلاثة ستختفي من المشهد السياسي الإسرائيلي، وهي حزب "العمل" برئاسة وزير الاقتصاد الحالي "عمير بيرتس"، وحزب "غيشر" برئاسة أورلي أبيكاسيس، وحزب "تيلم" بقيادة "موشيه يعالون".

أما حزب "جانتس" فمن المتوقع أن تهبط مقاعده من 15 مقعداً إلى 9 فقط.