استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السودان ثغرة بدوي وزيارة بومبيو!

الاثنين 24 أغسطس 2020 12:26 م

السودان ثغرة بدوي وزيارة بومبيو

لماذا عاد الملف للانفجار؟ هل بات الاختراق الاسرائيلي عميقًا في بنية النخبة السياسية السودانية ومؤسساتها السيادية؟

شهدت إدارة ملف علاقة الخرطوم بواشنطن لرفع العقوبات عن السودان تضاربا وتنافسا بين المجلس السيادي والحكومة.

خرقٌ يكشف اختراقا إسرائيليا خطيرا لنخبة سياسية بالعالم العربي والسودان تهدد بإضعاف جبهتها الداخلية ومناعتها الخارجية!

هل ينجح حمدوك في تجاوز ضغوط بومبيو بما يحقق مصالح السودان واستقراره أم إن الثغرة تتسع وتفاقم الضغوط وانعدام الاستقرار بالسودان؟

ملف العلاقة بأمريكا تم اختراقه من قبل الكيان الصهيوني بمساره الحكومي والعسكري السيادي مما أربك الدولة السودانية ووفر للكيان فرصة تحقيق خرق.

*     *     *

أثار المتحدث باسم الخارجية السوداني حيدر بدوي الكثير من اللغط خلال الايام القليلة الماضية بقوله إن بلاده تطمح لتطبيع علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي؛ ما دفع وزير الخارجية عمر قمر الدين الى تنحيته عن منصبه، وتحويله الى ادارة التخطيط بوزارة الخارجية.

إذ لم يتم الاستغناء عن خدماته بالكامل؛ فالرجل ما زال عاملًا في الوزارة نشطًا كرئيس لإدارة التخطيط رغم الضرر الذي ألحقه بالسياسة الخارجية السودانية. 

استنكارُ وزير الخارجية لتصريحات بدوي، وإعفاؤه من مهامه كمتحدث رسمي لن تكفي لإغلاق ثغرة سارع نتنياهو ومن بعده بومبيو لاستغلالها، والعمل على توسيعها؛ إذ جعل منها بومبيو عنوانًا لجولته الى المنطقة، وعلى رأسها الخرطوم .

فتصريحات بدوي أعادت السودان ستة أشهر الى الخلف بعد جهود مضنية بذلها السودان لإغلاق ثغرة مشابهة في شباط/ فبراير من العام الحالي 2020.

فرئيس الوزراء عبد الله حمدوك كشف قبل 6 أشهر في شباط الماضي ان حكومته ومنذ 3 أشهر تتواصل مع الجانب الاسرائيلي بوساطة من وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو.

في حين كشفت تصريحات للمحامي الاسرائيلي الذي تواصل مع سفيرة أوغندا في الخرطوم أن الاتصالات برئيس المجلس السيادي اللواء عبد الفتاح البرهان انطلقت منذ 6 أشهر؛ أي قبل اتصالات بومبيو بثلاثة أشهر مع حمدوك.

تصريح حمدوك تعقيبًا على لقاء جمعه بالبرهان رئيس المجلس السيادي البرهان؛ لمعالجة التضارب والتنافس في إدارة ملف العلاقة بواشنطن، بين المجلس السيادي والحكومة لرفع العقوبات عن السودان؛ فالملف تم اختراقه من قبل الكيان الاسرائيلي بمساره الحكومي والعسكري السيادي!

الأمر الذي أربك الدولة السودانية، ووفر فرصة للكيان الاسرائيلي لتحقيق خرق سرعان ما تم تداركه باجتماع ضم حمدوك رئيس الوزراء بالبرهان، اتفقا خلاله على تشكيل لجنة مشتركة لدراسة المنافع والمضار المترتبة على التطبيع مع الكيان الاسرائيلي حينها، وضرورة توحيد الجهود والالتزام بالعملية السياسية.

في المقابل أجمعت قوى التغيير، وعلى رأسها الحزب الشيوعي، والمعارضة من خارج قوى التغيير وعلى رأسها القوميون والإسلاميون على رفض التطبيع مع الكيان، وعلى رَبْطِ أي قرار حول الملف بالإرادة الحرة للشعب السوداني التي سيعبر عنه من خلال انتخابات ديمقراطية تنهي الحقبة الانتقالية؛ الأمر الذي كبح جماح الاندفاعة نحو التطبيع، وأعاد التوازن إلى الساحة الداخلية، والسياسة الخارجية.

فلماذا عاد الملف للانفجار؟ وهل الاختراق الاسرائيلي بات عميقًا في بنية النخبة السياسية السودانية وهيكل مؤسساتها السيادية؟

لا شك في أن ما فعله حيدر بدوي مثل خرقًا خطيرًا كلف السودان الكثير، وأربك المشهد السياسي الداخلي، وهدد بانقسامات وفوضى كبيرة، وفاقم الضغوط الامريكية.

خرقٌ يكشف عن اختراق اسرائيلي خطير للنخبة السياسية في العالم العربي والسودان، تهدد بإضعاف جبهتها الداخلية، ومناعتها الخارجية.

ثغرةٌ سرعان ما تلقفها نتنياهو، وسارع إلى التعليق عليها على أمل كسر الحواجز، وفرض مزيد من الإرباك والضغوط على القيادة السودانية التي تخوض مفاوضات شاقة مع الادارة الامريكية حول رفع العقوبات عن الخرطوم.

فالضغوط تعاظمت يوم امس الاحد بِبَدء مايك بومبيو وزير الخارجية الامريكي جولة برفقة كوشنير صهر الرئيس الامريكي في المنطقة لإقناع السعودية والبحرين وعُمان بتوقيع اتفاقاتٍ مماثلةٍ اتفاقَ الإمارات التطبيعي.

جولةٌ سيتابعها بومبيو لتشمل قطر والسودان، حاملًا الى الخرطوم رسالة تدعو الى التطبيع مع الكيان الاسرائيلي؛ ما دفع وزير الخارجية حمدوك لاستباق الزيارة بإلقاء خطاب بمناسبة مرور عام على تشكيل الحكومة والمجلس السيادي.

وأكد فيه استعداد بلاده للتعاون مع محكمة الجنايات الدولية لإغلاق ملف العقوبات، في محاولة منه لفصل مسار العقوبات عن مسار التطبيع الذي يحاول بومبيو ابتزاز السودان من خلاله.

ختامًا.. هل ينجح حمدوك في تجاوز ضغوط بومبيو بإعادة جدولة أجندة الزيارة بما يتناسب مع مصالح السودان واستقراره، أم إن الثغرة ستتسع، وتفاقم من الضغوط وحالة انعدام الاستقرار في السودان؟

سؤالٌ الاجابة عنه تحتاح الى ساعات فقط من لحظة كتابة المقال إلى لحظة هبوط طائرة بومبيو في الخرطوم.

* حازم عياد كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية