سجل منسوب النيل الأزرق في الخرطوم، الثلاثاء، أعلى مستوى له منذ أكثر من قرن؛ حيث وصل إلى 17.32 مترا، وفقا لوكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

وأضافت "سونا" أن أعلى ارتفاع سابق في منسوب النيل الأزرق، منذ بدء تسجيل مناسيب النيل قبل أكثر من 100 عام، سُجل بالخرطوم مطلع سبتمبر/أيلول 2019، وبلغ 17.26 مترا.

وذكرت أن فيضان 1946 الشهير، الذي أحدث خسائر فادحة في البلاد، سجل ارتفاعا بلغ 17.14 مترا؛ أي أقل من مستوى اليوم بـ18 سنتيمترا.

والنيل الأزرق هو أهم روافد نهر النيل حيث يغذيه بما يتراوح بين 80 و85% من المياه، لكن هذه المياه تصل إليه في الصيف فقط بعد الأمطار الموسمية على هضبة إثيوبيا، بينما لا يشكل في باقي أيام العام نسبة كبيرة حيث تكون المياه فيه ضعيفة أو جافه تقريبا.

وينبع النيل الأزرق من بحيرة تانا الواقعة في مرتفعات إثيوبيا بشرق القارة، ويخرق الأراضي السودانية في مسار طوله 1.400 كم حتى يلتقي بـ"النيل الأبيض"؛ ليشكلا معا ما يعرف باسم نهر النيل منذ هذه النقطة وحتى المصب في البحر المتوسط. وتبني إثيوبيا عليه حاليا سدا باسم "سد النهضة"، الذي يثير مخاوف لدى القاهرة والخرطوم من تسببه في تقليص حصة البلدين من مياه النيل.

وأوضح مصدر في وزارة الري السودانية أن سبب ارتفاع منسوب النيل الأزرق في الخرطوم، حاليا، هو زيادة معدل الأمطار على الهضبة الإثيوبية خلال الأيام القليلة الماضية، إضافة إلى ضيق مجرى النهر في المناطق الحضرية بسبب التوسع العمراني.

ودعا المصدر المواطنين إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم، مؤكدا أن الأجهزة الفنية المختصة تراقب الموقف على مدار الساعة من غرفة عمليات مركزية في الوزارة.