حذر الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، من استمرار التعدي على الأراضي الزراعية في البلاد معتبرا أنه يمثل خطرا لايقل عن خطر أزمة سد النهضة.

وقال "السيسي" خلال افتتاحه بعض المشروعات بمحافظة الإسكندرية، السبت، إن "استمرار التعدي على الأراضي الزراعية يمثل خطرا شديدا على مصر، ويعادل نفس خطورة أزمة سد النهضة".

واعتبر أن "أزمة مخالفات البناء ليست مسؤولية رئيس الدولة والحكومة وحدهما، ولكن مسؤولية جميع المواطنين في سبيل الحفاظ على كيان الدولة".

وأضاف "لن أبيع الوهم للناس تحت اعتبارات السياسة، والحفاظ على الشعبية، فمخالفات البناء تحد خطير جداً تواجهه الدولة؛ وأقول لجميع المصريين: ثقافة أنك تبني في الأرض الزراعية عشان ولادك يعيشوا معاك هاتدمر كثير من قدراتنا، ونحن نبني مدنا جديدة في الظهير الصحراوي بالمحافظات من أجل هذه الأجيال".

وتابع "هذا الموضوع شائك جدا، وكان من الممكن ألا أتحدث عنه، وأترك الحديث لوسائل الإعلام؛ ولكنني سأتحدث في كل مصلحة تهم المصريين، وسأتخذ أي إجراء أراه صحيحاً حتى لو المصريين مش (غير) راضيين عنه".

وأردف "لولا الإجراءات التي اتخذناها في ملف الاقتصاد على سبيل المثال، ما كنا مررنا من أزمة كبيرة بحجم فيروس كورونا".

وزاد "السيسي"، "بقول للمصريين انتوا هاتتألموا من إجراءات الدولة عشان مش عاوزين (لأنكم لاتريدون أن) تساعدوني، ومصرين على مواقفكم؛ إزاي بتحلموا ببلد كويسة، ومنظمة، ومترتبة، وكل واحد بيعمل اللي هو عاوزه (ما يريده)"،

وأضاف أن "وسائل الإعلام بتركز على مشاهد إزالة المباني المخالفة، ولا تتحدث عن هذه الأزمة بصورة أعمق لمخاطبة عقول الناس، وبيان مدى التأثير الخطير على الدولة نتيجة هذه التجاوزات".

وقال "بقول للناس اللي بتنتقد هدم المساجد المخالفة عن طريق القنوات في الخارج: هو أنتوا تعرفوا ربنا؟ طب ياريت تعرفوا ربنا زيينا... اللي بيحصل مايرضيش ربنا اللي هما مايعرفهوش؛ دول بيقولوا علينا إننا بنهد جوامع ربنا، وبقولهم أنتم جايين تتكلموا علينا، وأنتم بتخربوا الشعوب، وعاوزين تدمروها، وتدمروا الأمم، وتضيعوها"، على حد زعمه.

وأضاف "دائما سنجد من يشككون في المشروعات التي ننفذها، وهناك البعض يتحدث بشكل سلبي عن إجراءات الدولة؛ والموضوع إن هناك 30 مسجدا مخالفا على محور المحمودية بالإسكندرية، واتخذنا إجراءات لإزالتها... وبقول لمن يتحدث من الخارج: يارب تبقوا زيينا، وتعملوا حساب ربنا، بدل ما تتكلموا علينا لما نيجي نبني ونعمر... دول كانوا بيعايرونا بفقرنا، ويقولوا شوفوا المصريين وخيبتهم".

واستكمل "السيسي"، "احنا بنفتتح المشروعات، وسعداء بها، وهناك 77 مسجداً مخالفاً على حرم الترعة (المحمودية)، واللي عاوز يبني حاجة لربنا هل يسرق الأرض؟ اللي بيحصل ده سرقة، وإحنا هانبني مساجد بديلة بنفس النمط، وهانعمل كمان مساكن لأهلنا اللي اتعدوا على الأرض... لكن بنحاسب أنفسنا عشان إحنا اللي بندفع ثمن هذا التجاوز".

وشدد على أن الدولة لم تتخذ إجراءات حادة في مواجهة مخالفات البناء دون سابق إنذار، بالقول: "إحنا حذرنا الناس قبل كده، وقولنا هاناخد الإجراءات دي من 3 سنين، وادينا مهلة بوقف البناء في القاهرة الكبرى وعواصم المحافظات لمدة 6 أشهر... وفتحنا باب التصالح في المخالفات، والتي قد تجاوزت نسبة 10% خلال الفترة الماضية فقط".
 

وسبق للرئيس المصري أن علق على أزمة هدم السلطات مسجد "أبو الإخلاص الزرقاني" ومساجد أخرى بالإسكندرية، في أغسطس/آب 2019، قائلا إنها أقيمت على "أرض حرام".

ومنذ أسابيع تجري الحكومة المصرية، تفعيل أحكام القانون رقم 17 لسنة 2019 في شأن التصالح في بعض مخالفات البناء، وتقنين أوضاعها بما يدعم استيفاء حقوق الدولة، مقابل دفع مبالغ مالية.

وتحتل مصر المركز 106 في مؤشر الفساد من بين 176 دولة، وفق مؤشر مدركات الفساد لعام 2019، الذي أعلنته منظمة الشفافية الدولية.