كشفت مصادر سياسية رفيعة في إسبانيا، الأحد، أن لجوء ملك البلاد السابق "خوان كارلوس" إلى الإمارات جاء بعدما هدد القضاء السويسري بإصدار مذكرة اعتقال في حقه إذا لم يمثل أمامه أو تأخر القضاء الإسباني في التحقيق معه، على خلفية اتهامات له بالتورط في قضايا فساد، بينها حصوله على رشاوى من ملك السعودية الراحل "عبدالله بن عبدالعزيز" في إطار صفقة القطارات السريعة من مكة إلى المدينة، التي فازت بها شركات إسبانية.

وأوضحت المصادر أن "كارلوس" بات مهددا بالاعتقال بعدما لم يعد متمتعا بالحصانة الدولية التي كانت له عندما كان يعتلي العرش، ولذا قرر اللجوء إلى أبو ظبي، حيث تعهدت سلطات الإمارة له بعدم تسليمه الى إسبانيا وسويسرا في حالة استدعائه أو إصدار مذكرة اعتقال بحقه، وفقا لما نقلته صحيفة "القدس العربي".

وأعلن القصر الملكي الإسباني يوم 3 أغسطس/آب الجاري مغادرة "خوان كارلوس" البلاد إلى "وجهة ما"، وجرى الحديث في البدء عن جمهورية الدومينيكان، ولاحقا تبين أنه التحق بعاصمة دولة الإمارات.

وكان "خوان كارلوس" قد تنازل في عام 2014، عن العرش لصالح ابنه "فيليبي السادس"، عندما سُجلت عدة فضائح في نهاية عهده، ولا سيما الشكوك حول ثروته الغامضة وعلاقاته الوثيقة مع العائلة المالكة السعودية.

وإزاء لجوئه إلى الإمارات، كشف استطلاع أجرته جريدة البايبس الإسبانية أن نسبة عالية من الإسبان تستنكر لجوء ملك البلاد السابق إلى الإمارات.

وأكد 41% من الإسبان أنه كان يجب على الملك الأب البقاء في إسبانيا بدل اللجوء الى الخارج، ورأى 8% ضرورة بقائه في دولة أوروبية بدل اللجوء الى دولة غير أوروبية، بينما قرابة 20% تعتبر ضرورة بقائه للعيش في القصر الملكي في مدريد.

كما اعتبر أغلبية المستطلعة آراؤهم أن لجوء "خوان كارلوس" إلى دولة غير ديمقراطية ومعروفة بالفساد المالي والسياسي والتورط في النزاعات، أعطى صورة توحي ببحثه عن الحماية والتهرب من الملاحقة القضائية في ملفات تورطه في الفساد المالي.