كشف النقاب عن مقتطفات جديدة من كتاب "الدم والنفط: البحث القاسي لمحمد بن سلمان عن القوة العالمية"، تحدثت عن جوانب مثيرة حول الأزمة الخليجية وكواليس بداية حصار قطر وماذا دار بين قيادات من السعودية والإمارات والولايات المتحدة حول ذلك الأمر.

وأفاد الكتاب الذي كتبه المراسلان في صحيفة "وول ستريت جورنال" "برادلي هوب"، و"جوستين شيك"، وبدأ نشره، الثلاثاء، أن مستشار "ترامب" السابق للأمن القومي، اليميني "ستيف بانون" كان من أبرز المتحمسين لمحاصرة قطر، حيث أبلغ ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، قبل اندلاع الأزمة أن عليه التحرك ضد الدوحة.

ووفق الكتاب، قال "بانون" لـ"بن زايد": "علينا الاهتمام بهؤلاء (قطر)، إنهم أسوأ من الفرس، لقد أصبحوا مهيئين لمشواتكم".

ويضيف الكتاب أن السعوديون أبلغوا "جاريد كوشنر" كبير مستشاري "ترامب" بقرار مقاطعة قطر وحصارها، قبل تنفيذه بساعة تقريبا، وطلب منهم تأخير الخطوة ليأتي الرد بالقول "الأمر متأخر جدا، لقد بدأنا التحرك".

وأشار الكتاب إلى أن السفير الأمريكي في الرياض "جو ويستفال"، حذر "محمد بن سلمان" مرارا من أي عدوان عسكري على قطر.

ويتابع الكتاب أنه بعد اندلاع الأزمة الخليجية، اتصل وزير الخارجية الأمريكي السابق "ريكس تيلرسون" بالبيت الأبيض محذرا من أن قاعدة "العديد" ستكون في خطر إذا بدأ ثلاثة من أكبر مشتري السلاح الأمريكي توجيه أسلحتهم ضد بعضهم البعض.

ولم تنجح جهود "تيلرسون" في دفع "ترامب" لتهدئة الوضع في الخليج.

وفي اليوم التالي لإعلان حصار قطر وإغلاق المنافذ معها، أبلغ "تيلرسون"، "كوشنر" و"ترامب" بأن الأزمة ستقلب حياة القطريين الذين لن يتمكنوا من أداء امتحاناتهم ولن يكون هناك حليب في البقالات ليرد ترامب: "أنا لا أبالي بتاتا بالحليب".

وقال "ترامب" لـ"كوشنر"، في حضور "تيلرسون": "إذا جعلتهم يتقاتلون لكي يقللوا الدعم المالي للإرهاب فإن ما حصل في الاتجاه الصحيح دع السعوديين يجدون مخرجا".

وأوضح الكتاب أن التخطيط لحصار قطر بدأ قبل 3 أشهر من الأزمة، وبالتحديد في 22 مارس/آذار 2017، ووضعها استراتيجي سعودي يدعى "عبدالعزيز العتيبي"، يعمل في السفارة السعودية في واشنطن، حيث أعد خططا لحملة إعلامية مركزة لمدة 3 أشهر تنطلق في يونيو/حزيران من نفس العام ضد قطر، بعد انتهاء زيارة "ترامب" للسعودية.

وكانت الخطة الموضوعة لشيطنة قطر تقوم على تقديم "تغطية أسبوعية مركزة تزيد من وعي المتلقي الغربي بشأن دعم قطر للإرهاب وتقديم معلومات عن الرشى لشراء كأس العالم 2022".

وواصل الكتاب كشف خبايا قرار حصار قطر، قائلت إن القيادة الإماراتية في 2017 وجدت الفرصة سانحة بعد أن رأت أن لديها حلفاء لإطلاق الأزمة مع قطر وجعل الحياة صعبة للقطريين كي توافق الدوحة على شروطهم، لكن الأزمة ارتدت عليهم بعد أن قررت قطر المواجهة.

لكن الفشل في إدارة الأزمة من الإمارات والسعودية، بعد أسابيع من بدء الحصار، دفع "ستيف بانون" للطلب من "طحنون بن زايد" تقديم لائحة مطالب لقطر لكي "تتمتع الأزمة بالمصداقية"، قائلا له: "عليك أن تقدم شيئا، ما هي مطالبك؟".

وأشار الكتاب إلى أن حربا سيبرانية غير مسبوقة اشتعلت، بعد اندلاع الأزمة ومحاولة تدخل واشنطن وباريس للحل، حيث تم اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي بواشنطن "يوسف العتيبة" ونشر رسائل حساسة منه إلى العامة عبر وسائل إعلام أمريكية.