الجارديان: الجوع يحاصر آلاف العمال في دبي بعد تخلي شركاتهم عنهم

الجمعة 4 سبتمبر 2020 06:34 م

كشف تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، عن أوضاع قاسية يعيشها العمال في دبي الإماراتية، بعد أن تخلى عنهم أصحاب الأعمال و"تركوهم جوعى".

وانقطعت رواتب الكثير منهم، وبعضهم يستمر في الذهاب للعمل بدون راتب منذ أشهر، فيما يعاني المرضى منهم من عدم القدرة على سداد تكلفة علاجهم.

ومن بين العمال المتضررين، قالت الصحيفة، إن "حسن" لا يعرف إن كان سيأكل اليوم أم لا، فالعامل الباكستاني البالغ من العمر 30 عاما عاش في دبي لأكثر من عقد كعامل بناء؛ لكن انتشار وباء فيروس "كورونا" أدى لخسارته عمله، وبدون راتب لا يستطيع العيش أو شراء تذكرة للسفر إلى بلده.

وقال: "المعاناة شديدة ويصعب علينا الحصول على الطعام ولا أحد يساعدنا. وبدون نقود لا نستطيع السفر أيضا.. كيف سنشتري التذكرة؟". 

وكان "حسن" يتلقى 2000 درهم إماراتي (545 دولارا)، لكن صاحب العمل بدأ بعد عملية جراحية أجريت له في القلب بتخفيض 75% من راتبه ويعطيه له كدفعات. 

ولأن الوظيفة لا تغطي العناية الصحية فهو في خطر المرض من جديد، وقال: "الدواء إجباري منذ العملية. وكنت أحصل على الحبوب من خلال التأمين الصحي ولكنه قطع.. تكلف أدويتي 950 درهما في الشهر وليس لدي ما يكفي لشرائها".

وترك "حسن" و98 من زملائه وحيدين بدون مساعدة في معسكر عمال يقع على طرف المدينة وبدون أي اتصال مع أصحاب العمل السابقين الذين وظفوهم، ولا شركة البناء أو التعهدات السابقة.

وفي هذا المبنى المكون من 3 أدوار توزع في غرفة الأسرة الحديدية المتعددة الطبقات، حيث من الصعب ممارسة أي نوع من التباعد الاجتماعي. 

وتحيط بالمجمع الأسلاك الشائكة وتقف على أبوابه الحراسات؛ فالمطبخ الكبير الذي كان قبل 6 أشهر مركز نشاط يبدو ساكنا اليوم. 

وأدى انتشار "كوفيد-19" وتراجع أسعار النفط لضربة مزدوجة للاقتصاد الإماراتي وخسارة آلاف الوظائف، وتمثل القوة العاملة في البلد نسبة 90% تقريبا.

ونتيجة لهذا وجد آلاف الأشخاص الذين خسروا وظائفهم أنفسهم عالقين في بلد لا يوفر شبكة أمان اجتماعي لهم. 

وبداية الأزمة أمرت الحكومة الشركات وأصحاب الأعمال دفع الرواتب للعمال المهاجرين وتوفير الطعام لهم حتى تم الاستغناء عن خدماتهم، لكن الكثير من الشركات لم تلتزم وتركتهم ليعتمدوا على أنفسهم أو التبرعات، ولأن الحاجة كبيرة فالمنظمات المحلية تقوم بتوفير مئات الوجبات أسبوعيا.

ويستمر عدد من العمال في أعمالهم ويذهبون كل يوم رغم أنهم لم يحصلوا على الراتب، فـ"شهدات" (28 عاما) من بنجلاديش، لا يزال في عمله مع أنه لم يحصل على راتبه منذ يناير/كانون الثاني.

ويقوم الشاب بدعم والديه المسنين ويريد الزواج وهذا مستحيل بدون دخل، وقال: "أحب عملي وأريد العمل في دبي.. لا أحد يستمع إلينا، لا أحد يشعر بألمنا ولا يفكرون بعائلاتنا وحياتنا ومستقبلنا".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

حقوق العمالة في الإمارات العمالة في الخليج تداعيات كورونا