هل يجب اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات أم قليل الدسم؟، سؤال شائع يتردد كثيرا عند التفكير في إنقاص الوزن، وركزت الكثير من النظريات الحديثة على تقليل الكربوهيدرات، حيث إن الكربوهيدرات أكثر عرضة للتسبب في زيادة الوزن؛ بسبب تأثيرها على إفراز الأنسولين.
ووجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد، أن خفض الكربوهيدرات أدى إلى زيادة إنفاق الطاقة أثناء عملية فقدان الوزن.
كما واجهت الدراسة بعض الانتقادات لأساليب البحث المستخدمة؛ لأنه من الصعب على الباحثين التحكم في علم الوراثة وقياس ما يأكله الناس بدقة ومقدار النشاط البدني الذي يحصلون عليه، وفق ما جاء في موقع "سيكولوجي توداي" المتخصص في الصحة النفسية والبدنية.
في دراسة جديدة أخرى، راعت هذه الانتقادات، إذ استخدم باحثون في جامعة ليتوانيا الفئران؛ لمقارنة النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات بالوجبات الغذائية قليلة الدسم، للتفرقة بين تأثير كليهما.
وتم التحكم بعناية في تناول الطعام ومستوى النشاط والبيئة المادية للفئران في المختبر لمدة 18 أسبوعًا، أكلت الفئران كثيرًا واكتسبت وزنًا مرتفعًا، ثم اتبعوا نظامًا غذائيًا لمدة 6 أسابيع، إما قليل الدسم أو منخفض الكربوهيدرات، كان للوجبات الغذائية قيمة متساوية من السعرات الحرارية ومحتوى البروتين، واختلفوا فقط في محتواهم من الدهون أو الكربوهيدرات.
ونتج عن كل من الأنظمة الغذائية منخفضة الدهون ومنخفضة الكربوهيدرات؛ فقدان الوزن بشكل مماثل، وبالنسبة لمجموعتي النظام الغذائي، كان فقدان الوزن بسبب فقدان الدهون أدى إلى تحسن نسبة الجلوكوز، ولكن الكربوهيدرات أثرت أكثر على فقدان الطاقة لدى الفئران.
في حين أن تناول الإنسان الطعام أكثر تعقيدًا، إلا أن هذه الدراسة تتميز فقط بعزل النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات مقابل اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، تم التحكم في جميع التأثيرات المحتملة الأخرى على فقدان الوزن، لذا تشير النتائج إلى أن تقييد السعرات الحرارية وليس تركيبة المغذيات الكبيرة في النظام الغذائي هي المسؤولة عن فقدان الوزن.
ونجد أن المعنى العملي لهذه الدراسة وما تهدف إليه هو تجاهل الجدل حول النظام الغذائي الأمثل لفقدان الوزن، إذا كنت تحاول إنقاص الوزن، فاختر خطة منخفضة السعرات الحرارية ذلك هو الأهم.
