استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأردن.. الحظر وما أدراك ما الحظر!

الأحد 6 سبتمبر 2020 06:18 م

الأردن,, الحظر وما أدراك ما الحظر!

إذا لم يكن هناك مبرر علمي لهذا الحظر في ذروة فوبيا كورونا آنذاك، فهل تغير الوضع الآن؟

لا أحد يعلم سوى الحكومة أسرار وأسباب ومسببات الحظر الشامل الحقيقية ليوم الجمعة في عمان والزرقاء!

الثقة بالحكومة هي أساس مواجهة أي كارثة أو جائحة ومنها جائحة كورونا لكن مقدار الثقة بالحكومة انخفض كثيرا جراء سياساتها الأخيرة.

إن كانت لجنة الأوبئة لم توص بحظر شامل في تلك الفترة، فهل أوصت به الآن؟ وإن كان المواطنون تفهموا الحظر في تلك الفترة فهل يتفهمونه الآن؟

*     *     *

لا أحد يعلم سوى الحكومة أسرار وأسباب ومسببات الحظر الشامل الحقيقية ليوم الجمعة في عمان والزرقاء!

ودعونا نتذكر تصريح الدكتور عزمي محافظة، العضو السابق في لجنة الأوبئة، نهاية نيسان الماضي، الذي قال فيه إن "لجنة الأوبئة لم تنسب للحكومة بفرض قرار حظر شامل يومي الجمعة والسبت، وهو قرار حكومي بحت"، مضيفا أنه لا يرى "أي مبرر قوي وعلمي لهذا الحظر".

فإذا لم يكن هناك مبرر علمي لهذا الحظر في ذروة فوبيا كورونا آنذاك، فهل تغير الوضع الآن؟ وإن كانت اللجنة لم توص بالحظر الشامل في تلك الفترة، فهل أوصت به الآن؟ وإن كان المواطنون تفهموا الحظر في تلك الفترة فهل يتفهمونه الآن؟

يوم الجمعة هو يوم عطلة أسبوعية، وفيه تخف الحركة المرورية وتخف حركة الناس في الشوارع، ولا أعتقد أن هناك داعيًا لجعل ذلك إجباريا بحال من الأحوال.

تقول الحكومة إن الحظر الشامل هدفه التقليل من حالات المخالطة، وتمكين فرق التقصي الوبائي على تتبع المخالطين وحصرهم، وهو أمر يحصل تلقائيا يوم الجمعة من كل أسبوع، فما الداعي للحظر الشامل الذي أرهق المواطن نفسيا، وأرهق الاقتصاد كذلك.

قد يكون إبقاء الشعور بالقلق والخوف من كورونا سببا للحظر، وذلك حتى لا يشعر الناس بالأمان تجاه الفيروس فيتخلون عن الاحتياطات اللازمة فتكون كارثة أكبر. وإبقاء القلق يساعد الحكومة في اتخاذ إجراءات غير مرغوبة والمبرر هو مواجهة الفيروس الخطير.

بالتأكيد فخطر الفيروس لم ينته، والعالم كله يشهد بذلك، وهناك مناطق واسعة في العالم تواجه اليوم الموجة الثانية للفيروس، ناهيك أنه حتى هذه اللحظة لم يصل العالم إلى لقاح ناجع معترف به من قبل منظمة الصحة العالمية، وكل اللقاحات أو التجارب لم تصل بعد إلى درجة الأمان اللازمة.

هذا صحيح. لكن هذا لا ينفي أن حكومات كثيرة في هذا العالم استغلت هذه الجائحة لاتخاذا إجراءات قمعية تجاه معارضي سياساتها التقليديين، كما أن بعضها استغلها للتهرب من المسؤولية تجاه سوء الخدمات والفساد الذي تعاني منه منذ سنين طويلة. هذه الاتهامات أكدتها منظمات حقوقية دولية بعضها يتبع للأمم المتحدة.

قلنا سابقا ولن نمل من التكرار في أن الثقة بالحكومة هي الأساس في مواجهة أي كارثة أو جائحة ومنها جائحة كورونا، ولكن للأسف فإن مقدار الثقة بالحكومة انخفض بشكل كبير جراء سياساتها الأخيرة.  

* عبد الله المجالي كاتب صحافي أردني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية