كارنيجي: بن زايد يريد تنصيب نفسه ملكا للخليج عبر التطبيع مع إسرائيل

الأربعاء 9 سبتمبر 2020 04:48 م

حذر زميلان بارزان في مركز "كارنيجي" من سعي ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" لتنصيب نفسه "ملكا للخليج" استنادا إلى المزايا التي منحته إياها اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها في أغسطس/آب الماضي بين الإمارات و(إسرائيل).

ودعا "آرون ديفيد ميللر" و"ريتشارد سوكولسكي" إلى عدم السماح لـ"بن زايد" بممارسة الدور الذي سبق أن مارسه "محمد بن سلمان"، خاصة في ضوء دور الإدارة الديكتاتورية الصديقة التي يلعبها ولي العهد السعودي "المتهور والقاسي"، حسب وصف الباحثين.

ومن شأن نجاح "بن زايد" في استثمار التطبيع مع (إسرائيل) في الاتجاه الذي رغبه، أن يضع الولايات المتحدة في "يد زعيم شرق أوسطي جديد يتلاعب بها ويستخدمها لمصالحه بشكل يضعف قيمها ومصالحها"، بحسب تقدير زميلي "كارنيجي"، الذي أوردته صحيفة "واشنطن بوست".

فـ"بن زايد" ليس "بن سلمان"، إذ يبلغ من العمر 59 عاما، وهو ضعف عمر ولي العهد السعودي، كما أنه أذكى، وحول الإمارات الغنية بالغاز والنفط إلى مركز قوة إقليمية ووسع تأثيره في ليبيا والقرن الأفريقي وجنوب اليمن متجنبا الأخطاء التي ارتكبها نظيره "بن سلمان" المتهور والمندفع.

ويشير التقدير إلى أن الإمارات كانت، إلى جانب أستراليا، البلد الوحيد من الدول غير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي أرسلت قوات ساعدت الأمريكيين في أفغانستان وفتحت قواعدها الجوية للجيش الأمريكي، لكنها طبقت في الوقت ذاته نظام رقابة صارم على سكانها، وسط غياب للحريات، خاصة حرية الصحافة والتعبير، التي أعطتها مؤسسة "فريدوم هاوس" تصنيف "غير حرة".

ولدى الإمارات سجل رهيب في معاملة العمالة الوافدة، كما أن دبي لها سمعة سيئة كمصدر لغسيل أموال العناصر الفاسدة والإجرامية، وتلعب أبوظبي دورا رئيسيا في تغذية النزاع العسكري ضد الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة والأمم المتحدة في طرابلس.

ولذا يرى الباحثان أن واشنطن عليها "قبل أن تقرر تقديم الدعم اللامشروط لديكتاتورية عربية أخرى عليها أن تكون واضحة حول ما تريده من العلاقة وكيف ستستخدم نفوذها على الإمارات للتوصل إلى النتائج".

ووفق تقدير "ميللر" و"سوكولسكي" فإن ولاية ثانية للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لن تغير شيئا سوى زيادة التملق لـ"بن زايد"، لكن إدارة بقيادة "جوزيف بايدن" لديها الفرصة لكي تعيد تشكيل العلاقة وتراقب الإمارات بحذر بدلا من الوقوع في ذات مصيدة "بن سلمان".

فولي العهد السعودي يتصرف على قاعدة معرفته بأن البيت الأبيض سيتجاهل الانتهاكات السعودية وسيحاول تجاوز القوانين لكي يبيع السلاح إلى الرياض، وطالما ظلت إدارة "ترامب" تتعامل معه على هذا النحو فإنه سيواصل تصرفاته المتهورة، حسب زميلي "كارنيجي"، اللذين أشارا إلى أن الولايات المتحدة أصبحت -بهذه الطريقة- متواطئة بانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان في اليمن وقتل الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي".

وإذا كان "بن زايد" يريد من الولايات المتحدة الاعتراف بدوره الذي رسمه لنفسه، أي الزعيم الجديد للخليج، بما في ذلك دعم السياسات المفضلة للإمارات في المنطقة، والحصول على منفذ غير مشروط على سوق السلاح الأمريكي، فما هو ما تريده أمريكا منه وكيف ستستخدم نفوذها لتحقيق أهدافها؟

يجيب الباحثان عن السؤال بالتأكيد على ضرورة استخدام أمريكا صفقات السلاح المتفوق إلى الإمارات لممارسة أقصى ضغط  للحد من انتهاكات حقوق الإنسان فيها والدفع باتجاه وقف حرب اليمن والتراجع عن لعبة الإكراه ضد قطر والضغط على السعودية للحوار مع إيران، وإلا سيتكرر صك إدارة "ترامب" المفتوح للسعوديين، بما يعني خلق أكبر كارثة إنسانية في اليمن والتصرف بدون اعتبار للمصالح الأمريكية بالمنطقة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

كارنيغي محمد بن زايد التطبيع مع إسرائيل

مصر الخاسر الأكبر.. كيف يهدد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي مكانة قناة السويس؟

تعميم مذكرة على فنادق الإمارات لإدراج الطعام اليهودي في قوائمها