استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

نهاية نظامين...لا نظام واحد

السبت 12 سبتمبر 2020 10:32 ص

نهاية نظامين...لا نظام واحد

كلتا المنظومتين تقفان على مفترق خطير. الجامعة وقفت طويلاً على هذا المفترق.

بقليل من التفاؤل يمكن القول إن جديداً ربما ينشأ من رحم القديم وربما يكون أكثر رشاقة وفاعلية!

منظمتان إقليميتان كبيرتان وازنتان وعريقتان نشأتا نتيجة قضية فلسطين وبهدف دعمها باتتا عرضة للشلل والانقسام.

تردي الحالة العربية وصعود دول إسلامية جعل منظمة التعاون الإسلامي أكثر تقبلا للمواقف الفلسطينية من الجامعة العربية.

سطرت الجامعة العرية «شهادة دفنها» بعد أن نعينا مرات "اللانظام العربي" الذي لم يدرأ ضرا ولم يجلب نفعا وكان مصيره الفشل.

*     *     *

الجامعة العربية، أقدم منظمة إقليمية، عمرها من عمر الأمم المتحدة، تأسست على هامش القضية الفلسطينية، ونمت على جذعها، والأصل أنها الرافعة والمظلة لكفاح شعب فلسطين للتحرر من الاحتلال والعنصرية.

هذه المنظمة، سطرت في الاجتماع الأخير لوزراء خارجيتها «شهادة دفنها»، وشكراً لـ»كوفيد 19» أنه جعل الاجتماع يتم عبر تقنية «الاتصال عن بعد»، وإلا لكان الخلاف وصل حد استخدام القبضات أو «منافض السجائر» كما حصل في مناسبات سابقة.

نقول هذه المنظمة سطرت «شهادة دفنها»، بعد أن نعينا مرات ومرات، «اللا-نظام العربي» الذي لم يدرأ ضراً ولم يجلب نفعاً، وكان مصيره الفشل، في كل مرة حاول فيها التصدي لنزاع بيني أو آخر بين دولة عربية وأخرى غير عربية، دع عنك الصراع الأعقد والأطول في التاريخ: الصراع العربي الإسرائيلي.

منظمة التعاون الإسلامي، المؤتمر الإسلامي سابقاً، أكبر منظمة إقليمية وأعرضها، عضويتها تناهز السبعة وخمسين دولة، نشأت بدورها على هامش القضية الفلسطينية وجذعها، بعد أن تحوّل حريق الأقصى (1969) إلى شرارة أيقظت مشاعر التضامن الإسلامي مع الشعب الفلسطيني.

تاريخياً، كانت المنظمة تتبنى تلقائياً ما يصدر عن «المجموعة العربية» من قرارات وتوصيات، لكن تردي الحالة العربية من جهة، وصعود بعض الدول الإسلامية (تركيا، إيران، ماليزيا والباكستان) من جهة ثانية، وقدرة هذه المجموعة الأخيرة على اتخاذ مواقف أكثر استقلالية عن مراكز القرار الدولي، وتحديداً واشنطن من جهة ثانية، جعل المنظمة الإسلامية أكثر تقبلاً للمواقف الفلسطينية من نظيرتها العربية.

كلتا المنظومتين، تقفان على مفترق خطير...الجامعة وقفت طويلاً على هذا المفترق.

هزال الحالة العربية أفضى إلى هزال الحالة الإسلامية، العرب طالما كانوا نواة «التعاون الإسلامي» و«محركه». الصورة مختلفة اليوم، على أن الانقسام حول المسألة الفلسطينية ليس السبب الوحيد، أو حتى الرئيس، في ضعف المنظمة الاسلامية وتفككها.

ثمة صراعات محتدمة على الزعامة والنفوذ، وثمة دول إسلامية لم يعد يرضيها البقاء في موقع المتلقي لما تمليه الجماعة العربية .

قمة كوالالمبور (2019)، ليس بداية مطاف الانقسام بمنظمة التعاون، ولن تكون نهايته. في المرة السابقة، تغيبت الباكستان أو غَيّبتها الضغوط التي فرضت عليها، كما قال رئيس وزرائها مؤخراً.

في المرة التالية، لن تغيب الباكستان عن لقاء ثانٍ لمجموعة كولالمبور، وسينتقل مركز ثقل العالم الإسلامي إلى دوله الكبرى، غير العربية، وهذا منسجم على أية حال مع الحالة العربية الراهنة الموزعة على المحاور والمعسكرات المتصارعة، والتي تتولى قيادتها دول غير عربية: الولايات المتحدة، تركيا وإيران.

والأرجح أننا سنكون أمام منظمة إسلامية ثانية، بديلة أو موازية، تغلب التعاون الاقتصادي والتقني والتجاري والمالي والثقافي بين أعضائها.

لكنها لن تغفل التضامن مع شعب فلسطين، ولن تتنكر لرسالة «المؤتمر الإسلامي» الأولى، التي تمت صياغتها بتأثيرات حريق الأقصى، بل وربما تكون أكثر فاعلية في التعبير عن مظاهر الدعم والاسناد من المنظمة الأم.

منظمتان إقليميتان، كبيرتان ووازنتان، قديمتان وعريقتان، نشأتا بفعل تداعيات القضية الفلسطينية وبهدف دعمها...يبدو أنهما باتتا عرضة للشلل والانقسام...لكن بقليل من التفاؤل، يمكن القول: أن جديداً ربما سينشأ من رحم القديم، وربما يكون أكثر رشاقة وفاعلية.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية