هل تظهر صفقة أمريكية روسية للإطاحة بالأسد إذا فاز ترامب بولاية ثانية؟

السبت 12 سبتمبر 2020 05:48 م

يعتبر سقف توقعات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" منخفضا حول مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ومع ذلك، هناك وجهة نظر مفادها أن ولاية ثانية للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قد تغير في ديناميكية العلاقات الأمريكية الروسية. فقد يترك ذلك الباب مفتوحًا في الشرق الأوسط لإمكانية التوصل إلى اتفاق حول "انتقال مرحلي ناعم" لخليفة رئيس النظام السوري "بشار الأسد".

لن يتخلى "بوتين" عن "الأسد" بدون مقابل بالطبع، فقد أظهر "بوتين" أنه يتمسك بحلفائه طالما يخدمون مصالح روسيا، بغض النظر عن "مخاطر السمعة".

ومع ذلك، اقترح "بوتين" صفقة كبيرة بشأن سوريا من قبل، في قمة هلسنكي مع "ترامب" في عام 2018، كما ورد في كتاب "جون بولتون"، "الغرفة التي شهدت الأحداث"، لذا فإن حدوث مثل هذا التحول الدبلوماسي لا يمكن استبعاده.

ووفقًا للمحلل الروسي "ماكس سوتشكوف"، يختلط "التفاؤل الحذر" في روسيا حول فوز "ترامب" بـ"الشك الصريح" إذا فاز نائب الرئيس السابق والسناتور "جو بايدن" في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث يُعتبر "بايدن" أكثر تشددًا بشأن روسيا وسوريا، وأقل احتمالًا في العمل على إعادة ضبط الوضع مع "بوتين".

ويشير "سوتشكوف" أيضًا إلى أن نفوذ روسيا على إيران يتزايد بسبب العقوبات الأمريكية، كما تأمل موسكو في الاستفادة من بيع الأسلحة إلى إيران، بعد فشل الولايات المتحدة في تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران من قبل الأمم المتحدة.

وقد لا يكون من السهل بالنسبة لإدارة "بايدن" العودة المباشرة إلى الاتفاق النووي الإيراني، كما أن روسيا الموقعة على الاتفاق سيكون لها دور في ما إذا كان هناك اتفاق نووي جديد أم لا.

هناك ملف آخر صعب لكل من الولايات المتحدة وروسيا وهو تركيا. فقد تكون علاقة "ترامب" الشخصية بالرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" شريان الحياة للعلاقة، كما أن لـ"بوتين" لمسة شخصية مع "أردوغان". إنهم جميعا يفهمون "لغة القوة".

وفي حين أن الولايات المتحدة وتركيا دولتان حليفتان في الناتو ولكنهما ليستا شريكتين، نظرًا للانقسامات حول الأكراد وسوريا. وفي المقابل فإن روسيا وتركيا شريكتان ولكن ليستا حليفتين، كما أفاد "سوتشكوف".

ويضيف "سوتشكوف" أنه إذا كانت علاقة "بوتين" و"أردوغان" تعد زواج مصلحة، فإن ذلك يتوقف أيضًا على "الأطفال"، في إشارة إلى مشاريع الطاقة والمشاريع العسكرية الروسية التركية المشتركة.

يختلف "بوتين" و"أردوغان" أحيانًا في سوريا، لكنهما يجدان أيضًا قيمة في شراكة خدمت الطرفين حتى الآن، وإن كانت غير سهلة. ويشير "سوتشكوف" أيضًا إلى أن "بوتين" ربما لم يتخلَّ عن هدفه المتمثل في التوسط في نهاية المطاف في "اتفاق حدودي" بين "أردوغان" و"الأسد"، وهي مبادرة بدأت بجدية في يناير/كانون الثاني، لكنها اشتعلت مع اشتباكات القوات السورية والتركية بعد فترة وجيزة في إدلب.

وكما أشار الكاتب السوري "سلطان الكنج" من سوريا هذا الأسبوع لعمليات قتل لزعماء قبائل في شرق سوريا، فهي علامة أخرى على أن المنطقة قد تكون على وشك الغليان.

وأضاف "الكنج": "لطالما سعى الفاعلون الأجانب إلى الحصول على دعم القبائل عبر تاريخ سوريا نظرًا لدورها المهم ووزنها".

وقال الخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية "كيريل سيمينوف" إن "خطط روسيا لتعزيز موقعها في شمال شرق سوريا وإنشاء تشكيلات موالية هناك يمكن أن تحظى بدعم السعودية والإمارات، اللتين تعملان بنشاط مع القبائل العربية في المنطقة".

وقد يؤدي نشر القوى العسكرية الموالية لروسيا في شمال شرق سوريا إلى إنشاء "منطقة عازلة'' خالية من الوجود الإيراني، ويلبي ذلك مصالح أبوظبي والرياض أيضا.

وسيكون ذلك بمثابة ضمان أنه إذا غادرت القوات الأمريكية المنطقة، فلن تحل محلها التشكيلات الموالية لإيران بل تلك التي أنشأتها وتسيطر عليها موسكو.

المصدر | المونيتور – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الروسية الأمريكية مستقبل سوريا الانتخابات الرئاسية الامريكية

ترامب يدعو روسيا إلى وقف دعم فظائع الأسد في سوريا

ترامب يكشف عن خططه لقتل بشار الأسد: وزير الدفاع عارضني