استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مشهد من "التغريبة"

الأحد 13 سبتمبر 2020 08:25 ص

مشهد من "التغريبة"

الخيبة والخسران ستكون فقط من نصيب من طبعوا مع الكيان الصهيوني.

أحرار الأمة والشعوب العربية والإسلامية معروف سلفا مع من ستقف.

بعد 72 عاما من النكبة نندب حظنا حين يسارع نظام عربي للاعتراف بالمشروع الصهيوني على حساب الحق والمشروع الفلسطيني.

قضية فلسطين لن تنتهي طالما أهلها مصرين على حقوقهم ولو تنازلت كل أنظمة العالم وفتحت سفارات في تل أبيب أو حتى في القدس المحتلة.

يستطيع الفلسطينيون قلب الطاولة على الجميع إن أصروا على حقوقهم بكل السبل وقرروا المواجهة سيضطر الجميع لأخذ جانب معهم أو مع الصهاينة.

*     *     *

على باب الخيمة، جلست العائلة التي هجرت من قريتها في فلسطين الـ 48. كان ولدها المثقف علي يقرأ في الصحيفة خبرا مفرحا جدا.. إنها أخبار مفرحة قادمة من مصر.. هناك ثورة للضباط الأحرار.. يقسمون على تحرير فلسطين وإعادة اللاجئين.

أطلقت العجوز الجالسة على "طوبة" زغرودتها.. كبّر أبو صالح.. زغرد المثقف. كان هذا مشهدا من المسلسل الرائع "التغريبة".

ضحكت كثيرا وأنا أتابع المسلسل على قناة اليرموك. شر البلية ما يضحك. حاولت أن أتخيل تلك اللحظات.. مهجرون لا يلوون على شيء، اغتصبت أراضيهم وبيوتهم وأموالهم.. قتل منهم من قتل.. تفرقت العائلات..

يعيشون في بؤس وجوع تحت خيمة.. ترى ما عساهم يفعلون حين يسمعون الزعماء الجدد في أكبر بلد عربي يقسمون على تحرير بلادهم وإعادتهم إلى بيوتهم وأراضيهم.. بالطبع سيفرحون ويرقصون ويهللون ويكبرون!!

كانت تلك هي المأساة الأولى للفلسطينيين؛ علقوا أحلامهم ومشروعهم بتلابيب النظام العربي الرسمي، وما دروا أنه قد نشأ أساسا لتأبيد نكبتهم، وتدعيم مشروع عدوهم.. قد لا يكون هذا الحكم دقيقا.. لكن الوقائع على الأرض لا تنفك تؤكده وتثبته يوما بعد يوم.

ها نحن بعد 72 عاما من النكبة نندب حظنا حين يسارع نظام عربي للاعتراف بالمشروع الصهيوني على حساب الحق والمشروع الفلسطيني.

ما "حكّ جلدك مثل ظفرك.. فتولّ أنت جميع أمرك" هكذا قال الشاعر قديما.

الفلسطينيون قادرون على قلب الطاولة وإحراج الجميع إن أرادوا، فإن أصروا على نيل حقوقهم بكل السبل، وقرروا المواجهة فسيضطرون الجميع لأخذ جانب؛ إما معهم وإما مع الصهاينة. أما أحرار الأمة والشعوب العربية والإسلامية فمعروف سلفا مع من ستقف.

قضية فلسطين لن تنتهي ما دام الفلسطينيون مصرين على نيل حقوقهم حتى لو تنازلت عنها كل أنظمة العالم بما فيها الأنظمة العربية والإسلامية وفتحت سفارات في تل أبيب أو حتى في القدس المحتلة. والخيبة والخسران ستكون فقط من نصيب من طبعوا مع الكيان الصهيوني.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي اردني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية