خطط أمريكية إسرائيلية إماراتية لفلسطين ورئيسها!

الجمعة 18 سبتمبر 2020 10:36 ص

خطط أمريكية إسرائيلية إماراتية لفلسطين ورئيسها!

على أي شيء يستند السفير الاستيطاني لـ«يفكر» باستبدال عباس وتعيين دحلان؟

تحاول الإمارات التصرّف كما لو أنها صارت مخوّلة بالتبرع بالمقدسات الفلسطينية!

عينت الإمارات نفسها وصيّة على مقدسات فلسطين فماذا يمنع أبوظبي من المشاركة بالتخطيط لمستقبل فلسطين وقيادتها؟

السفير الأمريكي يتجاهل أن الفلسطينيين لم يستسلموا لما يسمى «صفقة القرن» رغم جبروت أمريكا وقمع إسرائيل والضغط العربيّ عليهم.

تبدو الإمارات في لوحة فريدمان-كوشنر موضوعا مطواعا ليس للبصم على اتفاق مع إسرائيل بل للاستعمال كامتداد لإسرائيل وإدارة ترامب وخططهما لفلسطين!

*     *     *

إضافة إلى الصفاقة في قول السفير الأمريكي في إسرائيل إن بلاده «تفكر» في «تعيين» محمد دحلان، القيادي الفلسطيني المفصول من حركة «فتح» مكان محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، فإن تأكيد ديفيد فريدمان على تفكير الإدارة الأمريكية في هذا الموضوع، والحديث عن «تعيين» سياسيّ فلسطيني محسوب على الإمارات على رأس القيادة الفلسطينية، أمران لا يجب الاستهانة بمعانيهما، أمريكيا وعربيا وفلسطينيا.

يناقض فريدمان نفسه، بداية، حين يقول إن الإدارة الأمريكية التي يمثّلها «لا ترغب في هندسة القيادة الفلسطينية» فهذه الأفكار ترددت بشكل غير مباشر في تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقيادة الفلسطينية.

كما أن فريدمان، الذي لا تختلف تصريحاته عن أي من عتاة المستوطنين واليمين المتطرف الإسرائيلي في كل ما يخص الشؤون الفلسطينية، أبدى سابقا أشكالا من غطرسة فاحشة ضد الفلسطينيين، وبالتالي فـ«التفكير» في تغيير عباس، هو أمر يمكن توقعه بسهولة من شخصية مثل فريدمان.

إضافة إلى البجاحة التي تليق بشخصية المستوطن العنصريّ التي يمثلها فريدمان في فكرة «الاستبدال» تفترض فكرة «تعيين» رئيس للسلطة الفلسطينية القفز على المؤسسات المكونة للسلطة والمجتمع الفلسطيني، من منظمة التحرير الفلسطينية، إلى المجلس الوطني الفلسطيني، مرورا بحركة «فتح» وغير ذلك من مؤسسات دفع الفلسطينيون أثمان تأسيسها بالدماء والنضال على مدى عقود.

تستبطن فكرتا «الاستبدال» و«التعيين» مع ذلك، مفارقة كبيرة، فالسفير الأمريكي يتجاهل أن الفلسطينيين لم يستسلموا لما يسمى «صفقة القرن» رغم الجبروت الأمريكي، والقمع الإسرائيلي، والضغط العربيّ عليهم.

وأنهم، لهذا السبب بالذات، فرضوا قرارهم الوطني ومنعوا أشكال التطبيع والتطويع التي كانت إدارة ترامب وصهره المستشار جاريد كوشنر تريد فرضها عليهم، وإذا كان الحال كذلك، فعلى أي شيء يستند السفير الاستيطاني لـ«يفكر» باستبدال عباس وتعيين دحلان؟

الأغلب أن فريدمان يفكّر على خلفية الإحساس بالانتصار والزهوّ بعد إعلان الإمارات والبحرين التطبيع مع إسرائيل، وإذا أضفنا إلى ذلك الأنباء عن محاولة الإمارات التصرّف كما لو أنها صارت مخوّلة بالتبرع بالمقدسات الفلسطينية، فهذا يعني أن قصة «الاستبدال» و«التعيين» تم «التفكير» فيها أيضا في الإمارات التي يتصرّف حكامها، حيثما استطاعوا، بالطريقة الإسرائيلية، التي صارت مثالا عربيا محتذى!

لكنّ لديهم «أريحيّة» أكبر في «التصرّف» بمن يملكون من الجهات السياسية أو الأشخاص، كما هو حال «المجلس الانتقالي» في اليمن، الذي صار منافحا عن إسرائيل فجأة، وحال الجنرال خليفة حفتر في ليبيا.

تبدو الإمارات، في هذه اللوحة التي شكّلها فريدمان والطاقم الأمريكي – الإسرائيلي الذي يدير العملية السياسية الجارية، موضوعا مطواعا، ليس للتوقيع على بياض على اتفاق مع إسرائيل، بل للاستعمال أيضا كامتداد لإسرائيل وللإدارة الأمريكية وخططهما بالنسبة للفلسطينيين!

وكما يمكن ضمّ الأراضي الفلسطينية، بالتضاد مع القوانين العالمية والقرارات الأممية، والتفكير باستبدال عباس وتعيين دحلان، وبما أن الإمارات عيّنت نفسها وصيّة على المقدسات الفلسطينية، فما الذي يمنع أبو ظبي أيضا من المشاركة بالتخطيط لمستقبل الأراضي الفلسطينية وقيادتها؟

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

صانع أحذية فلسطيني ينقش اسم ترامب على منتجاته