استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل إيران وراء اندفاع الخليج نحو تل أبيب؟

السبت 19 سبتمبر 2020 10:18 ص

هل إيران وراء اندفاع الخليج نحو تل أبيب؟

إعلام ونخب الخليج المؤيدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني يتحمسون لذريعة الأطماع الإيرانية.

استعداد ذاتي ونفسي لدى حكومتي البحرين والإمارات لإقامة علاقات طبيعية بل تحالف مع الكيان الصهيوني ولا تحتاجان لمبرر من أي نوع.

إذا كانت المسألة تتلخص في عدو عدوي صديقي فلا يلومن أحد الفلسطينيين أو المقاومة وكل من هو ضد التطبيع في التقرب من إيران وتركيا.

انتقال علاقات البحرين والإمارات بالكيان الصهيوني من السرية للعلنية المفرطة الآن جاء بسبب ضغوط هائلة إدارة ترامب لغايات انتخابية.

*     *     *

تبرر حكومتا البحرين والإمارات تطبيعهما واعترافهما بالكيان الصهيوني بأنه سيؤدي إلى استقرار وازدهار المنطقة.

غير أن جمهرة المراقبين والمحللين السياسيين يرون أن السبب هو إيران، فيما يرى الصحفي البريطاني الشهير والمختص بشؤون الشرق الأوسط، ديفيد هيرست، أن الاتفاقات تأتي لمحاصرة تركيا وليس إيران.

على العموم هناك ثلاث فرضيات لهذا الاندفاع المحموم تجاه تل أبيب:

أولا: لأسباب داخلية بحتة ومصالح ذاتية؛ وأصحاب هذا الفرض يعتقدون أن هناك استعدادا ذاتيا ونفسيا لدى حكومات البحرين والإمارات لإقامة علاقات طبيعية بل وتحالف مع الكيان الصهيوني، وهما لا تحتاجان لمبرر من أي نوع، وكل ما هنالك أن الظروف باتت مهيأة، كما أن ضوء أخضر سعوديا توفر لم يكن متوفرا من قبل، لنقل العلاقات السرية إلى علنية.

ثانيا: لأسباب تتعلق بالأطماع الإيرانية؛ وأصحاب هذا الفرض يقولون إن دول الخليج باتت مكشوفة أمام إيران خصوصا بعد الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وبعد تمدد إيران نحو بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، ولذلك فلا بد من اللجوء إلى قوة توازن القوة الإيرانية وتردعها من أن تتهور أو تغامر باتجاه دول الخليج. وقد شعرت دول الخليج بخذلان الحليف الأمريكي خصوصا بعد هجوم أرامكو، ونوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من المنطقة، لذلك وجدت تلك الدول في تل أبيب حليفا يمكن أن يساعدها في الوقوف أمام الأطماع الإيرانية، ومن باب عدو عدوي صديقي.

ثالثا: تحت ضغوط أمريكية؛ وأصحاب هذا الفرض يعتقدون أن انتقال العلاقات المميزة بين البحرين والإمارات من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى من السرية إلى العلنية المفرطة وفي هذا الوقت جاء بسبب ضغوط هائلة من الإدارة الأمريكية ولغايات انتخابية بحتة.

والضغط جاء من شخصيتين محوريتين لكن لكل منهما هدف مختلف؛ فهناك اليهودي جاريد كوشنر، عراب التطبيع الخليجي الصهيوني، ويُعتقد أن كوشنر مارس كافة ضغوطه مستندا إلى كل إمكانات الولايات المتحدة العسكرية والاستخبارية والأمنية، لأسباب أيدلوجية، فهو يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني الذي ينتسب إليه ديانة وعقيدة.

وقد يكون الفتى قد استغل ترنح "حَمَاه" في الانتخابات وتدني فرصه من خلال نتائج استطلاعات الرأي العام لإقناعه بأن توقيع اتفاقات سلام بين دول الخليج والكيان الصهيوني سيساعده في الفوز بالانتخابات.

ويبدو أن ترامب اقتنع بالفكرة لذلك فقد مارس بنفسه الضغوط، رغم أن علاقات سلام بين الإمارتين الخليجيتين لن يحقق مصالح كبيرة للولايات المتحدة؛ فلا هو سيحقق استقرارا في المنطقة كما يقول ترامب، والمؤسسات الراسخة هناك تعرف ذلك، ولا هو سيحقق مردودا اقتصاديا.

بل على العكس فقد تتسرب المنافع الاقتصادية للكيان الصهيوني بدل الولايات المتحدة، ولا هو سيحقق سيطرة تامة لواشنطن على تلك الإمارات؛ فمن الممكن أن تختبئ تلك الإمارات وراء تل أبيب لمعارضة وتجاهل أي مطالب أمريكية. لكن ترامب مقتنع أن تلك الاتفاقات ستفيده حتما في البقاء بالبيت الأبيض.

لكن المراقبين يلاحظون أن الإعلام والإعلاميين والنخب في الخليج المؤيدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني يتحمسون للفرضية الثانية. فإذا كانت المسألة تتلخص في عدو عدوي صديقي، فلا أحد يلوم الفلسطينيين أو المقاومة أو كل من هو ضد التطبيع في التقرب من إيران وتركيا.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية

الكويت تدعو إيران لبناء الثقة مع الخليج ونزع فتيل التوتر