استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اصوات عربية لولاية ثانية لترامب؟

السبت 19 سبتمبر 2020 10:57 ص

اصوات عربية لولاية ثانية لترامب؟

سقط المحظور وصارت الخيانة وجهة نظر واجتهادا على طريق غد أفضل وشراء للزمن فلا يغدر بنا ولا يبتعد عنّا!

ما الذي جاء بوزيرين عربيين هنا ولم يحلما يوما بدخوله وباستقبال فخم من شاغله الرئيس الاعظم في العالم دونالد ترامب؟

إذا كانت ثروة ابن زايد الخير مبررا فالبحرين بلاد الوزير الثاني لا نفط فيها ولا غاز وتعيش من تأجير موقعها المؤثر لكل قادر على الدفع..

"إنجاز تاريخي" قد يفيد ترامب في انتخابات التجديد لكنه يزيد مخازي حكام العرب فضيحة جديدة يرتكبها من لم يقاتل يوماً العدو ولا أرض محتلة له يطالب بها.

*     *     *

سقط المحظور وصارت الخيانة وجهة نظر واجتهاداً على طريق الغد الافضل وشراء للزمن، بحيث لا يغدر بنا ولا يتقدم مبتعداً عنّا فيتركنا نغرق في التيه.

هكذا بكل بساطة، ومن دون التعب في التبرير والاجتهاد في اختلاق الاسباب التخفيفية، قصد ممثلون لدولتين هامشيتين في الوطن العربي إلى واشنطن ليلتقيا رئيس حكومة العدو الاسرائيلي نتنياهو في حضرة "السيد" الذي لا راد لسلطانه او لأمره، الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

لم تكن دعوة رئاسية لا يمكن رفضها إلى عشاء في البيت الابيض، (الذي لم يكن يخطر ببال احدهما أن يدخله، او أن يتمشى في الشارع المقابل له..).

ولا هي كانت دعوة عائلية للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب..

بل انها في حقيقة أمرها دعوة إلى الخروج من العروبة وعليها، ومن هنا فان الوزيرين العربيين (الاماراتي والبحريني) اللذين لبياها خلعا عند الباب الكوفية والعقال ودخلا بثياب اوروبية موشاة بالذهب، تدليلاً على العراقة والوجاهة.

وكان بديهياً أن يتأمل المواطن العربي صور الاحتفال المهيب في البيت الابيض بواشطن، متسائلاً: ما الذي جاء بهذين الوزيرين العربيين إلى هنا، ولم يكونا يعرفانه من قبل، بل انهما لم يكونا يحلمان بدخوله ويحظيان بمثل هذا الاستقبال الفخم من شاغله، الرئيس الاعظم في الكون دونالد ترامب؟

إذا كانت ثروة ابن زايد الخير مبرراً، فان البحرين بلاد الوزير الثاني لا نفط فيها ولا غاز، وتعيش من تأجير موقعها المؤثر لكل قادر على الدفع..

الابتسامات ترف في فضاء البيت الابيض، ورئيس الحكومة الاسرائيلية يكاد لا يصدق ما تراه عيناه، فينهره الرئيس الاميركي ترامب لينتبه، فلا يصدر عنه ما يفسد الاحتفال الذي – أقله في نظره - سيقربه من تجديد الولاية والبقاء راسخاً في منصبه الفخم.

خلف هذا المشهد الاسطوري، وبعيداً عنه، تبين أن اسرائيل قد تدبرت أمرها مع دولة الامارات، فلسوف تعتمد دبي مرفأ يافا في الارض الفلسطينية المحتلة في التبادل التجاري، كما أن القصر الملكي في البحرين سيوفر الاقامة الآمنة لجواسيس اسرائيل العاملين على مراقبة التحركات الايرانية في الخليج العربي.

اما ما بعد هذا المشهد فليس الا الصمت المدوي الذي لم تعكره الا بعض صيحات الغضب في غزة.

على أن الاكثر إثارة يتمثل في اعلان الرئيس الاميركي ترامب انه قد أجرى، قبل الاحتفال، اتصالين بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان... وانه واثق أن مملكة الارض المقدسة لن تتأخر في الانضمام إلى ركب المصالحين تمثلا بقول القرآن الكريم: فإن جنحوا للسلم فاجنح لها!

الصمت..

هذا ما ردّ به عرب المقاومة ورفض الصلح مع العدو الاسرائيلي على هذا "الانجاز التاريخي" الذي قد يفيد ترامب في الانتخابات لتجديد الولاية أربع سنوات جديدة، وقد يضيف إلى مخازي الحكام العرب فضيحة جديدة يرتكبها من لم يقاتل يوماً العدو الاسرائيلي وليست له ارض محتلة يطالبه بالجلاء عنها..

انه الصلح المجاني على حساب دماء الشهداء الذين قاتلوا الغزو الاسرائيلي في مصر كما في سوريا ولبنان وسائر الاقطار العربية، والذين جاؤا مجاهدين من البعيد (الجزائر والمغرب واليمن) للقتال دفاعاً عن الارض المقدسة، فلسطين، وعمن تبقى من اهلها الصامدين فيها.

الصلح المجاني الذي يمنح العدو الاسرائيلي افضلية على "الاخوة العرب".. وبين عناوينه ما أعلن عن نية اسرائيل الربط بين يافا ودبي لتسهيل التجارة بين عرب الثروة بلا تعب وبين المحتل الاسرائيلي.

وهو الصلح الذي ينظر اليه الرئيس الاميركي ترامب بأنه قد يزيد من حظوظه في الفوز بولاية ثانية والبقاء في البيت الابيض في واشنطن مع عائلته وصهره المتحرك بين العواصم مبشراً بالسلام الاسرائيلي تحت الرعاية الاميركية..

ومن قبل كان الجائع قد يقبل أن يركع أو يقْدم على تقبيل اقدام من يوفر له المأوى والغذاء لعائلته، ومع ذلك ترفض عائلته حظوته هذه وتعاقبه بنبذه وطرده من جنتها مؤكدة انها هي من سيرعى عائلته وحمايتها من عار انتسابه اليها.

...ولكن الموقعين بالأمر، في هذا الوقت، عمال مأجورون لمنح ترامب الفرصة للبقاء في البيت الابيض.. حتى ولو بقي شعب فلسطين في ديار خارج أرضه أو تحت الاحتلال داخلها.

رحمك الله يا الشيخ زايد وقد أغفلت ذكر الجزر الصغيرة الثلاث الواقعة في الخليج والأرض.

أما العدو الاسرائيلي فليس جاراً بل هو الغازي والمستعمر والمحتل وطارد أصحاب الارض، وشطب اسمها المقدس فلسطين.. ليتباهى بأنه قد أعاد التاريخ إلى الوراء وانتصر على أهل الارض أجمعين. في المشرق والمغرب على حد سواء..

* طلال سلمان كاتب صحفي قومي، مؤسس ورئيس تحرير "السفير" البيروتية.

المصدر | السفير العربي

  كلمات مفتاحية