نددت مصر بتصريحات أدلى بها وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، حول مصر، واصفة حديثه بـ"السلبي والمتناقض".
واستنكر بيان صادر عن الخارجية المصرية، حديث الوزير التركي لقناة "CNN TURK"، "الذي تضمن- من بين إشارات مختلفة- تناولا سلبيا لما شهدته مصر من تطورات سياسية اتصالا بثورة 30 يونيو/حزيران 2013".
وذكر البيان أن "تصريحات الوزير التركي تؤكد استمرار التشبث بادعاءات منافية تماما للواقع؛ بهدف خدمة توجهات أيديولوجية".
وقال المتحدث باسم الخارجية "أحمد حافظ"، إن بلاده ترفض هذا النهج، منوها بأن "الاستمرار في الحديث عن مصر بهذه النبرة السلبية، وفي نفس الوقت بهذا القدر من التناقض، إنما يكرس افتقار المصداقية إزاء أي ادعاء بالسعي لتهيئة المناخ المناسب لعلاقات قائمة على الاحترام والالتزام بقواعد الشرعية الدولية".
ويأتي البيان المصري، بعد تصريحات للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، وكذلك وزير خارجيته، وبعض مستشاريه، عن إمكانية بناء علاقات جديدة مع القاهرة، حال إمكانية مراجعة مصر لبعض الاتفاقيات التي عقدتها مؤخراً مع الدول المشاطئة للبحر المتوسط.
وكان مصدر أمني مصري، كشف أن المفاوضات بين بلاده وتركيا توقفت بعد زيارة وزير الخارجية المصري "سامح شكري" إلى اليونان.
وأوضح المصدر أن هناك توجيهات بالقاهرة لعدم الكشف عن تفاصيل المفاوضات، حتى لا يحدث تشويش، "خاصة أن تركيا أحبطت المفاوضات الجارية عندما كشفت عن بعض تفاصيلها، كنوع من أنواع الضغط على الجانب المصري"، وفقا لما نقلته قناة "الحرة" الأمريكية.
وأضاف أن مصر التزمت الصمت حيال الكشف التركي عن تفاصيل المفاوضات، مشيرا إلى أن زيارة "شكري" إلى اليونان جاءت للضغط على الجانب التركي "لوقف تصريحاته العدائية ضد مصر"، على حد تعبيره.
وشهدت العلاقات التركية المصرية مؤخرا هدوءا نسبيا بعد تصريحات مسؤولين أتراك تجاه مصر، حملت نغمة وطابعا جديدا اتسم بالتهدئة وتخفيف التوتر.
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، الأربعاء الماضي، إن بلاده عرضت على مصر اتفاقية اختصاص بحري، مشيرا إلى أن محادثات استخباراتية جارية بين البلدين.
ويكسب عرض أنقرة للقاهرة مساحة تعادل 3 أضعاف جزيرة قبرص، وفقا لما أوردته صحيفة "حرييت" التركية، التي أشارت إلى أن "المال الإماراتي يمنع حصول التوافق التركي المصري".
وانتشرت خلال الفترة الماضية العديد من مؤشرات التفاهم بين مصر وتركيا، مدعومة بمحاولات رسم تفاهم في شرق المتوسط، رغم القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.
يذكر أن علاقات مصر مع تركيا توترت بشدة منذ انقلاب الجيش المصري، على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد (محمد مرسي)، المنتمي لجماعة "الإخوان المسلمون" عام 2013.
