رجحت مجلة "فوربس" الأمريكية، امتلاك تركيا أول حاملة طائرات مسيرة في العالم، بعد التقدم الذي حققته في صناعة هذا النوع من الطائرات.

وما يرجح فرضية هذا الأمر هو خروج تركيا ولو "مؤقتا" من برنامج امتلاك مقاتلات "إف-35" بعد الخلاف مع واشنطن، ما سيجعل أنقرة تعمل على تحويل حاملة الطائرات الخفيفة "الأناضول" إلى حاملة للطائرات المسيرة، لتصبح أول حاملة مخصصة للطائرات المسيرة في العالم، وفق المجلة.

ويرى تقرير مجلة "فوربس"، أنه نظراً لإمكانياتها الواضحة، فلن يكون الأمر مفاجئاً إذا أصبحت "الأناضول" منصة رئيسية للطائرات المسلحة بدون طيار لإبراز القوة البحرية التركية في المستقبل غير البعيد، لا سيما بعد النجاح الذي حققته تلك الطائرات في سوريا وليبيا وتغييرها سير المعارك هناك.

فتركيا تصنع في إحدى ترساناتها البحرية حاملة طائرات خفيفة مأخوذة من نموذج حاملة الطائرات الإسبانية الخفيفة خوان كارلوس، وهذا النوع من الطائرات مخصص للطائرات المروحية وأنواع معينة من الطائرات الحربية النفاثة ذات الإقلاع والهبوط القصير أو العمودي.

وعدلت البحرية التركية مواصفات الحاملة لتسمح طائرات "إف-35" فئة "بي" القادرة على الإقلاع القصير والهبوط العمودي، ولكن بعد إخراج تركيا من  برنامج "إف-35" بسبب الخلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية حول صفقة صواريخ "إس-400" الروسية الصنع، فإن الحاملة التي قطع شوط كبير في عملية تصنيعها قد تدخل الخدمة بدون هذه الطائرات.

وهذه الحاملة تعمل أيضاً كسفينة هجومية برمائية إضافة إلى عملها كحاملة طائرات، إذ تستطيع نقل الحد الأدنى من قوة كتيبة دون الحاجة إلى دعم القاعدة، إلى المكان المحدد للقتال مع توفير دعم لوجستي للقوة المقاتلة.

كما أنها ستحمل 12 مروحية منها أربع مروحيات هجومية محلية الصنع من طراز T-129 ATAK وطائرتان بدون طيار، إضافة إلى الطائرات الإف 35 قبل خروج تركيا من برنامجها.

السفينة أيضا مؤهلة لمهام الإغاثة من الكوارث الطبيعية إذا لزم الأمر، بفضل المستشفى الكامل ومرافق غرفة العمليات داخل هيكلها، لذا يمكن استخدامها للدعم الطبي في نطاق الإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية والمساعدات الإنسانية وعمليات إجلاء اللاجئين.

ووفق "فوربس"، ستبدأ تركيا أيضًا قريبًا في الإنتاج الضخم لطائرتها الجديدة Bayraktar Akinci بدون طيار، والتي يمكن أن تحمل العديد من الأسلحة ومن المتوقع أيضًا أن تستحوذ على نظام الاستخبارات والمراقبة الرئيسي (ISTAR) وطائرة التحكم في القيادة (C3).

وقد تقرر أنقرة قريبًا تعديل أو بناء أنواع بحرية جديدة من هذه الطائرات بدون طيار لجعلها أكثر ملاءمة للعمل خارج سطح سفينتها الرئيسية الجديدة "الأناضول".

ويمكن لطائرة Akinci بعيدة المدى، إلى جانب قدرتها على حمل صواريخ كروز طويلة المدى، أن تمكن السفينة "الأناضول" من ضرب أهداف على بعد مئات الأميال.

من جانبها قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إنه سواء حصلت تركيا أخيراً على طائرات إف 35 بي أم لا، ستصبح الحاملة "الأناضول" واحدة من أهم السفن التي شغلتها البحرية التركية على الإطلاق وستكون منصة مفيدة بما يكفي يمكنها تقديم مساهمة مهمة في الأزمات التي تواجه أنقرة.