نشر أول دفعة من قوة الفضاء الأمريكية في قاعدة العديد بقطر.. لماذا؟

الثلاثاء 22 سبتمبر 2020 12:45 م

اعتبر خبراء عسكريون أن مواجهة إيران هي السبب الأساسي في نشر الجيش الأمريكي أول دفعة من قوات فرعه العسكري المـُنشأ حديثا، "قوة الفضاء"، إلى خارج الولايات المتحدة، وتحديدا في شبه الجزيرة العربية.

ومؤخرا، تم نشر فريق يتألف من نحو 20 جنديا من القوة الجديدة في قاعدة العديد الجوية في قطر. 

وقال مدير القوة الفضائية، الكولونيل "تود بنسون"، خلال حفل أقيم هذا الشهر في القاعدة لتعيين طليعة القوات، إن هذه المجموعة "تصنع التاريخ".

ونشر هذه القوات في شبه الجزيرة العربية له مغزى، فهذه المنطقة، بحسب موقع شبكة "سي بي إس"، شهدت بالفعل ما يسميه الخبراء العسكريون "حرب الفضاء" الأولى في العالم، وهي عملية "عاصفة الصحراء" عام 1991 لطرد القوات العراقية من الكويت، حيث اعتمدت القوات الأمريكية على الأقمار الصناعية في الفضاء لتنفيذ عملياتها.

واليوم، تواجه الولايات المتحدة تهديدات جديدة في المنطقة، تتمثل في البرامج الصاروخية الإيرانية ومحاولات تشويش واختراق الأقمار الصناعية الأمريكية.

"بنسون"، قال لوكالة "أسوشيتد برس": "لقد بدأنا نرى دولا أخرى شديدة العدوانية تستعد لمد الصراع إلى الفضاء... علينا أن نكون قادرين على المنافسة والدفاع عن جميع مصالحنا الوطنية وحمايتها".

ويأتي نشر أفراد القوة الفضائية بعد أشهر من التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران.

ومن المتوقع أن ينضم إلى القوة، الموجودة حاليا في قطر، أعداد إضافية من الجنود للعمل في وحدة "مشغلي الفضاء الأساسيين"، الذين سيقومون بتشغيل الأقمار الصناعية، ويتتبعون مناورات العدو، ويعملون على منع حدوث نزاعات في الفضاء.

ونشر الجيش الأمريكي، الإثنين، مقطع فيديو لمقتطفات من الحفل الذي أقيم بعد انتقال العناصر من القوة الجوية وتعيينهم في قوة الفضاء المستحدثة.

الجنود الجدد كانوا بالفعل يعملون في مجالات تتعلق بالجو والفضاء، ومن المتوقع، بحسب الجيش الأمريكي، انضمام عناصر أخرى لديها خبرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والهندسة والإنترنت.

النقيب "رايان فيكرز"، أحد أفراد القوة الفضائية المعين حديثا، قال: "يعتمد الجيش بشكل كبير على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والملاحة والتحذير من الصواريخ العالمية".

ويضيف أن "القوات الأمريكية تستخدم إحداثيات GPS لتتبع السفن التي تمر عبر ممرات الخليج الاستراتيجية "للتأكد من أنها لا تدخل إلى المياه الإقليمية لدول أخرى".

ويقول تقرير "سي بي إس" إن "إشارة واحدة معطلة أو سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى مواجهة".

وكان الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، قد أعلن رسميا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنشاء "قوة الفضاء الأمريكية"، لتكون الفرع السادس في القوات المسلحة، وأول قوة عسكرية تنشأ منذ نحو 70 عاما.

وصرح، "ترامب"، أن القوة مطلوبة لضمان "سيطرة الولايات المتحدة على الفضاء وحتى يكون شعبنا آمنا ومصالحنا محمية".

وقال الرئيس الأمريكي: "خصومنا موجودون في الفضاء، ونحن أيضا. وسيكون ذلك قسما كبيرا من الأنشطة الدفاعية وحتى الهجومية لبلادنا".

ومع زيادة التنافس في الفضاء بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، كان وزير الدفاع الأمريكي، "مارك إسبر"، حذر، الشهر الماضي، من أن موسكو وبكين تطوران أسلحة قادرة على إلحاق الضرر بالأقمار الصناعية الأميركية.

وكان مضيق هرمز، في الخليج، الذي يتدفق عبره 20% من نفط العالم، مسرحا لسلسلة من المواجهات خلال الأشهر الماضية، مع استيلاء إيران على قوارب زعمت أنها دخلت مياهها الإقليمية.

ولإيران تاريخ طويل في محاولات تعطيل أنظمة الاتصالات في المنطقة، حيث تقوم بتشويش إشارات الأقمار الصناعية والإذاعات لمنع وسائل الإعلام الفارسية والأجنبية من البث محليا.

وتقول إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أيضا إن الطائرات التجارية التي تمر فوق الخليج تتعرض أحيانا للتشويش من قبل إيران.

وتم الإبلاغ عن حالات لتعرض سفن تبحر في المنطقة، لاتصالات "كاذبة" من كيانات مجهولة تزعم أنها سفن حربية أمريكية أو تابعة للتحالف.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

وكالة الفضاء الأمريكية العلاقات الإيرانية الأمريكية

أمريكا تنشر أول قوة فضائية في قاعدة العديد بقطر

محلل روسي: استراتيجية أمريكا لحرب الفضاء تستهدف جذب حلفاء من دول الشرق

اتفاق بين الولايات المتحدة وقطر لتمديد الوجود العسكري في قاعدة العديد