شهادات مؤلمة.. ديلي تلجراف تتحدث عن زنازين الموت للأفارقة بالسعودية

الجمعة 2 أكتوبر 2020 05:58 م

سلطت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، الضوء على معاناة مئات المهاجرين المحتجزين في السعودية، في أماكن وصفتها بأنها "موبوءة بالموت والمرض"، مشيرة إلى تقرير لمنظمة العفو الدولية "أمنستي" تحدث عن وفيات بين صفوف المهاجرين، جراء تلك الظروف، ومن بينهم أطفال.

وقالت الصحيفة إن المنظمة أفادت بأن المهاجرين المحتجزين في المملكة، ومعظمهم من الأفارقة، وتحديدا الإثيوبيين، يتم تقييدهم مع بعضهم وضربهم وصعقهم بالكهرباء، وإجبارهم على قضاء حوائجهم في أماكنهم على الأرض، وحشرهم داخل زنازين ضيقة على مدار اليوم.

وأشار تقرير "أمنستي" إلى احتجاز السلطات السعودية نساء وأطفالا مهاجرين، متحدثة عن وفاة صبية وأطفال بسبب ظروف الاحتجاز السيئة.

((1)

وقالت "ماري فوريستر"، الباحثة والمستشارة في منظمة "أمنستي إنترناشونال": "واجه آلاف من المهاجرين الإثيوبيين الذين تركوا بلدهم بحثا عن حياة أفضل قسوة لا تتخيل وفي كل حركة"، مضيفة أن المهاجرين "وضعوا في زنازين قذرة محاطة بالمرض والموت، وكانت الظروف صعبة جدا لدرجة حاول فيها شخصان الانتحار".

وتحدث مهاجر محتجز يدعى "فرويني" (25 عاما)، للباحثين عبر هاتف هُرّب إلى داخل واحد من مراكز الاعتقال، عن وفاة طفل عمره 15 سنة في مركز "الداير" ما بين جدة ومكة.

وقال: "كان نائما على الأرض مغطى بالثياب. وكان ضعيفا وباليا وهو نائم. وكان هناك ولد يعتني به وصرخنا على الحرس وأخذوه وبعد أربعة أيام شاهدت الولد ملقى على الأرض وكان ميتا ورأيت ولدا آخر ملقى إلى جانبه".

وفي شهادة أخرى لمهاجر اتصلت به "أمنستي" واسمه "هاجوس"، قال فيها إن بعض المحتجزين عانوا من الضعف لدرجة حملهم إلى الحمامات التي كانت طافحة بالبراز ولا تعمل.

وقال آخرون إنهم منعوا محاولات البعض للانتحار داخل مراكز الاحتجاز السعودية.

 وبحسب المنظمة، قال معتقلان إنهما تعرضا للتعذيب على يد الحرس باستخدام الصعقات الكهربائية، وأضاف أحدهم: "استخدموا الأدوات الكهربائية وتركت ثقبا في ملابسي وشاهدت شخصا كان ينزف من أنفه وفمه بعد ذلك".

وقال المحتجزون إن هناك عددا من النساء الحوامل في مراكز الاعتقال.

وقالت امرأة في العشرين من عمرها وحامل في الشهر السادس، إن 30 امرأة حامل احتجزت في زنزانة بمركز جازان قرب الحدود مع اليمن. ولا تقدم لأي منهن العناية الصحية اللازمة.

وأضافت امرأة أخرى للباحثين، إن خمسة أولاد صغار ماتوا في سجن الداير.

وقالت "ديلي تلجراف" إن السعودية، وبعد أن وعدت بالتحقيق في الأمر بعد نشر تقارير صحفية سابقة عن معاناة المهاجرين، قال محتجزون إنهم  تعرضوا للمعاقبة وجردوا من ملابسهم وقيد كل اثنين معا عقابا لهم على محاولات التواصل مع العالم الخارجي.

وقال مهاجر يدعى "جبريميكال"، قضى سبعة أشهر في سجن جازان: "بعدما أصبحت معاناتنا معروفة حول العالم زادت وحشية حراس السجن"، وفقد أحد المعتقلين وعيه أحد الأيام وصرخنا طلبا للمساعدة ولكن بدلا من المساعدة حضر الحرس وقبضوا على ثمانية وأخذونا إلى غرف مختلفة. وجردونا من ملابسنا وضربونا بالهراوات".

وأضاف: "كنت خائفا من النظر إلى جراحي ولكن تدفق شيء ساخن من ظهري جعلني أتأكد أنه دم، وقد قضينا 24 ساعة وأرجلنا مقيدة بدون ماء أو طعام، وكنت يقظا طوال الوقت، ولكن ولدا أغمي عليه، فيما تبرز آخرون على أنفسهم".

وقال "جبريميكال"، إن الإصابة بالإسهال داخل مراكز الاحتجاز السعودية بات أمرا عاديا، وفي كل ساعة تسمع شخصا يتقيأ.

وتابع: "هناك من هم ضعاف جدا ولا يستطيعون الحديث أو الحركة ولهذا ينامون على الأرض ولا نستطيع عمل أي شيء لهم سوى الجلوس إلى جانبهم ومحاولة التخفيف عنهم وهم يموتون".

بدورها، وصفت السفارة السعودية في لندن، بعد طلب الصحيفة منها التعقيب، التقارير عن سوء معاملة المعتقلين بأنها "مثيرة للقلق"، مؤكدة أن "التحقيق في الظروف بالمعتقلات جار وسنحاول تقديم معلومات في الوقت الذي تصلنا".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مراكز الاحتجاز مراكز احتجاز مهاجرون أفارقة

وثيقة إثيوبية رسمية: مراكز احتجاز جهنمية في السعودية

حملة جديدة لإنقاذ الأورومو الإثيوبيين بالسجون السعودية.. ماذا تعرف عنهم؟