بعد الإيجور.. حملة صينية جديدة ضد مسلمي الأوتسول

الاثنين 5 أكتوبر 2020 10:32 ص

تشن سلطات الصين إجراءات لتطيهر مجتمع عرقي مسلم جديد، وهو مجتمع الأوتسول، وذلك بالتزامن مع تواصل البلاد مراقبة واحتجاز مسلمي الإيجور في شينجيانج.

ومجتمع الأوتسول، يتألَّف من 10 آلاف شخص، معظمهم مسلمون، يعيش في مدينة سانيا الواقعة على جزيرة هينان الجنوبية.

وبحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" التي تصدر في هونج كونج، منعت الصين الشهر الماضي، فتيات من أقلية الأوتسول من ارتداء الحجاب في المدارس والمكاتب الحكومية.

كما اتخذت بكين، إجراءات صارمة ضد هذه الأقلية العرقية، ومنعت ارتداء التنورة الطويلة التي ترتديها الفتيات، وفقاً لوثائق الحزب التي اطلعت عليها الصحيفة.

وحملت الوثيقة عنوان "وثيقة عمل بشأن تعزيز الحوكمة الشاملة في منطقة هويشين وحي هويهوي"، في إشارة إلى منطقتين في سانيا حيث يعيش معظم الأوتسول.

ومن بين اللوائح الجديدة التي حملتها الوثيقة، أن تكون المساجد الجديدة أصغر مع حظر المباني ذات "الهندسة العربية" ومنع النصوص العربية على واجهات المتاجر واستخدام أحرف الماندرين في كتابة عبارات "حلال" و"مسلم" في أماكن العمل.

ونشر الوثيقة المثيرة للجدل، موقع "وينتر بيتر" الإيطالي، الذي يهتم بملف حقوق الإنسان في الصين.

ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء مجتمع الأوتسول قوله: "السياسة الرسمية التي أصبحت متبعة هنا تمنع الأقليات في سانيا من ارتداء الملابس التقليدية في المدرسة"، لافتاً إلى أن الأقليات العرقية الأخرى في سانيا لا ترتدي الملابس التقليدية في حياتها اليومية".

وأضاف المتحدث: "لا فرق بالنسبة للأقليات الآخرى، لكن بالنسبة لنا فإن الحجاب جزء لا يتجزأ من ثقافتنا، فإذا خلعناه فإنه كما لو أنه تم تجريدنا من ملابسنا".

كما تحدثت الصحيفة، عن اندلاع احتجاجات صغيرة الشهر الماضي، في مدينة سانيا، حيث تعيش أقلية الأوتسول، مضيفة أن صوراً تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت مجموعة من الفتيات يرتدين الحجاب، ويقرأن الكتب المدرسية خارج مدرسة تيانيا الابتدائية بينما يحيط بهن ضباط الشرطة.

وفي المدة الأخيرة تحاول الصين محو ثقافة عدد كبير من الأقليات العرقية كجزء من خطة الرئيس "شي جين بينج"، لإنشاء صين موحدة، حيث يأتي الدين والثقافة في المرتبة الثانية بعد الحزب الشيوعي.

ومنذ 2016، تقوم بكين باحتجاز ما لا يقل عن مليون شخص من مسلمي الإيجور في مئات معسكرات الاعتقال التي تبدو وكأنها "مراكز إعادة تعليم"، حيث يتم غسل أدمغة المعتقلين، وإجبارهم على تبني الثقافة الصينية. وفي بعض الحالات، يُجبر المعتقلين على العمل في المصانع والمناجم وسط أوضاع مزرية.

كما أظهرت تقارير آخرى انخفاض معدل الولادات لدى أقلية الإيغور بشدة منذ العام 2017 نتيجة عمليات التعقيم القسري التي تخضع لها النسوة وفرض نظام حصص الأطفال والإجهاض القسري.

وتقول الصين إن سياساتها في المنطقة لها دوافعها ويمكن الدفاع عنها، كما زعمت العام الماضي من دون تقديم أدلة أنها أفرجت عن المعتقلين غير أن بعض الناشطين اثبتوا أن الصين تقوم ببناء أو توسيع العشرات من مراكز الاحتجاز الجديدة هذا العام.

هذا وسعت الصين إلى القضاء على هوية مجتمع الهوي المسلم، الذي يعتبر ثالث أكبر أقلية عرقية في الصين.

كما أظهر تحقيق أجرته الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية NPR أنه، منذ أبريل/نيسان 2018، أغلقت الصين عدة مساجد خاصو بمجتمع الهوي ودمرت مدارس وسجنت العديد من قادة المجتمع في منطقة نينجشيا في شمال الصين، حيث يعيش معظم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإيجور المسلمون في الصين مسلمو الأوتسول

وثيقة مسربة: أقوى دليل على قمع الصين مسلمي الإيجور

مستشار الأمن الأمريكي: الصين ترتكب إبادة جماعية بحق الإيجور