استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما أسهل استهداف الإسلام.. لماذا؟!

الاثنين 5 أكتوبر 2020 10:45 ص

ما أسهل استهداف الإسلام.. لماذا؟!!

للأسف فقد بات الإساءة إلى الإسلام كديانة واستهدافه هو الأسهل والأقل كلفة!

لو أن تلك الرسوم المسيئة استهدفت ملكا أو رئيسا عربيا فكيف كان سيتصرف؟!

ماكرون لم يقدم على "إهانة" دين أكثر من مليار ونصف المليار إنسان في العالم إلا وهو يدرك أن هجومه لن يكلفه شيئًا.

وجه ماكرون خطاب كراهية وتحريضا من الطراز الفج فهل سيتصدى له أحد من الزعماء العرب أو المسلمين؟!

*     *     *

للأسف فقد بات هجاء الإسلام كديانة واستهدافه هو الأسهل والأقل كلفة!

المجلة الفرنسية تعاود نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولا رد فعل من أولئك الزعماء العرب والمسلمين الذي زحفوا خفافًا وثقالًا إلى عاصمة "النور" ليشاركوا في التنديد بمن يحاربون حرية التعبير!!

والمفارقة هي أنه كان ولا زال يقبع في سجون أغلبهم معتقلون بسبب آرائهم المناهضة؛ لا المناهضة للإسلام، بل المناهضة لأنظمة حكمهم!!

تُرى لو أن تلك الرسوم المسيئة كانت لزعيم عربي أو مسلم؛ فكيف كان سيتصرف؟!

ماكرون الفرنسي يهاجم الإسلام كديانة، ويصف الدين الإسلامي بأنه "يعيش اليوم أزمة في كل أنحاء العالم". ماكرون لم يقدم على "إهانة" دين أكثر من مليار ونصف المليار إنسان في هذا العالم، إلا وهو يدرك أن هجومه لن يكلفه شيئًا.

ماكرون الوقح الذي يأتي إلى لبنان كوصي ويتصرف كمستعمر، ويريد أن يشكل الحكومة بنفسه، وأن لا يعارضه أحد، ينزعج من أن المجتمعات الإسلامية في بلاده تطالب بحقوقها في بلد يدعي أنه "أم الحريات"!

ماكرون قرر شن هجوم على الإسلام ذاته، ولم يكتف بانتقاد تصرفات بعض الجاليات الإسلامية في بلده– وهم مواطنون فرنسيون وفق الدستور الفرنسي– وهو بذلك يقول إن "المشكلة في الإسلام ذاته"! وهذا خطاب كراهية وتحريض من الطراز الرفيع، فهل سيتصدى له أحد من الزعماء العرب والمسلمين؟!!

خطاب ماكرون الجديد يشبه خطابات الإرهابي بنيامين نتنياهو، وخطابات الأهوج دونالد ترامب.

الوقاحة التي أقدم عليها ماكرون، وفي خطاب علني، تؤكد أن الرجل لا يضع في حسبانه أي عواقب، وأنه لا يتوقع أي اتصال رسمي سيأتي للإليزيه يستفسر عن مضمون تصريحاته تلك، أو يطلب توضيحًا، فضلًا عن اعتذار.

مصيبتنا الكبرى ليست في ماكرون أو نتنياهو أو ترامب، بل هي في زعماء معظم الدول العربية والإسلامية الفاعلة في النظام الدولي التي باتت تنظر إلى الإسلام نظرة ماكرون ونتنياهو ذاتها!!

تقول مؤلفة كتاب "إسلاموفوبيا وإمبراطورية الكراهية" ديبا كومار إنه "يمكن ربط الجهود لجعل "الإسلاموفوبيا" جزءًا من الخطاب العام، وربط الإسلام بالإرهاب بمؤتمر دولي عقد في تل أبيب عام  1979 (ماكرون حينها كان يرضع الحليب فهو مواليد 1977) وكان من بين الحاضرين جورج بوش الأب ومناحيم بيغن.

وكان هدف المؤتمر ربط طموحات الفلسطينيين للتحرر في خطاب الإرهاب، وتعبئة الديمقراطيات في العالم للكفاح ضد الإرهاب وما يمثله من مخاطر، وبعد خمسة أعوام عقد مؤتمر ثان في واشنطن، وربط المحافظون الجدد في أمريكا واليمين الإسرائيلي الإرهاب بالتشدد الإسلامي والعربي".

وها هي ثمرات تلك المؤتمرات!

* عبد الله المجالي كاتب صحفي اردني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية