مصير مجهول.. أهالي 15 مصريا فقدوا أبنائهم في الطريق لأوروبا

الاثنين 5 أكتوبر 2020 05:31 م

تخشى أسر 15 شابا مصريا من بلدة فقيرة في دلتا النيل، المصير الأسوأ لأبنائها، الذين حاولوا في سبتمبر/أيلول، العبور إلى أوروبا، عبر رحلة خطرة في البحر المتوسط، مثل آلاف المهاجرين قبلهم.

وتبدو بلدة دهمشة، الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمال القاهرة، في محافظة الشرقية، وسط حقول القطن، مثل مدينة أشباح بعد أن غادرها مئات من شبابها إلى ليبيا المجاورة التي تشهد نزاعاً، ليحاولوا من هناك الوصول الى أوروبا بحثا عن فرصة أفضل.

في منتصف أغسطس/آب، غادرت شاحنة صغيرة استأجرها أحد تجار البشر دهمشة، التي يبلغ عدد سكانها 18 ألف نسمة، حاملة 37 شابا دفع كل منهم بدل الرحلة 70 ألف جنيه مصري (قرابة 4300 دولار).

وبعد مرور شهر، أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن 20 مهاجرا على الأقل، معظمهم مصريون ومغاربة، باتوا في عداد المفقودين إثر جنوح مركب متهالك في المتوسط، بعد أن غادر الشواطئ الليبية.

وأعيد جثمانان منذ ذلك الحين إلى دهمشة، ونشر مقطع فيديو غير محدد التاريخ على الإنترنت، يظهر فيه 20 ناجيا.

وأكد أقرباء هؤلاء هوياتهم، ولكنهم لم يستطيعوا التأكد من أنهم نجوا بالفعل، لأنهم لم يتمكنوا من التحدث إليهم مباشرة حتى الآن.

وأكدت النائبة المصرية "سحر عتمان"، الأسبوع الماضي، على "فيسبوك"، بعد أن أجرت اتصالات مع السلطات، أن 20 رجلا نجوا، وأن العمل جار لإعادتهم الى مصر.

ولكن ليس هناك أي معلومة محددة عن الـ15 شابا المفقودين من دهمشة.

ومنذ إعلان منظمة الهجرة الدولية نبأ فقدانهم، تبكيهم أمهاتهم وزوجاتهم المتشحات بالسواد.

وقالت "حورية"، وهي أم لشاب مفقود في الرابعة والعشرين من عمره: "أريد فقط أن يعطيني أي شخص أملا ولو 1% في أن أحصل على أي معلومة عن ابني".

وكان آخر اتصال بينها وبين ابنها "محمد فراج"، جرى قبل ساعات من صعوده على مركب في ميناء زاوية الليبي غرب طرابلس، وكان المركب في طريقه إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

وترك الشاب، الذي كان يعمل في دهان المنازل، زوجته وابنه البالغ من العمر شهرين خلفه في البلدة.

وتقول "حورية"، إن "محمد" كان الأكبر بين أبنائها الثلاثة و"أطيبهم".

ويروي "كريم" شقيقه البالغ من العمر 23 عاما، أن "محمد" دعاه للسفر معه، "ولكني قلت له لن أذهب.. ستموت قبل أن تصل إلى هناك".

وتحولت رحلة المصريين إلى محنة قبل أن يصلوا إلى ساحل المتوسط، وفق ذويهم.

وتقول "راوية عبدالله"، أن شقيق زوجها اتصل بها متوسلا أن ترسل له مالا لكي يدفعه إلى المهربين الذين يحتجزونه.

وتتابع: "قال إنهم لا يعطونهم لا ماء ولا طعام"، كما كانوا يضربونهم عندما يتحدثون فيما بينهم.

وتؤكد: "ظلوا محتجزين كرهائن داخل مخزن لمدة 25 بوماً"، واضطرت الأسرة إلى بيع سيارتها لتسليم 20 ألف جنيه إلى المهرب المصري الذي تواصل معهم.

وأكد تقرير لمنظمة العفو الدولية نشر في سبتمبر/أيلول، أن مهاجرين "اختطفوا من قبل ميليشيات ومجموعات مسلحة ومهربين"، قبل أن يتم "تعذيبهم أو اغتصابهم إلى أن تدفع أسرهم فدية".

وتقول "راوية"، إن أهالي دهمشة ما زالوا ينتظرون معلومات من السلطات، ومساعدات من حكومة الرئيس "عبدالفتاح السيسي".

وتضيف: "نطلب من الرئيس أن يشعر بألمنا".

وطلبت وكالة "فرانس برس"، تعليقا من وزارة الهجرة المصرية، ولكنها لم تتلق ردا.

ويمثل المصريون جزءاً صغيراً من عشرات الالاف ممن يعبرون المتوسط للوصول إلى أوروبا من القارة الأفريقية.

وبغضب تقول "رواية": "ماذا بوسع شبابنا أن يفعلوا.. يقتلون أم يسرقون.. إنهم يهاجرون للحصول على المال بطريقة شريفة".

وتضيف: "فقدنا مالنا وشبابنا .. فقدنا كل شئ .. لم يعد لدينا شئ .. نريد على الأقل جثامينهم لندفنها هنا".

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

شاهد.. أغنية شعبية مصرية تتصدى للهجرة غير الشرعية