اعترافات إسرائيلية عن أكبر عملية سطو مسلح بالتاريخ ضد فلسطينيين

الثلاثاء 6 أكتوبر 2020 03:05 م

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مقتطفات من كتاب جديد للمؤرخ الإسرائيلي "آدم راز"، والذي تضمن اعترافات على جرائم السلب والنهب لكل الممتلكات المتنقلة في فلسطين خلال وعقب نكبة 1948، والتي وصفها بأكبر عملية سطو مسلح في التاريخ.

وكشف الكتاب الذي يحمل اسم "سلب الممتلكات العربية في حرب الاستقلال"، أن رئيس حكومة الاحتلال الأولى "دافيد بن جوريون" كان قد عبّر عن أسفه للظاهرة، وقال حسب محضر لجلسة عمل لحزبه "مباي" إنه قد اكتشف أن معظم اليهود لصوص.

لكن الكتاب الإسرائيلي، أشار في الوقت نفسه إلى أن هذا كان مجرد تسجيل للبروتوكول، وأن "بن جوريون" ومعظم القيادات الإسرائيلية شجعت سلب ونهب بيوت ومتاجر الفلسطينيين بدوافع سياسية.

وشدد الكتاب على أن السرقة كانت وسيلة في تحقيق سياسة تفريغ البلاد من سكانها العرب الفلسطينيين ومنع عودتهم بعد تهجيرهم، وتكريس الفصل بين الشعبين بجدران من الكراهية.

وأشار إلى أن الإسرائيليين المشاركين في السلب والنهب هم مدنيون وجنود كبار وصغار رجال ونساء، متدينون وعلمانيون شاركوا في سطو جماعي منفلت.

وتابع: "في يافا وحيفا وطبريا والقدس، كان اليهود يحملون المقاعد والأثاث والبيانوهات من البيوت الفلسطينية في شاحنات تحت مرأى ومسمع الجميع، لكن الجميع صمت".

ويقول "راز" في الكتاب إنه بخلاف باحثين آخرين، يرى بهذه السرقة الجماعية "حدثا أكبر مما تم التعامل معه فعليا حتى الآن، ورغم تحفظات بعض القيادات الإسرائيلية من السطو المسلح الفوضوي لكن كثيرين منهم سكتوا عنه".

ويتساءل المؤرخ عما إذا كانت عمليات السلب والنهب ظاهرة طبيعية عتيقة في الحروب والمواجهات كما فعل البولنديون مع اليهود خلال الحرب العالمية الثانية؟ وما يلبث أن يقول إنه لم يعالج في كتابه هذه الظاهرة بشكل عام، إنما في الحالة الفلسطينية - الإسرائيلية.

ويتابع: "كان مهما لي أن التشديد على أن سرقة الإسرائيليين للفلسطينيين في 1948 كانت مختلفة عن سرقة أخرى تتم أثناء حرب. لم يكن هؤلاء على سبيل المثال جنودا أمريكيين سرقوا من الفيتناميين أو الألمان على بعد آلاف الكيلومترات من بيوتهم. إنما كان هؤلاء مدنيون ممن سرقوا جيرانهم".

ليس هذا فحسب، بل يشير "راز" إلى أن اليهود الذين سرقوا ممتلكات 70 ألف فلسطيني في حيفا كانوا يعرفونهم كونهم جيران، لافتا إلى أن هذا صحيح في بقية المدن المختلطة والقرى المجاورة للمستوطنات أيضا، وفق "القدس العربي".

ويتضمن الكتاب نماذج كثيرة جدا  تظهر أن من قام بالسلب والنهب لممتلكات الفلسطينيين كانوا يعلمون بأنهم يقومون بما هو غير أخلاقي، مثلما كانوا يعلمون أن معظم المدنيين الفلسطينيين لم يشاركوا في حرب 1948.

وفي هذا الصدد أوضح: "معظم عمليات السرقة تمت بعد الحرب وفي الأسابيع الأولى بعد الهجرة أو التهجير. ومع ذلك لم تكن هذه حوادث نادرة. كمؤرخ لست مؤيدا للتاريخ المقارن مثلما لم أجد أنه من الممكن  الاستدلال على سرقة ممتلكات الفلسطينيين من سرقات أخرى في التاريخ".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إسرائيل تعترف بسرقة الكمامات وأجهزة التنفس الصناعي

وزير الدفاع الإسرائيلي يتهرب من سؤال عن سرقة الموساد معدات طبية