التطبيع يهدد 10 آلاف لاجئ سوداني بالترحيل من إسرائيل

الثلاثاء 6 أكتوبر 2020 07:49 م

سيكون نحو 10 آلاف لاجئ سوداني في إسرائيل مهددون بالترحيل حال تطبيع العلاقات رسميا بين بلادهم وتل أبيب، حسبما رجحت عديد التقارير الغربية.

وبعدما أجلت تل أبيب ترحيل عديد اللاجئين السودانيين إلى وطنهم أكثر من مرة، تحسبا من تطبيق القانون السوداني، الذي يحكم بالإعدام على كل من يسافر إلى إسرائيل، ستكون عودتهم إلى بلدهم أسهل في حال تم التوقيع على اتفاق سلام بين حكومتي "بنيامين نتنياهو" و"عبدالله حمدوك"، وفقا لما أورده موقع إذاعة "مونت كارلو" الدولية.

فالخشية من تطبيق حكم الإعدام على اللاجئين سيكون منتفيا حال التطبيع، كما أن قسما منهم يريد العودة بالفعل إلى السودان خوفا من تجنيد أولاده في الجيش الإسرائيلي، وهربا من معاناة العنصرية تجاه ذوي البشرة السوداء في دولة الاحتلال.

وتصاعدت في الفترة الأخيرة ظاهرة تسلل السودانيين إلى إسرائيل عبر سيناء أو الحدود اللبنانية وطلب اللجوء فيها؛ بسبب تراجع أوضاعهم المعيشية، لكن الحكومة الإسرائيلية تعمل على سن قانون جديد يقضي بترحيل هؤلاء اللاجئين إلى وطنهم في حال تم التوقيع على اتفاق التطبيع.

وهناك عدة تفسيرات واضحة لهذه الظاهرة؛ منها تدهور الأوضاع الأمنية في السودان، خصوصا في إقليم دارفور، وكذلك سوء الأحوال المعيشية وانعدام فرص العمل.

كان الجيش الإسرائيلي الموجود على الحدود المصرية يطلق النار أحيانا على المتسللين السودانيين، أو يستقبلهم ويضعهم في مخيمات مخصصة للاجئين للتحقيق معهم والبت في مصائرهم، وبعدها يستطيعون طلب اللجوء السياسي عبر المفوضية العليا للاجئين، وهي التي تقرر من يستحق صفة لاجئ.

لكن مع تزايد الظاهرة، أقامت إسرائيل جدارا إلكترونيا ذكيا لوقف عمليات التسلل من شبه جزيرة سيناء.

وتبلغ نسبة اللاجئين السودانيين الواصلين من إقليم دارفور حوالي 30%، ومن جنوب السودان 60%، والبقية من المناطق السودانية الأخرى، وهم يتركزون حاليا في تل أبيب وإيلات، ويقومون بأعمال يدوية، ويرون أن العيش في إسرائيل أفضل بالنسبة لهم من الناحية الاقتصادية على الأقل.

ووجهت السلطات الإسرائيلية إنذارات إلى آلاف المهاجرين الأفارقة لمغادرة البلاد وهددتهم بالسجن، فيما عرضت مبالغ مالية لمن يعود طواعية أو يرحل إلى بلد ثالث.

ولدى اندلاع الثورة السودانية لتغيير الحكم وإسقاط الرئيس "عمر البشير" شهدت مدينة تل أبيب تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من السودانيين في إسرائيل دعما لأشقائهم الذين خرجوا إلى الشوارع من أجل تغيير النظام.

كانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المقربة من "حزب الله" أكدت أن ذهاب رئيس مجلس السيادة السوداني "عبدالفتاح البرهان" مؤخرا مع وزير العدل بحكومة "حمدوك"، "نصرالدين عبدالباري" إلى أبوظبي لإجراء مباحثات مع مسؤولين إماراتيين وأمريكيين، جاء في إطار التوافق بين الحكومة والمجلس العسكري بالسودان على خطوة التطبيع، بعد فترة من زعم الحكومة مقاومتها للأمر.

وأضافت أن "البرهان" وضع أمام مفاوضيه في الإمارات الثمن الذي يطلبه مقابل التطبيع مع إسرائيل، والمتمثل في تقديم دعم مالي قيمته 1.2 مليار دولار مخصّص للنفط والقمح، ومليارا دولار في صورة منحة أو قرض لمدة 25 عاماً، بالإضافة إلى الالتزام بتقديم مساعدات اقتصادية إماراتية وأمريكية للخرطوم، فضلا عن إزالة اسم السودان من "لائحة الإرهاب"، التي تتصدّر مطالب الوفد السوداني.

ومنذ زيارة وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" إلى السودان، قبل شهر، تنشط إدارة "ترامب" في مسألة دفع الخرطوم إلى تطبيع العلاقات مع تل أبيب.

ولطالما أظهرت قوى سياسية في السودان رفضها تطبيع الخرطوم مع تل أبيب، خاصة بعد إعلان توقيع اتفاقين بين إسرائيل من جهة والإمارات والبحرين من جهة أخرى.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

التطبيع

لماذا يختلف قرار التطبيع السوداني عن اتفاقات الإمارات والبحرين؟

إسرائيل تمنح الإقامة المؤقتة لأكثر من ألفي طالب لجوء سوداني