وثيقتان سريتان: الإمارات تدفع اليمن للتطبيع مع إسرائيل منذ 16 عاما

الأربعاء 7 أكتوبر 2020 12:01 م

كشفت وثيقتان سريتان دورا بارزا لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة لدفع اليمن إلى الانخراط في تطبيع العلاقات رسميا مع دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 16 عاما.

وتحمل الوثيقة الأولى الرقم 1/1/4-11، بتاريخ 3/3/2004، ومرسَلة من سفير الإمارات لدى اليمن آنذاك "حمد سعيد الزعابي" إلى وكيل وزارة الخارجية الإماراتية، وفيها يفيد السفير بأن وفدا من هيئة التراث اليهودية زار اليمن مؤخراً والتقى العديد من المسؤولين اليمنيين، بِمَن فيهم الرئيس "علي عبدالله صالح"، وفقا لما أوردته صحيفة "الأخبار" اللبنانية.

وتشكل الوفد من "يحيى مرجى"، من يهود إسرائيل، و"إبراهيم يحيى يعقوب"، من حاملي الجنسية الأمريكية، و"سليمان جرافي"، في إطار الجهود الصهيونية للتطبيع بين الدولة اليهودية واليمن، حسبما نقلت الصحيفة المقربة من "حزب الله" عن مصادرها.

وتقدم الوفد بعدّة مطالب للمسؤولين اليمنيين، شملت: بناء متحف للتراث اليهودي في صنعاء، وتسوير قبر الشبزي (أحد حاخامات اليهود في تعز)، وتسوير مقابر اليهود في عدن ورادع ومختلف المناطق التي عاش فيها اليهود، وإعادة تجنيس 45 ألف يهودي من إسرائيل و15 ألف أمريكي يهودي بالجنسية اليمنية، وإنشاء معبد ومدرسة في ريدة.

 ووفقاً للسفير الإماراتي، فإن "هيئة التراث اليهودية بعثت برسالة إلى رئيس الوزراء اليمني، تطلب فيها بناء المتحف، موضحة أهميته وأسبابه".

وإضافة إلى "صالح" التقى وفد الهيئة نائب وزير الداخلية اليمني، اللواء "مطهر المصري"، الذي استقبلهم بحفاوة بالغة، وبدا أنه على معرفة سابقة بهم، وذكر أنه "سبق له أن زار إسرائيل بناءً على ترتيب منهم" بحسب المصادر.

كما التقى الوفد قائد المنطقة الشمالية - الغربية ورئيس مصلحة الجوازات، العميد "علي محسن الأحمر"، وطلب منه "يحيى مرجى" أثناء المقابلة تجنيس أولاده وأمهم المقيمين بإسرائيل.

وتشير الوثيقة إلى أن "الزعابي" استهدف إطلاع وكيل وزارة الخارجية الإماراتية على الدور الذي يراد لصنعاء أن تلعبه في إطار ما سمّاه "التطبيع اليهودي اليمني"، والذي يندرج ضمن "مخطّط أكبر ترسمه الولايات المتحدة للمنطقة"، حسب تعبيره.

أما الوثيقة الثانية فجاءت تحت عنوان "سرّي للغاية"، وفيها أرسل رئيس جهاز الأمن القومي اليمني "علي محمد الآنسي"، إلى الرئيس الراحل "علي عبدالله صالح"، برقية يعود تاريخها للعام 2007، وتتمحور حول "بروس كاشدان"، المستشار الخاص لوزير الخارجية الإسرائيلي.

ويشير "الآنسي"، في الوثيقة، إلى أن "كاشدان" زار اليمن من 14 إلى 16 يوليو/تموز 2007 وتمّت متابعة زيارته من قِبَل الجهاز بناءً على توجيهات "صالح" التي تقضي بالانتباه عند تكرار زيارته إلى البلاد.

وبحسب البرقية، فإن "كاشدان" عرّف نفسه، خلال زيارته اليمن، لمسؤولين، بينهم أقرباء لـ"صالح"، بأنه يعمل مستشاراً خاصاً لوزير الخارجية الإسرائيلي، وأن مكان إقامته هو دبي، وأنه يعتبر منسّقاً بين الحكومة الإسرائيلية وحكومة دبي.

كما أشارت البرقية إلى أن "كاشدان" يتنقّل في العديد من دول المنطقة، ومنها السعودية واليمن وجيبوتي، تحت غطاء رجل أعمال، ويحمل جواز سفر أمريكيا.

أمّا الأهداف التي رغب "كاشدان" في تحقيقها من خلال زيارته لليمن، فهي بحسب الوثيقة: "توسيع النشاط الاقتصادي الإسرائيلي في اليمن، والذي بدوره سيدير العجلة السياسية لاحقاً"، و"تعزيز التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، وضمان أمن البحر الأحمر" و"تطوير وتحديث المعدات العسكرية وخفر السواحل"، و"التعاون في المجال الزراعي والمياه".

وعلى هذه الخلفية، قَدّم جهاز الأمن القومي، في البرقية ذاتها، عدداً من التوصيات للرئيس اليمني الراحل؛ ومن بينها "الاكتفاء بالمقابلة التي عُقدت بين وكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية وكاشدان، وعدم عقد أيّ مقابلات معه بصفته مستشار وزير الخارجية الإسرائيلي، من أيّ جهة رسمية داخل اليمن".

إضافة إلى "حصر مسألة التعامل الإسرائيلي في إطار العلاقات غير الرسمية بين كاشدان والشخصيات التي تَعرّف عليها من مواطني اليمن، ورصد هذه اللقاءات والتحركات بدقّة ومتابعتها استخبارياً وتوثيق الأدلّة المتعلقة بها أولاً بأول".

وإلى وقت قريب، ظَلّ "كاشدان" رجلاً سرّياً يتحرّك من وراء الكواليس؛ حتى إنّه لا صورة له على محرّكات البحث، لولا أن انتقادات محلّلين إسرائيليين لرئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" سلطت عليه الأضواء عبر عدّة تقارير صحفية إسرائيلية تنتقد أطماع "نتنياهو" الشخصية، وكيف أن الأخير استغلّ إعلان التطبيع مع الإمارات ليظهر كأنه السياسي الوحيد الذي يعود له الفضل في تحقيق ذلك رغم الدور الكبير الذي لعبه "كاشدان" لتحقيقه.

وتتقاطع الوثيقتان عند كون الإمارات لعبت دوراً مهمّاً في إطار محاولة تطبيع العلاقات بين إسرائيل واليمن، واهتمام سفير أبوظبي لدى صنعاء الشديد بزيارة "هيئة التراث اليهودية" إلى صنعاء، واستضافة الإمارات لـ"كاشدان"، الذي تعتبره إسرائيل "بطل تطبيع العلاقات الإسرائيلية - الخليجية"، على أراضيها، منذ سنوات طويلة سبقت زيارته لليمن.

وكان المتحدث باسم قوات الحوثيين "يحيى سريع" قد حذّر من خطرٍ قال إنه يُهدّد الأمن القومي اليمنيّ من جرّاء مشروعٍ إسرائيلي لإعادة توطين عشرات آلاف الإسرائيليين في اليمن.

وتشير "الأخبار"، في هذا الصدد، إلى أن تحذير "سريع" يتربط بوثيقة زيارة وفد هيئة التراث اليهودية لليمن، حيث تستهدف إسرائيل إعادة تجنيس من اعتُبروا حتى خمسينات القرن المنصرم جزءاً من النسيج الاجتماعي اليمني بجنسية البلاد مجددا رغم انخراطهم السابق في نشاط الوكالة الصهيونية وهجرتهم من صنعاء إلى تل أبيب ليصبحوا جزءاً لا يتجزّأ من المجتمع الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة اللبنانية إلى أنه على رغم الظلم الذي لحق باليهود اليمنيين في من قِبَل السلطات الإسرائيلية، والذي بلغ عد بيع أكثر من 5 آلاف من أطفالهم للتبنّي للعائلات الإشكنازية والأمريكية، ومعاملتهم أقلّ من أقرانهم اليهود الغربيين، لكن أبناءهم انخرطوا في جيش الاحتلال، وسرعان ما تحوّلوا إلى إسرائيليين وشركاء فعليين في قتل الفلسطينيين والعرب.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات تستضيف جناحا إسرائيليا في معرضي آيدكس ونافدكس الدفاعيين

الإمارات في اليمن.. من الطفرة إلى إعادة التموضع