امتداد الأمير والخيار الآمن.. هكذا يرى الخبراء ولي عهد الكويت الجديد

الأربعاء 7 أكتوبر 2020 04:15 م

تباينت تقديرات الخبراء ومراقبي الشأن الخليجي بشأن إصدار أمير الكويت، الشيخ "نواف الأحمد الجابر الصباح"، مرسوما، الأربعاء، بتزكية أخيه الشيخ "مشعل الأحمد الجابر الصباح" ولياً للعهد، بين من سلط الضوء على دلالة التزكية من زاوية امتداد تقاليد نقل السلطة داخل أسرة "الصباح" الحاكمة، وبين من سلط الضوء على ما يراها سلبيات باختيار ولي العهد الجديد.

غير أن كلا الجانبين اتفقا على أن اختيار الشيخ "مشعل" قدم مؤشرا على أن الاتجاه السائد في صناعة قرار الأسرة الحاكمة بالبلاد يميل إلى الخبرة والتقاليد أكثر من الطموح والنظرة المستقبلية.

وفي هذا الإطار، ركزت الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "سينزيا بيانكو"، تعليقها عبر "تويتر"، على ما يتميز به الشيخ "مشعل" من "خبرة أمنية"، تمثلت في عمله السابق بوزارة الداخلية ونيابته لرئاسة الحرس الوطني منذ عام 2004.

واعتبرت "بيانكو" أن اختيار "مشعل" كان "الأكثر أمانا" لولاية العهد بالكويت، في إشارة إلى أن تسميته تأتي في إطار العرف التاريخي لاختيار ولي العهد، وهو ما يجنب الأسرة الحاكمة بالبلاد سيناريوهات احتدام الصراع على تولي المنصب، وهي السيناريوهات التي رددتها عديد التقارير الغربية خلال الأيام الماضية.

ونوهت الباحثة في هذا الصدد إلى أن اختيار "مشعل" يعكس طريقة تفكير الجيل القديم بأسرة "الصباح"، خاصة أنه كان المرافق الوحيد للأمير الراحل "صباح الأحمد الجابر الصباح" في رحلته لتلقي العلاج بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي الرحلة التي توفي خلالها.

 

 

وفي سياق متصل، يشير الزميل غير المقيم بمركز كارنيجي للشرق الأوسط "بدر السيف" إلى السرعة في تزكية اسم ولي عهد الكويت، واعتبرها مؤشرا على مرونة النظام السياسي الكويتي وتنظيم عملية الخلافة، إضافة إلى إصرار الأمير الجديد "نواف الأحمد الجابر الصباح" على إغلاق الملفات المفتوحة وإصراره على حفاظ وحدة الأسرة الحاكمة.

 

 

غير أن الأستاذ المساعد للدراسات الأمنية بجامعة "كينجز كوليج" بلندن "أندرياس كريج"، يشير عبر "تويتر"، إلى أن تزكية "مشعل" لولاية العهد، وهو في عمر الـ81 عامًا، تمثل -في حال التصديق عليها بمجلس الأمة الكويتي (البرلمان)- امتدادا للأمير "نواف" أكثر من تطلع لمستقبل البلاد، لافتا إلى أن بعض الإسلاميين ينظرون إليه باعتباره "سلطويا"، ولذا فهو يروق للسعودية والإمارات.

 

 

وفي المقابل، تشير "بيانكو" إلى أن الشيخ "ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح"، نجل الأمير الراحل، هو أبرز من خرج خاسرا من ترشيحات ولاية العهد، إذ إن لديه الطموح والشعبية باعتبار دوره في تخطيط رؤية "الكويت 2030" الاستراتيجية، وتعبيره عن وجدان من يتوقون إلى الإصلاح ومكافحة الفساد.

ومع ذلك، فإن سن الشيخ "مشعل" لا يرجح أنه سيتمكن من حكم الكويت مستقبلا، خاصة أنه مريض.

فيما يرى الزميل بمعهد بحوث السياسة الدولية "ميشيل ستيفنز" أن تزكية اسم "مشعل" لولاية العهد يتربط بابتعاد اسمه عن الانتقاد من داخل النظام السياسي الكويتي، وهو ما لم يتحقق للشيخ "ناصر الصباح"، خاصة على خلفية اتهامات الفساد التي أطلقها إبان توليه وزارة الدفاع.

ولذا فإن تسمية "مشعل" لولاية عهد الكويت تقدم فرصة لإعادة ضبط المفتاح فيما يتعلق بكيفية النظر إلى الأسرة الحاكمة داخل الكويت، بحسب تقدير "ستيفنز".

 

 

فيما نوه الباحث المشارك سباقا بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن "محمد جمال اليوسف" إلى مقابلة صحفية أجراها الشيخ "مشعل" مع مجلة محلية، قدمت ملامح عديدة عن أفكاره وانحيازاته.

ومن هذه الأفكار تأييده لفرض الضرائب واعتباره الديمقراطية ضمانا لاستقرار البلاد والديكتاتورية زعزعة له، ولذا فهو يؤيد فكرة تشكيل "مجلس للشيوخ" في صناعة القرار.

وأشار "اليوسف" إلى أن المقابلة أبرزت ملامح شخصية "مشعل" كرجل مثقف ومحافظ إلى حد بعيد، وفقا لما أورده بحسابه على "تويتر".

 

 

والشيخ "مشعل" أخ غير شقيق لأمير الكويت، وهو الابن السابع للشيخ "أحمد الجابر الصباح"، من زوجته "مريم مريط الحويلة"، ولد في الكويت عام 1940، ونشأ بها، ثم درس في بريطانيا حيث تخرج عام 1960 في كلية هندون للشرطة.

وبعد التخرج تولى مناصب أمنية عديدة، جعلته أحد أهم  الشخصيات الأمنية في البلاد، وظل بعيدا نسبيا عن الظهور الإعلامي.

والتحق الشيخ "مشعل" التحق بوزارة الداخلية وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسًا للمباحث العامة آنذاك برتبة عقيد منذ عام 1967 حتى عام 1980، وقد تحولت في عهده إلى إدارة أمن الدولة.

وعينه الأمير الراحل الشيخ "جابر الأحمد" عام 1977 رئيسًا لديوانية شعراء النبط، كما أصدر الشيخ "جابر" مرسومًا أميريًا بتعيينه نائبًا لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير.

ويتمتع الشيخ "مشعل" بنفوذ قوي داخل الحرس الوطني وهو جهاز عسكري مستقل عن قوات الجيش والشرطة، ويهدف إلى مساعدة القوات المسلحة وهيئات الأمن العام والمساهمة في أغراض الدفاع الوطني.

وتنص المادة الرابعة في الدستور الكويتي على أن "الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح، ويعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير".

وتوضح ذات المادة أن "تعيين ولي العهد يكون بأمر أميري بناء على تزكية الأمير ومبايعة من مجلس الأمة تتم في جلسة خاصة، بموافقة أغلبية الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ولي عهد الكويت

عقب أدائه اليمين.. ولي عهد الكويت: باقون على التزاماتنا خليجيا ودوليا

أمير الكويت يوجه تحذيرا لمن تسول له نفسه المساس بأمن بلاده