واصلت حرائق الغابات اجتياح سوريا ولبنان وإسرائيل، ما أسفر عن تدمير مساحات واسعة النطاق، وخسائر كبيرة في الأراضي الزراعية ومزارع للفواكه، إضافة لنزوح الآلاف، فيما تكافح فرق الإطفاء النيران المشتعلة في عدة مناطق بالبلدان الثلاثة.

ففي سوريا، اشتعلت النيران في مناطق عديدة، حسب وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام (سانا)، والتي قالت إن الحرائق شبّت في مناطق عدة بريف محافظة طرطوس الساحلية، موضحة أن أضرارًا كبيرة لحقت بمساحات واسعة من الأراضى الزراعية والحرجية والبيوت البلاستيكية، رغم جهود الأهالى وأجهزة الإطفاء وقوات الجيش لإطفائها.

ونقلت "سانا"، عن قائد فوج الإطفاء في طرطوس، العقيد "سمير شما"، قوله: "هناك صعوبة كبيرة في السيطرة على هذا الحريق، حيث أسهمت شدة الرياح، وعدم وجود خطوط نار وطرق زراعية للوصول إلى تلك الأراضى، إضافة إلى وعورة المنطقة جغرافيًا، في ازدياد مساحة الحريق".

وأضاف "شما": "الوضع صعب، ونحن نسعى جاهدين من أجل السيطرة على الحريق ضمن الإمكانيات المتاحة وبكل طاقتنا البشرية والآلية".

وأشارت "سانا" إلى أن فرق الإطفاء والدفاع المدنى تتعامل مع أكثر من 50 حريقًا في مناطق متفرقة من محافظة طرطوس، بينها عدة "حرائق ضخمة".

ووصلت الحرائق إلى مسقط رأس "بشار الأسد"، حيث مدينة القرداحة الكائنة في محافظة اللاذقية.

في حين شارك سوريون في صلاة استسقاء عدة مدن سورية، بينها العاصمة دمشق والحسكة (شمال شرق البلاد).

يأتي هذا بينما تمكنت فرق الإطفاء من إخماد بعض الحرائق القائمة، فيما أظهرت لقطات مصورة تعرض مزارع للفواكه (الرمان والزيتون)، لأضرار كبيرة، لا سيما تلك القائمة في محافظة طرطوس. 

وفى لبنان، قالت مديرية الدفاع المدنى بوزارة الداخلية إن عناصرها عملت، منذ ليل الخميس الماضى، على إخماد النيران في مساحات شاسعة في العديد من المناطق اللبنانية.

وأضاف البيان أن الدفاع المدنى يواصل العمل على السيطرة على النيران في جنوب لبنان بسبب ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الموسمية واشتداد سرعة الهواء.

وأظهرت لقطات مصورة، جرى تناقلها عبر الشبكات الاجتماعية، مشاهد من الحرائق القائمة في لبنان.

وفى شمال إسرائيل، التهمت النيران مساحات كبيرة، في وقت يترأس فيه رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، جلسة تشاور مع وزير الأمن العام، والمفتش العام بالشرطة الإسرائيلية، ومفوض خدمة الإطفاء والإنقاذ، ورئيس مجلس الأمن القومى ومسؤولين آخرين، بشأن حرائق الغابات التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد، حسبما قال "أوفير جندلمان" المتحدث باسم "نتنياهو".

وتشارك في عمليات إخماد النيران عناصر الإطفاء والشرطة الإسرائيلية وقيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلى.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه تم إخلاء آلاف المنازل، ولم تتم السيطرة على ألسنة اللهب بعد.

وتابعت أن العشرات من أطقم الإطفاء والطائرات تحاول السيطرة على الحرائق الكبيرة بالقرب من منطقة الجليل.

وأكدت الصحيفة أنه تم استدعاء أكثر من 25 إطفائيًا و6 طائرات إطفاء للسيطرة على ألسنة اللهب في منطقة قرية أورانيم قرب مستوطنة موديعين.

وأوضحت أن الشرطة الإسرائيلية قامت بإخلاء المنازل في المنطقة، التي يقطنها حوالى 2500 شخص، وصدرت تعليمات بضرورة قطع الكهرباء والغاز تحسبًا لحدوث كارثة بسبب الحرائق.