باحث: تحرير الشام هي من تغيرت وليس المقدسي

الاثنين 12 أكتوبر 2020 11:31 م

علق الباحث المختص في الجماعات الإسلامية، "عباس شريفة"، على إعلان هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، تبرأها من "أبومحمد المقدسي"، الذي يعد واحداً من منظري الحركات السلفية الجهادية المعاصرين.

وقال "شريفة" إن "المقدسي"، الذي سبق أن تبنت الهيئة أفكاره وقدمتها كدليل شرعي لمنتسبيها خلال إعدادهم في المعسكرات والدروس الدينية والشرعية، هو الذي تبرأ بداية من تحرير الشام.

وأضاف "شريفة" أن "المقدسي" اعتبر الهيئة مجرد كذبة مرتكبين لنواقض الإسلام، ووقف مع جند الأقصى وحراس الدين ضد تحرير الشام ورفض وصف "داعش" بالخوارج، حسبما نقل موقع "العربي الجديد".

وأوضح الباحث في الجماعات الإسلامية أن هيئة تحرير الشام، ما كانت لتتبرأ من "المقدسي" لولا أن وبَل التكفير وصل للحيتهم.

وتابع أن "الهيئة قاتلت حركة حزم وجبهة ثوار سوريا والفرقة 13 بفتاوى المقدسي التكفيرية، وحشدت جنودها الغلاة بفتاويه لقتال الجيش الحر، وعندها كان شيخهم وأستاذ التوحيد واليوم أصبح من الغلاة".

ومضى قائلا إن "المقدسي لم يتغير وتحرير الشام هي من تغيرت فهل يقرون أنهم كانوا غلاة خوارج عندما كانوا على دين المقدسي".

عبء السلفية الجهادية

ولفت إلى أن الهيئة تريد أن ترمي عن كاهلها العبء الثقيل من الانتماء للسلفية الجهادية فكريا وتنظيميا.

وأردف: "بالنسبة للانتماء التنظيمي فقد تخلت الهيئة عنه منذ إعلان فك الارتباط وفك البيعة عن تنظيم القاعدة، عندما أسست فتح الشام، قبل تغير المسمى لـهيئة تحرير الشام، ويومها بارك المقدسي فك الارتباط على أساس أنه تم بمباركة زعيم القاعدة أيمن الظواهري، لكن حين علم بأن الظواهري غير راض عن ذلك، عاد وهاجم الهيئة".

وزاد "شريفة" موضحا: "أما بالنسبة للانتماء الفكري، فإن الهيئة تحاول اليوم من خلال هذا البيان أن تحدث القطيعة الفكرية والأيديولوجية مع أدبيات السلفية الجهادية ومشايخها ورموزها، في سبيل الوصول إلى وضع جديد تكون فيه فصيلاً محلياً مقبولاً شعبياً ولا يقاتل خارج الحدود، مع تلبية المعايير التي تجعل الغرب يعيد النظر بها ليقبلها كفصيل محلي لا يحمل أفكارا متطرفة، في مقدمة للتعامل معها وعدم استهدافها والبحث عن مستقبل سياسي".

وربط "شريفة" نجاح "الهيئة" في تحسين صورتها على هذا النحو "بالمتغيرات الكثيرة ومنها موقف الدول المؤثرة في الملف السوري، لكن الأهم هو إحداث تغيير في الخطاب السياسي للهيئة بتبني مفاهيم المواطنة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وتبني الحل السياسي وفقاً للقرارات الدولية، وإذا أقدمت (تحرير الشام) على هذه الخطوة واستبعدت بعض القيادات المصنفة إرهابية، ربما يكون لها مستقبل سياسي بأفرادها الحاليين من السوريين، الذين لا يحملون فكراً متطرفاً".

واتهم بيان صادر عن الهيئة "المقدسي" بأنه "من الشخصيات التي كان لها أثر سيئ في ساحة الشام".

وذكرت أن "المقدسي" استغل ثورات الربيع العربي وركب موجتها للترويج لنفسه.

وأعلنت الهيئة براءتها منه بالقول: "نحن منه ومن منهجه براء، فليس منا ولسنا منه ولا على طريقته، ونفرّق بين منهجه البدعي في التوحيد وبين منهج التوحيد الذي تلقيناه عن أهل العلم سلفا وخلفا".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

هيئة تحرير الشام المقدسي أيمن الظواهري

مقتل 14 من تحرير الشام بينهم 6 قياديين بغارة للتحالف شمال سوريا