قراءة أوّلية للصراع على الخلافة الحقيقية لأمير الكويت الراحل

الأربعاء 14 أكتوبر 2020 04:54 ص

على الرغم من تنصيب الشيخ "نواف الصباح" خلفًا لأمير الكويت الراحل الشيخ "صباح الصباح" الذي كان يحظى باحترام كبير، فمن غير المرجح أن يحتفظ بمنصبه أو يمسك بمقاليد السلطة السياسية الحقيقية في الكويت لفترة طويلة، بل يعد بمثابة مرحلة مؤقتة في انتظار نتيجة القتال البرلماني بين الممثلين الرئيسيين لفرعي عائلة "الصباح" المالكة، حيث يسعى كل منهما للحصول على تأييد الأغلبية لرؤيتيهما المتنافستين لمستقبل الكويت.

صراع فرعي العائلة

توفي أمير الكويت الشيخ "صباح الصباح" في 29 سبتمبر/أيلول 2020، عن عمر ناهز 91 عامًا، وفي 30 سبتمبر/أيلول، تولى خلافته أخوه غير الشقيق؛ الشيخ "نواف الصباح" (83 عامًا).

أما الممثلان الرئيسيان لفرعي العائلة الحاكمة فهما الشيخ "أحمد" (57 سنة)، أقوى ممول في عالم الرياضة الدولية، وهو من فرع "السالم" من العائلة، والشيخ "ناصر" (79 سنة)، رئيس الوزراء السابق والممول الفعلي للعائلة المالكة، وهو من فرع "الجابر" في العائلة.

وفي حين أن منصب الأمير يتم تداوله بشكل تقليدي بين هذين الفرعين من العائلة المالكة الكويتية، فقد تعطل هذا النمط عندما فرضت الحكومة الأمريكية برلمانًا ديمقراطيًا نظريًا - متمثلًا في "مجلس الأمة الكويتي"- على النظام الملكي كثمن لطرد القوات العسكرية العراقية في حرب الخليج الأولى (1990-1991).

ومنذ ذلك الحين، انحاز فرع "السالم" إلى مختلف الفصائل في البرلمان، بما في ذلك الشيعة والبدو والنساء، بينما يمثل فرع "الجابر" مبادئ حكم تقليدية أكثر.

ومع وفاة الأمير الشيخ "صباح الصباح"، تستعد الكويت لمنافسة بين هذين الفرعين من الأسرة، اللذين يمثل أحدهما رؤية لمستقبل الدولة فيه ما يشبه نموذجًا معتدلًا وحديثًا مشابهًا لمدينة دبي بالإضافة إلى الفعاليات الرياضية، بينما يمثل الآخر مستقبلاً أكثر تحفظًا، يشبه مثلًا مدينة جدة.

لا يحظى الأمير المؤقت الذي تم تنصيبه مؤخرًا، الشيخ "نواف"، بدعم يذكر في البرلمان، ولهذا؛ يجب على الأمير الذي يأمل البقاء في المنصب أن يحصل على هذا الدعم في هذه الفترة الحرجة من بناء التحالفات بعد وفاة سلفه.

لذلك، ينشغل الشيخ "ناصر" والشيخ "أحمد" الآن بالحصول على الأصوات اللازمة في البرلمان لانتخابهما أو انتخاب أحد وكلائهما الأصغر سناً، ليتنازل الأمير المؤقت لصالح المنتصر برلمانيًا.

نزاع قانوني دولي

وتحسبًا لهذا الصراع، يخوض الشيخ "ناصر" والشيخ "أحمد" معركة غريبة في محاكم جنيف منذ عدة سنوات حول صحة أو عدم صحة سلسلة من مقاطع الفيديو التي يُزعم أنها تظهر أفعالًا غير لائقة من جانب رئيس الوزراء السابق الشيخ "ناصر".

النزاع القانوني قائم منذ 6 سنوات أو أكثر، ويبدو الآن غير حاسم؛ ولن يتقرر قبل تنحي الأمير المؤقت.

ومع ذلك، فهذه طريقة غريبة لتسوية مسألة الخلافة في العائلة المالكة، وسط الادعاءات والادعاءات المضادة بالتزوير وفساد الإجراءات القانونية والاحتيال والمدفوعات غير القانونية وتورط بعض وكالات الاستخبارات العالمية البارزة.

أثبت النظام القانوني في جنيف أنه غير قوي بما يكفي لمهمة إدارة هذه الفوضى السياسية الكبيرة في الشرق الأوسط.

لكن التفاصيل القانونية لهذا النزاع الاستثنائي - وهو أطول نزاع من نوعه في التاريخ القانوني السويسري - لا تخدم أغراض السلام في الشرق الأوسط.

تُعرف الكويت بسمعة وجود الفساد، ولا تقوم الادعاءات والادعاءات المضادة التي تم طرحها في المحكمة في جنيف إلا بتأكيد ذلك.

ومع ذلك، قد يكون السؤال الأكثر أهمية هو أي من هذين الرجلين يتمتع أكثر بصفات رجل الدولة اللازمة لشغل واحدة من أهم المناصب في الشرق الأوسط.

المرشح الأقوى

يجب على الأمير أن يسعى إلى تشكيل توافق في مجلس التعاون الخليجي عبر تسوية، كما يجب عليه أيضًا أن يعمل كوسيط في ظل الأعمال العدائية التي لا هوادة فيها بين الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى نزاعات إقليمية أخرى مثل النزاع بين السعودية وقطر.

وبالنظر إلى هذه المقاييس للمكانة السياسية، فإن الشيخ "ناصر" هو بالتأكيد الأكثر قوة بين الأميرين المحتملين، وفي حين أن فترة حكمه كرئيس للوزراء من 2006 إلى 2011 شابتها مزاعم بالفساد في حث البرلمانيين على دعم أجندته، لكن يبدو أن خصمه الشيخ "أحمد" أسوأ بكثير، وكان هدفًا للعديد من تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي، التي تتعلق بهيمنته على الهيئات الرياضية من خلال الدفع للبلدان الصغيرة كي تصوت لانتخاب المسؤولين المفضل لديه.

أما الشيخ "ناصر" فهو رجل أكثر تواضعًا واستقلالية واحترامًا، ولديه تقدير لكيفية الاحتفاظ والتصرف بالسلطة والمال والنفوذ الكبير باعتدال وتواضع.

كما أن سمعته على المسرح العالمي أكبر نسبيًا من سمعة الشيخ "أحمد"، الذي يشتهر بالإسراف في السيارات باهظة الثمن ورفقة السيدات.

سيبقى الفساد في الكويت للأسف إلى أجل غير مسمى لسنوات قادمة، ولا يمكن للعالم أن يغير مشكلة بهذه الخطورة بين عشية وضحاها.

لكن القيادة الكويتية منصب مهم للغاية في جزء غير مستقر بشكل متزايد من العالم، وبالنظر إلى الاختيارات المتاحة، فأنا أرى أن على بقية العالم أن يدعم الشيخ "ناصر" أو وكيله المعقول ليكون أمير الكويت القادم.

وفي المقابل، يجب أن نصر بأن عليه التمتع بصفات الاعتدال، والتسامح، وزيادة الانفتاح في السياسة والمجتمع في الكويت، وتحسين سيادة القانون بشكل كبير (وهو أمر ضعيف للغاية في الكويت).

كما يجب عليه القيام بخطوات لمكافحة الفساد، وكذلك القيام بدور دبلوماسي نشط كوسيط محايد في المنطقة، يضاهي على الأقل الأمير الراحل الشيخ "صباح الصباح".

المصدر | ماثيو باريش | أوراسيا ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نواف الاحمد الجابر الصباح صباح الاحمد الجابر الصباح الكويت ازمة الكويت