منظمة إسرائيلية تتعقب المسلمين ذوي الأصول اليهودية لإعادتهم إلى دينهم

الأربعاء 14 أكتوبر 2020 09:07 ص

نشطت المنظمة الإسرائيلية "ياد لأحيم"، بالعربية "يد للأخوة"، في عمليات تعقب والبحث عن المسلمين ذوي الجذور اليهودية لإعادتهم إلى ديانتهم السابقة.

وتركز تلك المنظمة أعمالها على الذين يُعرفون بيهود "الدونمة"، وهم أعداد كبيرة من اليهود غادرت ديانتها في القرن السابع عشر.

وتأمل تلك المنظمة في الوصول إلى المسلمين الذين كانوا يهوداً أو إلى الذين تظاهروا بأنهم مسلمين، وتم إطلاق تسمية الـ"دونمة" على هؤلاء، وهناك من أطلق عليهم اسم "ساتورنيان".

وتعني كلمة "دونمة" باللغة التركية، العودة والرجوع أو الارتداد.

جرى إطلاق تلك الكلمة على اليهود الذين هربوا من محاكم التفتيش بالأندلس التي استهدفت المسلمين واليهود والغجر، رغم أن الهدف المعلن من إقامتها كان محاكمة "السحرة" أو من يخالف الكنيسة الكاثوليكية.

وعلى أثر رفض الدول الأوروبية استقبال اليهود الهاربين من محاكم التفتيش بالأندلس، فإنهم اضطروا للجوء إلى دولة الخلافة العثمانية، التي استقبلتهم بكل ترحاب.

كانت أعداد اليهود حينها لا يتجاوز 30 ألفاً، تظاهر معظمهم باعتناق الإسلام، واستخدموا أسماء إسلامية، لكنهم مارسوا الطقوس الدينية اليهودية بالخفاء.

في وقت لاحق أصبح يهود الـ"دونمة" مذهباً دينياً جديداً أسسه "سباتاي تسفي"، وهو يهودي إسباني الأصل تركي المولد عام 1626 في مدينة إزمير.

وادعى "سباتاي" بأنه المسيح المنتظر، وهو ما كانت تؤمن به الأوساط اليهودية القديمة، حيث لاقت الفكرة تأييداً من اليهود في جميع أنحاء العالم، خصوصاً في مصر حيث اتبعه رئيس الطائفة اليهودية "رافائيل يوسف جمبي" ومنحه أموالاً طائلة.

وفي غزة اتبعه "ناتان هاليفي" المعروف بـ"ناتان الغزاوي"، وهو يهودي من أصل ألماني، وخصوصا أن اليهود والمسيحيين كانوا يظنون بأن المسيح سيظهر عام 1648، وفي هذا العام بالتحديد ادعى "سباتاي" النبوة.

بعدما استفحل خطر "سباتاي" قامت السلطات العثمانية باعتقاله تمهيداً لإعدامه، وسرعان ما أعلن رغبته في إشهار إسلامه، وافقت السلطات على ذلك وتسمى باسم "محمد عزيز أفندي"، وتم تعينه رئيساً للحجاب.

وبعد فترة قصيرة طلب من السلطات العثمانية السماح له بالدعوة للإسلام في صفوف اليهود، فسمحت له بذلك.

قام "سباتاي" بمراسلة مريديه وتأكيد أنه سيستمر في مهمته بالتكيف مع الوضع الجديد، وأشاع مريدوه بأن الجسم القديم لـ"سباتاي" قد صعد إلى السماء، فعاد بأمر من الله في شكل ملاك يلبس الجبة والعمامة، ليكمل رسالة المسيح. 

وهكذا جاء أتباع المسلم المزيف من كل مكان، ولبسوا العمائم والجبب، وأصبح لهم زيهم الخاص فالرجال يعتمرون قبعات صوفية بيضاء مع لفها بعمامة خضراء، والنساء ينتعلن الأحذية الصفراء.

وحرم أتباع تلك الطائفة مناكحة المسلمين، وتبادلوا الزوجات لدى احتفالهم بإطفاء الأنوار، ويعتقدون أن مواليد تلك الليلة هم مباركون.

وبعد سنوات اكتشفت السلطات العثمانية بأن "تسيفي" يدعو للنيل من الإسلام بدلا من الدعوة لدخوله، وكان ينوي تأسيس دولة يهودية داخل الإمبراطورية العثمانية، فقام السلطان باعتقاله وسجنه ثم نفاه إلى ألبانيا ومات بها بعد 5 سنوات من المنفى.

في أعقاب وفاة "تسيفي" بوقت قصير، وعلى وقع انقسام في مجموعة الـ"دونمة"، في عام 1690 ظهر زعيم جديد اسمه "عثمان بابا"، أو باسمه العبري "باروشيا"، وأعلن أنه الخليفة الرسمي لـ"سبتاي تسيفي".

اجتاحت هذه البركة معظم المؤمنين معه واستمرت حركته في التطور وأطلقت على نفسها اسم "مجموعة إزمير"، وبدأ أتباعه ينظرون إلى "باروشيا" باعتباره التجسد الرسمي للمسيح "سبتاي تسيفي"، وفي بعض صلوات العبادة يشكل تجسيدًا لله نفسه.

وفي القرن التاسع عشر تغلغل يهود الـ"دونمة" في الحياة السياسية التركية، وقد أيدهم "كمال أتاتورك" أول رئيس لتركيا بعد انهيار دولة الخلافة العثمانية الذي أسس جمعية الاتحاد والترقي حيث كان معظم اليهود من أتباع سباتاي الذين فرضوا سيطرتهم على المراكز الاقتصادية في تركيا أعضاء فيها ومؤيدين له في العلن.

وعند تأسيس إسرائيل عام 1948، واعتراف تركيا بها بعد عام واحد، دخلت شخصيات منهم البرلمان التركي ليصبحوا قيمة مضافة لتركيا.

واليوم تعمل منظمة "ياد لأحيم" كل ما بوسعها من أجل عدم ضياع أي يهودي، وتحارب الاندماج والانصهار، وتعمل على تكريس قيم اليهودية.

المصدر | الخليج الجديد + أ.ف.ب

  كلمات مفتاحية

يهود الدونمة المسلمين اليهود منظمة إسرائيلية

مسلمة بريطانية تواجه رجلا هاجم يهوديا وأطفاله