تضامن عربي مع عساف وتخوف من موقف الإمارات.. لماذا؟

السبت 17 أكتوبر 2020 12:27 ص

تضامن ناشطون ومغردون عرب مع الفنان الفلسطيني "محمد عساف"، بعد أن سحبت إسرائيل تصاريح دخوله، داعية إلى إلغاء أنشطته المرتبطة بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

يأتي ذلك، في ظل حملة تحريضية يتعرض لها "عساف"، بعد إعلان عضو الكنيست الإسرائيلي "آفي ديختر"، عن إلغاء تصريح مرور "عساف" إلى فلسطين بسبب تمجيده الشهداء والمقاومة، وطلبه من الإمارات استغلال نفوذها لمنع التحريض ضد إسرائيل.

وكان "عساف"، الذي ينحدر من قطاع غزة، قد حصل في وقت سابق على تصريح للوصول إلى القدس ومناطق أخرى في الضفة الغربية وإسرائيل، بصفته سفير الشباب لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

لكن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، أعلن سحب التصريح من "عساف"، متهما إياه بالتحريض ضد بلاده.

ولا تسمح إسرائيل للفلسطينيين، من سكان غزة والضفة الغربية، بالدخول إليها إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة.

إلا أن التلويح الإسرائيلي بالضغط على الإمارات، يجعل "عساف"، يعيش حالة من القلق والخوف من حظر نشاطه الفني في دبي حيث يعيش، وتخلّي قناة "إم بي سي"، التي يرتبط بعقد معها إلى فسخه، مع احتمال ترحيله.

ويأتي هذا بعد انتقادات تعرض لها "عساف"، في الفترة الأخيرة، من قبل فلسطينيين طلبوا منه إدانة اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، لكنه فضّل التزام الصمت، الأمر الذي فسر على أنه خوف على مصالحه الفنية.

وكان "عساف"، الذي فاز بمسابقة "نجم العرب" عام 2013، ويقيم حاليا في دبي، اشتهر خلالها ليصبح فنانا عربيا مشهورا، غنى كثيرا لفلسطين، ومن بين أغنياته "أنا دمي فلسطيني"، وأغنية "علّي الكوفية".

وكتب "عساف"، تغريدة على صفحته على موقع "تويتر"، ردا على القرار الإسرائيلي: "استمرارا لسياسات القمع وكبح الحريات، التي يعاني منها شعبي الذي أنتمي له قلبا وكيانا واحدا".

وأضاف: "حبي وانتمائي لبلدي، وتمسكي بالثوابت والقيم الوطنية، شيء أفتخر به، كوني أحد أبناء شعبي الفلسطيني المرابط".

وتابع: "لن يثنيني عن حب بلادي والتغني بها في كل المحافل أي شيء".

ويدور حول "عساف" بعد القرار الإسرائيلي، سؤال محوري: "هل سيتخذ ضده قرار إماراتي بوقف نشاطه الفني وفرض حظر عليه، كما حصل مع الفنانة السورية أصالة نصري واللبنانية إليسا، بسبب تغريدة الأخيرة التي عبرت فيه عن دعهما لفلسطين بعد إعلان اتفاق السلام، ووضعت أصالة علامة إعجاب عليها؟".

يأتي ذلك، تزامنا مع ما كشفه مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن أن قناة برنامج "أرب أيدول" على "يوتيوب"، التابعة لقناة "إم بي سي" المملوكة للسعودية، قد حذفت فيديو لأغنية "علّي الكوفية" التي غناها الفنان الفلسطيني خلال مشاركته في البرنامج عام 2013.

وتتضارب الروايات حول حقيقة حذف المقطع من حساب "إم بي سي" على "يوتيوب".

ففي الوقت الذي يشتكي فيه البعض في فلسطين وعدد من الدول الأخرى من عدم قدرتهم على مشاهدة المقطع، يؤكد مغردون في مصر، على سبيل المثال، أن الفيديو متاح في بلدهم.

 

في المقابل، تضامن عدد كبير من المغردين العرب مع الفنان الفلسطيني، كما أعربوا عن دعمهم له أمام ما سموها "الحملة الإسرائيلية المعادية".

وتصدر وسم "كلنا محمد عساف"، قائمة الأكثر تداولا في عدة دول عربية، حيث أكد المغردون أن قرار المنع يأتي ضمن المساعي الإسرائيلية وحربها المتواصلة على المثقفين الفلسطينيين الملتزمين بالقضية.

كما أشاد معلقون عرب، بـ"عساف"، ودفاعه المستميت عن الكفاح الفلسطيني وعن أبناء الأسرى والشهداء.

وتداول كثيرون مقاطع من العروض الموسيقية التي قدمها عساف، لافتين إلى "الدور الهام الذي تلعبه الأغاني الوطنية والتراثية في إحياء القضية الفلسطينية وتعزيز مفاهيم الانتماء وتحريك الجماهير لصنع التغيير".

ويتجاوز التضامن الذي يبديه البعض مع عساف شخصه كفنان محبوب، إذ يرى مغردون كثر أن نجاحه "ساهم في إعادة انتشار الموسيقى التراثية الفلسطينية".

ويعتبر معلقون عرب أن الأغنية الشعبية الفلسطينية شكل من أشكال المقاومة ضد "محاولات الطمس والتحجيم"، فهي توثق برأيهم "جزءًا من تاريخ الشعب الفلسطيني وعاداته والتغيرات التي طرأت على ماضيه وحاضره وما مر به من تهجير وحصار وتشريد".

من جهته، قال وزير الثقافة الفلسطيني "عاطف أبو سيف"، في تصريح صحفي إن "حملة الاحتلال للمساس بالفنان الفلسطيني، تأتي ضمن مساعيه وحربه ضد الفن والثقافة الفلسطينية".

وأكد أن التحريض الذي يقوم به الاحتلال ضد "عساف"، يمثل اعتداء ضد الثقافة الوطنية الفلسطينية الملتزمة، التي تعرف واجبها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وهو يصب في درس العدوان والاستهداف اليومي لكل ما هو فلسطيني.

وقال: "الأغنية الفلسطينية التي يقدمها عساف طوال مشواره الفني، شكلت وتشكل إضافة جديدة للأغنية العربية والإنسانية المناهضة للقبح والمنتصر للجمال وللقيم وللمثل العليا الباحثة عن الحرية وانعتاق الإنسان والشعوب من الظلم والاستعباد".

وشدد الوزير الفلسطيني، على أن "هذه الحملة والتحريض ضد الفن الفلسطيني ونجم من نجوم فلسطين الذين يحملون بحناجرهم وبأقلامهم إلى العالم صوت وحكاية الشعب الفلسطيني الرازح تحت بؤس وبطش الاحتلال، لن ينجح بتقويض الرسالة الخالدة للفنان الفلسطيني ونضاله من أجل خلاص وحرية شعبنا، الذي يكافح لبناء المستقبل المشرق على أرض وطنه للحياة الأفضل والأجمل للأجيال".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

محمد عساف التطبيع الإماراتي الإسرائيلي غضب فلسطيني تضامن عربي إسرائيل

محمد عساف يوضح أسباب إيقاف حفل بالرياض بعد انطلاقه