ن.تايمز: تاريخ فرنسا الاستعماري وراء استجابة العالم الإسلامي لهجوم أردوغان على ماكرون

الأربعاء 28 أكتوبر 2020 02:09 م

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" تاريخ فرنسا الاستعماري في العالم الإسلامي أحد الأسباب وراء استجابة للهجوم الذي شنه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مؤخرا على نظيره الفرنسي "إيمانويل ماكرون".

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء، أن "أردوغان" يعاني اقتصاده من وضع سيئ، ولديه كل الأسباب لحرف الانتباه إلى الخارج، ومع ذلك لقيت تصريحاته صداها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة الدول التي حكمتها فرنسا سابقا كدولة مستعمرة.

وأضافت أن ردود الفعل على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، في فرنسا، ترتبط بحديث "ماكرون" عن "بناء إسلام فرنسي هو إسلام التنوير" باعتباره محاولة للتحكم بالمسلمين.

وأشار التقرير إلى حملة الحكومة الفرنسية الواسعة ضد من تقول إنهم متطرفون إسلاميون، ونوهت إلى أن مدى الحملة بلغ حد اقتراح وزير الداخلية "جيرار دارمانان" منع بيع  الطعام الحلال في المحلات التجارية.

وتنقل الصحيفة الأمريكية عن الدبلوماسي التركي السابق والزميل في وقفية كارنيجي أوروبا "سنان أولجين" قوله إن المعركة الدائرة حاليا تخدم كلا من "ماكرون" و"أردوغان"، موضحا: "يحاول ماكرون استعادة الساحة من اليمين المتطرف، ولهذا فاحتواء الإسلام السياسي في فرنسا هو أجندة جيدة. وفي المقابل يريد أردوغان الظهور بمظهر حامل راية الدفاع عن المجتمع المسلم المستضعف، وهي الصورة التي يريدها لنفسه في الداخل والخارج".

فيما يرى الخبير بالشؤون التركية "إيان ليسر" المعركة ذاتها "جبهة جديدة في علاقات متوترة أصلا"، مضيفا: "فرنسا تمثل لأردوغان كل شيء لا يحبه عن أوروبا على المستوى الجيوساسي والثقافي (..) بالنسبة لأردوغان فمركزية الإسلام تشكل عالمه، وإحساسه بأن العالم الإسلامي تحت الحصار وجهوده لرفعه هي جزء من هويته السياسية والشخصية التي جعلها على مدى السنوات جزءا من استراتيجيته الإقليمية".

فيما دعا "بهدير كاليجاسي"، مدير معهد البسفور الذي يعمل على تقوية العلاقات التركية- الفرنسية للهدوء، قائلا: "هذه ليست حرب عصابات شباب في الشارع بل عن أمن واقتصاد الغرب في النظام العالمي ما بعد الوباء".

وكان "أردوغان" قد دعا مواطنيه، الإثنين الماضي، إلى الامتناع عن شراء البضائع الفرنسية وحثَّ زعماء دول الاتحاد الأوروبي على وضع حد لأجندة ماكرون "المعادية للإسلام".

وقال "أردوغان"، في تصريحات أدلى بها في خطاب في بداية أسبوع من الفعاليات في تركيا لإحياء ذكرى المولد النبوي: "على الزعماء الأوروبيين الذين لديهم بُعد نظر وأخلاق كسر جدران الخوف". وتابع قائلاً: "عليهم أن يضعوا حداً للأجندة المعادية للإسلام وحملة الكراهية التي يقودها ماكرون".

وجاءت تصريحات "أردوغان" تعبيراً عن غضب بالعالم الإسلامي من رسوم مسيئة نُشرت في فرنسا للنبي "محمد" عليه الصلاة والسلام.

والأسبوع الماضي، أدلى "ماكرون"، بتصريحات تعهد فيها بعدم التخلي عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، كما شدد المسؤولون الفرنسيون على ما اعتبروه "حقهم" في عرض الرسوم بعد أن ذبح طالب شيشاني عمره 18 عاماً مدرساً بمدرسة إعدادية لعرضه الصور على تلاميذه.

وإزاء ذلك، شهد عدد من الدول الإسلامية تصريحات تهاجم القيادات الفرنسية وتتهمها بمعاداة الإسلام وتدعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أردوغان ماكرون

فورين بوليسي: ماكرون ليس قلقا من الإسلام ولكن من لوبان

دعوات للتظاهر في مصر ضد الرسوم الفرنسية المسيئة للنبي محمد

أردوغان: آمل أن تتخلص فرنسا من ماكرون في أسرع وقت

أردوغان يعين صديق ماكرون سفيرا لأنقرة في باريس (صورة)