تشابكات قرار التطبيع السوداني الداخلية والخارجية

الثلاثاء 3 نوفمبر 2020 12:14 ص

سلط تحليل نشره مركز "كارنيجي للسلام الدولي"، الضوء على تشابكات قرار الحكومة السودانية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، على جميع الأصعدة داخليا وخارجيا.

واعتبر التحليل أن القرار يشتبك جذريا بعدة ملفات خارجية، في مقدمتها انتخابات الرئاسة الأمريكية، وصراع المحورين "الإماراتي - السعودي" و"التركي - القطري" في المنطقة.

فعلى الصعيد الدولي، يتيح قرار التطبيع مع إسرائيل للخرطوم، وللقيادة السياسية الراهنة، تموضعًا أفضل والتقدم بخطوات واثقة في 3 محاور:

في محور العلاقة مع واشنطن، حيث يستثمر الرئيس "دونالد ترامب" هذه الاختراق الجديد في ملف الصراع العربي الإسرائيلي كدلالة على دبلوماسيته القادرة على صناعة السلام في منطقة الشرق الأوسط أولًا.

وفي محور العلاقة مع المحور الإماراتي - السعودي الذي يلعب دورًا مساندًا وراعيًا لمرحلة ما بعد الإطاحة بالرئيس "البشير"، ثانيًا.

وأخيرًا، في محور العلاقة مع إسرائيل التي سيكون لها أن تتشارك مع السودان في عدة ملفات اقتصادية بالغة الأهمية للبلدين.

سياسيا، يمثل القرار رافعة سياسية لرئيس مجلس السيادة الانتقالي "عبدالفتاح البرهان"، للبقاء على رأس السلطة.

بالنظر إلى صعوبة الوصول إلى تحقيق الحكومة في الخرطوم إنجازا حقيقيا في مؤشرات النمو الاقتصادي في ظل "كورونا"، فإن دعمًا إماراتيًا وسعوديًا وأمريكيًا جديدًا لمالية الدولة من شأنه أن يُعزز قناعة السودانيين بجدوى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ومن المتوقع أن يستفيد السودان من نفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن للدفع في ملفات سياسية واقتصادية ملحة، في مقدمتها مُساعدة الخرطوم على الخروج من عزلتها الدولية.

وبالنسبة لإسرائيل فإن السودان يمثل فرصة استثمارية واعدة في القطاعين الزراعي والغذائي لتل أبيب.

بجانب أن سواحل السودان البحرية ستتيح للإسرائيليين في السنوات المقبلة فرصة للتواجد على البحر الأحمر، الذي يمثل أهمية استراتيجية لتل أبيب، لمزاحمة، وربما تعويض، تواجد تركيا في جزيرة سواكن التي لا يُعرَف مصيرُ اتفاقيتها مع السودان حتى اليوم.

في مستوى صراعات المحاور في المنطقة، يُعزز توقيع الاتفاق السوداني - الإسرائيلي قوة المحور السعودي الإماراتي الذي يضم كلا من مصر والبحرين، وهو المحور الراعي لمؤتمر صفقة القرن.

كما يؤمن اتفاق التطبيع السوداني دفعة جديدة للمحور السعودي - الإماراتي، بعد تعثره في حسم النزاع في كل من اليمن وليبيا، حيث يمكنه ضم السودان لمناطق نفوذه في مُواجهته المفتوحة مع المحورين؛ التركي - القطري، والإيراني، على أكثر من مستوى، وفي أكثر من ملف.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

تكتلان سودانيان بارزان ينضمان لرافضي التطبيع وتعديل وثيقة الدستور