تلقى 3 أبطال إشادات واسعة بعدما تحدوا المخاطر تحت وابل الرصاص المنهمر لمساعدة ضابط شرطة وامرأة مسنة خلال هجوم يوم الإثنين في فيينا.

وتعود أصول اثنين من الثلاثة إلى تركيا، بينما ينتمي الثالث إلى أصول فلسطينية.

وخلال مساعدته المرأة المسنة، أصيب "رجب جولتكين" برصاصة في ساقه، بينما مد له يد العون صديقه "ميكائيل أوزين".

كما نقل الشابان التركيان شرطيا مصابا إلى مكان آمن بعد أن قدم له فلسطيني يدعى "أسامة جودة" إسعافات أولية.

وأسفر هجوم فيينا عن مقتل 5 أشخاص، بينهم مهاجم، وأصيب 22 آخرون في إطلاق نار قبالة كنيس يهودي في العاصمة النمساوية.

والمتهم بتنفيذ الهجوم المسلح (20 عاما) سبق إطلاق سراحه من السجن في ديسمبر/كانون الأول قبل انقضاء فترة عقوبته، وذلك على أثر محاولاته الانضمام لتنظيم "الدولة".

ويعمل "جودة"، (23 عاما)، في أحد فروع سلسلة ماكدونالدز للوجبات السريعة بالقرب من موقع الحادث، وكان ينقل بضائع إلى داخل المطعم عندما بدأ المهاجم إطلاق النار على المارة، بحسب ما نقلته صحيفة "كوريير" المحلية.

وحين جاء ضابطا شرطة للمساعدة، فتح المهاجم النار عليهما، وأُصيب أحدهما برصاصة، قال جودة: "سحبته وراء مقعد اسمنتي وحاولت وقف النزيف"، وأضاف: "كان الدم في كل مكان".

وعندما هرب الجاني بعد وصول المزيد من رجال الشرطة إلى مكان الحادث، ساعد "جودة" بعد ذلك في جر الضابط إلى سيارة إسعاف قريبة، وقد ساعده في ذلك كل من "أوزن" و"جولتكين"، وكلاهما من أصل تركي.

وكان "جولتكين"، 21 عاماً، قد حمل في وقت سابق المرأة المصابة إلى مطعم.

وقال "أوزن"، وهو ممارس لرياضة "فنون القتال المختلطة" ومدرب لياقة بدنية شخصي، لصحيفة "كوريير"، إنهما لمحا بعد ذلك الشرطي ينزف على الأرض بعد إطلاق النار.

وأضاف الشاب البالغ من العمر 25 عاماً: "عرفنا على الفور ما يجب القيام به، ولم يكن هناك خيار سوى المساعدة"، وأكد: "النمسا وطننا. سنساعد في أي وقت".

وفي وقت لاحق، قال وزير الداخلية النمساوي "كارل نهامر" لوسائل إعلام محلية إن نمساويين من أصول مهاجرة نقلوا الضابط إلى مكان آمن.

وأضاف: "لن ينجح أي هجوم إرهابي في تمزيق مجتمعنا أو إحداث أي انقسام فيه".

من جانبه، استضاف سفير تركيا في النمسا، "أوزان سيهون"، كلا من "أوزن" و"جولتكين" في السفارة التركية، حيث أشاد بتصرفهما، كما أجرى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اتصالا بهما للإشادة بما فعلاه.