ترامب أم بايدن.. من الأنسب لبريطانيا وفرنسا؟

الخميس 5 نوفمبر 2020 12:46 م

عواصم كثيرة في العالم، على رأسها لندن وباريس، تترقب الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسط حسابات معقدة، وخلافات حول ملفات عدة، بين أوروبا والولايات المتحدة.

ويحبس رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون"، أنفاسه، في انتظار من يسكن البيت الأبيض، صديقه الرئيس الحالي، الجمهوري "دونالد ترامب"، أم عدوه المرشح الديمقراطي "جو بايدن".

وقبل أيام من الخروج نهائيا من الاتحاد الأوروبي، تحاول بريطانيا إتمام الاتفاق التجاري الأضخم في تاريخها مع الولايات المتحدة، ولذلك يعد "ترامب" هو المرشح المفضل لـ"جونسون" على المدى القصير، لحاجته إلى حليف قوي يمنحه متنفسا اقتصاديا بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وهناك ود وإعجاب متبادل بين "ترامب" و"جونسون"، لدرجة وصف الأخير بأنه "ترامب البريطاني"، رغم الخلاف بينهما حول ملف التعامل مع إيران والصين.

أما "بايدن" فلا يشعر بود تجاه "جونسون"، وسبق أن وصفه بأنه "نسخة جسدية وعاطفية" من "ترامب"، كما أن "بايدن" الفخور بأصوله الأيرلندية، ينتقد رئيس الوزراء البريطاني، على خلفية محاولة تمرير صفقة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي على حساب أيرلندا، وهو ما وعد "بايدن" بأنه لن يسمح به أبدا في حال وصوله للبيت الأبيض.

ويولي "بايدن" أهمية كبرى لأوروبا على حساب بريطانيا، ويريد إعادة تقوية العلاقات مع ألمانيا وفرنسا، ويعطي أولوية لهذا الملف على حساب العلاقات مع بريطانيا.

ماذا عن فرنسا؟

وفي باريس، وعلى الرغم من محاولات الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" التقرب من الرئيس الأمريكي، فإن قرار "ترامب"، الانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ، والانسحاب كذلك من الاتفاق النووي مع إيران، ألقى بظلال قاتمة حول العلاقات بين الطرفين.

كلك اعتبرت باريس أن قرار "ترامب" سحب جزء من القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط خذلاناً لحلفاء واشنطن في التحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة".

وترى الصحفية المخضرمة في "لوفيجارو" الفرنسية، "إيزابيل لاسيير"، أن أياً من المرشحين إلى البيت الأبيض لا يناسب مصالح باريس.

وبحسب "لاسيير"، فإنه من المؤكد أن وصول "بايدن" إلى البيت الأبيض من شأنه أن يمكن من إصلاح العلاقات عبر الأطلسي، كما ستكون هناك عودة إلى العديد من الاتفاقيات الدولية والهيئات الرئيسية التي أغلق "ترامب" الباب أمامها.

لكن الصحيفة تنقل عن مصدر في قصر الإليزيه، قوله إن "جو بايدن سيجدد التحالفات مع الفرنسيين، وسيكون لطيفًا ومهذبًا على غرار باراك أوباما. لكنه أيضا من المتوقع أن يحذو أيضا حذو أوباما في تجاهل آراء الفرنسيين".

وتخشى باريس من أن فوز "بايدن" سيقود بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اللجوء مرة أخرى إلى المظلة الأمنية الأمريكية، بينما فوز "ترامب" سيتيح بقاء الفراغ الأمريكي على الساحة الدولية شاغرا لدور فرنسي أكثر فاعلية.

وتقول "لاسيير"، إن "بايدن"، في حال أصبح رئيساً، سيسعى بلا شك إلى إعادة احتلال مقعد النفوذ هذا الذي تخلى عنه "ترامب" وبالتالي سحب المبادرة من "ماكرون" في عدد من الملفات الدولية الكبرى.

ويتقدم "بايدن" بفارق كبير في الانتخابات الأمريكية، مع استمرار الفرز في عدد من الولايات، ويقترب من الحصول على نسبة الـ270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي ليكون الساكن الجديد للبيت الأبيض، لأربع سنوات مقبلة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب جو بايدن إيمانويل ماكرون بوريس جونسون

ماكرون وجونسون يحثان روحاني على الاجتماع بترامب

ما وراء التراشق بين ترامب وماكرون

ستراتفور: هكذا تتفاعل دول العالم مع عدم اليقين حول نتائج الانتخابات الأمريكية

جونسون يصف صديقه ترامب بالرئيس السابق