بعد الهجمات.. مسلمة فرنسية: هل حقا تحبني بلادي؟

الخميس 5 نوفمبر 2020 06:17 م

في أعقاب سلسلة من هجمات المتشددين في فرنسا تقول شابة مسلمة فرنسية إنها بدأت تشعر بأنها غريبة في وطنها، وأن أسلوب رد الفعل الحكومي إزاء العنف يدفعها للتساؤل: هل تنظر الحكومة للمسلمين على أنهم مواطنون على قدم المساواة مع غيرهم؟.

"نوال جرنوسي".. شابة متدينة نشأت في فرنسا وتصلي الصلوات الخمس وتربت في كنف جديها، أحدهما مسلم والآخر كاثوليكي، وتعرف لنفسها هوية واحدة هي الهوية الفرنسية، وتدافع عن قيم بلادها العلمانية التي تضع حدودا فاصلة بين الدين والدولة في الحياة العامة.

لكن في أعقاب سلسلة من هجمات المتشددين، بدأ يتسلل إليها شعور متزايد بأنها غريبة في وطنها.

وقالت المرأة التي تبلغ من العمر 36 عاما إن الناس في بلادها يميلون لتصنيفها مسلمة أولا، وإن أسلوب رد الفعل الحكومي إزاء العنف يدفعها للتساؤل: هل تنظر الحكومة للمسلمين على أنهم مواطنون على قدم المساواة مع غيرهم؟

وقالت "جرنوسي" في شقتها بضاحية أرجينتويل في باريس إن جدتها ووالدتها كانتا فرنسيتين ، لكنها تشعر في بعض الأحيان نها لم تعد فرنسية، بل مجرد مسلمة.

وأضافت أن مواقف الأفراد في مجتمعها تجاه المسلمين تزداد تشددا على نحو ظاهر ومنها قيام أحدهم بالبصق عليها حينما ارتفع صوت الأذان في هاتفها.

واحتارت "نوال" من قرار مجلة شارلي إبدو في سبتمبر/ أيلول إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد، والتي فجرت موجات الغضب في العالم الإسلامي عندما ظهرت للمرة الأولى في صحيفة دنماركية عام 2005.

ودافعت الحكومة الفرنسية عن الرسوم المسيئة، وقالت إن القيم العلمانية للبلاد تسمح بالتجديف. لكن إعادة النشر كانت بالنسبة لـ"نوال"، عملا استفزازيا متعمدا يزيد مرارة الحياة بالنسبة لكثير من المسلمين في فرنسا الذين يقدر عددهم بخمسة ملايين نسمة، والذين ينددون، مثلها، بالعنف باسم الدين.

وقالت "نوال" عن سلوك شارلي إبدو ودفاع الحكومة إنه يجرح مشاعر المسلمين ويجعلعهم يشعرون بأن الدولة لا تحبهم .

وتساور المخاوف بعض الشخصيات الإسلامية من أن تنظر إليهم الجماهير على النطاق الأوسع من نفس المنظور الذي يرون به المتشددين.

وفي هذا الأسبوع، ضغط بيان صادر عن مجموعة من زعماء المسلمين على الحكومة كي تنتهج أسلوبا "يمنع وضع غالبية المسلمين الذين تندد غالبيتهم بالهجمات الإرهابية الأخيرة في نفس الخندق مع المحرضين على الكراهية".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

فرنسا مسلمي فرنسا