كشف قاضي قضاة فلسطين الأسبق الشيخ "تيسير التميمي" أن تركيا حافظت على الأرشيف الفلسطيني، واستجابت لطلب بهذا الشأن من الرئيس الراحل "ياسر عرفات" الذي تحل ذكراه الأربعاء.

وأوضح "التميمي" أحد أكثر المقربين من "عرفات" حتى وفاته، أن الملياردير الأمريكي اليهودي "إيرفينغ موسكوفيتش" (1928-2016) كان يتردد على الأرشيف العثماني ويقوم بتصوير وثائق فلسطينية، وخاصة شهادات تسجيل الأراضي (الطابو).

ويصف الفلسطينيون "موسكوفيتش"، بأنه "عراب الاستيطان اليهودي في القدس المحتلة"، من خلال دعمه لعدة جمعيات بينها جمعية "عطيرات كهونيم" التي تتولى شراء عقارات فلسطينية في القدس لصالح البناء الاستيطاني.

وأوضح "التميمي" أن "هذا الملياردير كان يحصل على صور لشهادات الطابو لأراض فلسطينية في الضفة الغربية ثم يتوجه لأصحابها، أيا كان مكان تواجدهم، ويشتري تلك الأراضي بمبالغ كبيرة".

وأضاف "التميمي": "وصل الخبر للرئيس عرفات، فشعر بخطورة ما يقوم به، فأرسلني إلى تركيا عام 2000 لطلب وقف تصوير تلك الوثائق".

وقال "التميمي" إن الرئيس أوعز إليه "بطلب تصوير الأرشيف كاملا، وهو ما تم بتمويل من منظمة المؤتمر الإٍسلامي".

وتابع: "طلبنا منع الملياردير اليهودي من التردد على الأرشيف الفلسطيني وتمت الاستجابة لطلبنا، وعلمنا أنه كان يأتي مع طاقم بصفته باحثا".

وذكر "التميمي" أنه فتح بشكل عشوائي أحد سجلات الأرشيف فوجد حجة وقفية لصالح المسجد الأقصى لأرض في منطقة عتصيون (بين الخليل وبيت لحم) تبلغ مساحتها 3 آلاف دونم (الدونم ألف متر مربع).

وينتشر الاستيطان الإسرائيلي حاليا بكثافة في منطقة عتصيون التي يتعامل معها الاحتلال كجزء من "القدس الكبرى".

يذكر أنه في 2019 سلمت تركيا السلطة الفلسطينية، نسخة إلكترونية من الأرشيف العثماني يضم 36 ألف صفحة في 288 سجلا تضم آلاف البيانات الخاصة بتسجيل الأراضي الفلسطينية منذ زمن الدولة العثمانية التي حكمت فلسطين بين 1516- 1917.

وحاليا يحفظ الأرشيف إلكترونيا، في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية – بيت المقدس (ميثاق)، في بلدة أبو ديس، شرقي القدس المحتلة.

وتحل الأربعاء المقبل الذكرى الـ16 لوفاة "عرفات" بمستشفى فرنسي، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، حينما كان في 75 من عمره، إثر تدهور في حالته الصحية، يقول الفلسطينيون إنه نتج عن تسميم إسرائيلي له.