بالفيديو.. متهمة وزير التسامح الإماراتي بالاغتصاب: ربط كندورته ومد يده في جسدي

الأربعاء 11 نوفمبر 2020 09:05 ص

"كان مستلقياً عليّ بكل وزنه، وفي النهاية مد يده داخل جسدي وهذا في القانون البريطاني يعد اغتصاباً"..

هكذا وصفت الشابة البريطانية "كيتلين ماكنمارا" تفاصيل ما قالت إنها واقعة اعتداء وزير التسامح الإماراتي، الشيخ "نهيان بن مبارك"، عليها جنسيا في فبراير/شباط الماضي.

وقالت "ماكنمارا"، في أول ظهور متلفز لها عبر شبكة BBC، إنها اعتقدت أن الوزير الإماراتي كان يعتبرها شخصية مهنية، مضيفة: "بينما كنت في نظره مجرد ألعوبة".

وأضافت الشابة البريطانية، التي كانت تمثل إدارة مهرجان "هاي" الأدبي خلال وجودها في أبوظبي، إن قرار إقامة المهرجان في الإمارات كان مثيراً للجدل؛ لأنه يحتفي بحرية التعبير في "بلد له تاريخ إشكالي للغاية تجاه قضايا حرية التعبير"، حسب قولها.

وتابعت: "على الرغم من وجود الكثير من الدعوات من المؤلفين لنا بعدم تنظيمه في أبوظبي قررنا أنه من الأفضل التعاون مع الإماراتيين على إنشاء منصة للحوار والنقاش بدلا من المقاطعة".

وأوضحت "ماكنمارا" أنها تلقت دعوة للعشاء يوم 14 فبراير/شباط 2020 لمقابلة الشيخ "نهيان"، مضيفة: "كان ذلك أمراً معتاداً للغاية بعد 6 أشهر من العمل هناك. كنت أعلم أنه يجب أن أتحلى بالمرونة، حيث لم أكن أعرف دائماً إلى أين سأذهب لا سيما عندما أتعامل مع العائلة المالكة، فلا يتم إخبارك بكل التفاصيل ولكني كنت أحاول الحصول على أكبر قدر من المعلومات حول من سيكون هناك حتى أتمكن من البحث عنهم على هاتفي وأنا في السيارة ومعرفة من سيكون في هذا العشاء".

وأشارت إلى أنها أبلغت مدير المهرجان في بريطانيا "بيتر لورانس" بوجهتها عن طريق تطبيق "واتساب" كما شاركته خاصية تتبع المسار التي يتيحها التطبيق، ولاحظت أن السيارة ابتعدت عن قصر الشيخ "نهيان" وخرجت من أبوظبي وعبرت نقاط تفتيش ثم جسراً يؤدي إلى فيلا على جزيرة صغيرة.

وعندما وصلت "ماكنمارا" مكان إقامة الوزير الإماراتي لم يكن هناك مدعوون غيرها ولم تشاهد في المنزل سوى اثنين من العاملين إضافة إلى السائق، حسب روايتها.

كانت تنوي مناقشة قضية حرية التعبير في الإمارات، وبالتحديد قضية الشاعر الإماراتي "أحمد منصور"، الذي حكم عليه عام 2018 بالسجن 10 سنوات بسبب انتقاد الحكومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن سرعان ما تبين لها، حسب روايتها، أن الوزير لم يكن مهتماً بمناقشة المهرجان أو قضية "منصور".

 

 

وبعد فترة وجيزة من المحادثة، أصبح "واضحاً تماماً" أن الشيخ "نهيان" لا يريد التحدث عن المهرجان، قائلة: "أخبرني أنه لا يهتم لا بالمهرجان ولا بالوزارة"، حسبما نقلت "ماكنمارا".

 وعندما حاولت الشابة البريطانية إعادة الحديث عن "أحمد منصور"، قال لها "إنه من الإخوان المسلمون وسيظل في السجن".

وعلقت "ماكنمارا" على ما جرى بقولها: "بدأ اللقاء حينها يأخذ مجرى مختلفاً.. شعرت أنني مغفلة.. كنت أتصور أنه يراني شخصية مهنية، بينما لم أكن بالنسبة له سوى مجرد ألعوبة".

وأضافت: "ربط كندورته وكان عارياً واستلقى فوقي. بدأ يلمسني، يلمس ذراعي، ويطلب مني خلع حذائي، لكني رفضت. كنت أفكر طوال هذا الوقت كيف يمكنني الخروج من الموقف دون الإساءة إلى هذا الرجل. فأنا في فيلا على جزيرة وهاتفي بعيد ولا أستطيع طلب سيارة أجرة".

وأشارت "ماكنمارا" إلى أنها حاولت المغادرة لكن وزير التسامح الإماراتي أخذها في جولة في المنزل إلى أن وصلا إلى قاعة بها أريكة مستديرة، ليعود الشيخ "نهيان" إلى ملامستها، وبالرغم من محاولتها صده لكنه لم يتوقف.

ومضت الشابة البريطانية في روايتها قائلة: "كان يحاول أن يمد يده داخل ثوبي ولم يكن ذلك سهلاً لأنني كنت أسحب فستاني لأسفل، فستاني طويل جدا. كان مستلقياً عليّ بكل وزنه (..) سحب ثيابي مرة أخرى إلى الأسفل وهو لا يزال عارياً وكان يحك أعضاءه في ساقي ويتحسسني".

وأشارت "ماكنمارا" إلى أن الوزير الإماراتي لم يكف إلا بعد ظهور أحد العاملين على مرأى منه.

وخلال 24 ساعة من الواقعة أدلت "ماكنمارا" بشهادتها أمام القنصل البريطاني في دبي، حسب روايتها، مشيرة إلى أن الوزير الإماراتي ظل يلاحقها باتصالات استمرت لأسابيع ورسائل نصية "شخصية للغاية".

ونفى الشيخ "نهيان" اتهامات الشابة البريطانية عبر بيان نشره مكتب محاماة متخصص في قضايا التشهير في بريطانيا جاء فيه أن وزير التسامح "مندهش وحزين" من هذه المزاعم.

وكانت دائرة الادعاء الملكية في بريطانيا قد أصدرت قرارا بعدم قبول رفع دعوى ضد الوزير الإماراتي في الواقعة، باعتبار أن الاعتداء الجنسي الذي تصفه "ماكنمارا" يمكن أن يصل إلى حد إلحاق الألم أو المعاناة الشديدة كما يدفع محاموها، لكنه لم يتم في إطار ممارسة الشيخ نهيان لمهامه الرسمية.

وبموجب التشريع المعمول به حاليا في بريطانيا، لا يمكن النظر في جرائم تم ارتكابها ضد مواطن بريطاني في الخارج، إلا من خلال مبدأ "الولاية القضائية العالمية"، وهو مبدأ ينطبق فقط على حالات الإرهاب والجرائم الجنسية ضد الأطفال والتعذيب من قبل السلطة ومن يمثلونها.

وإزاء ذلك، أعربت "ماكنمارا" في بيان لها عن "خيبة أمل عميقة" وقالت إنها سوف تطلب مراجعة القرار وفق الآلية القانونية المخصصة لذلك.

ويدفع فريق دفاع "ماكنمارا" بأن ما تعرضت له موكلتهم يمكن تصنيفه بأنه واقعة تعذيب من قبل وكيل عن السلطة وهو ما يتيح ملاحقة الشيخ قضائيا في المملكة المتحدة.

وتطور مهرجان "هاي" الأدبي خلال 3 عقود، إذ بدأ متواضعا عام 1988 في بلدة صغيرة في مقاطعة ويلز، ليصبح لاحقا من أهم الملتقيات الثقافية في بريطانيا وأكثر التظاهرات الأدبية والفنية جذبا للإعلام ومشاهير الكتاب والأدباء.

ولذا فإن اختيار إقامة نسخة من مهرجان "هاي فيستيفال" في الإمارات كان مثار جدل منذ البداية، إذ نشر أكثر من 60 منظمة غير حكومية وكتّاب معروفين منهم "نعوم تشومسكي" والنيجيري "وول سوينكا"، الحائز على حائزة نوبل في الأدب، رسالة مفتوحة بتاريخ 24 فبراير/شباط (قبل يوم من افتتاح المهرجان) انتقدوا فيها سجل الإمارات في مجال حرية التعبير.

وأكد منظمو المهرجان، بعدما أعلنت "ماكنمارا" روايتها، أنهم لن يعودوا إلى تنظيمه مجدداً في أبوظبي، طالما بقي "نهيان بن مبارك آل نهيان" على رأس وزارة التسامح.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

وزير التسامح

بريطانية تطالب بتعويض عن جرائم جنسية تعرضت لها من وزير التسامح الإماراتي