هل تنشب حرب بين المغرب وبوليساريو؟

الجمعة 13 نوفمبر 2020 06:12 ص

هل تنشب حرب بين المغرب وبوليساريو؟

تضغط البوليساريو التي تسيطر على ثلث الصحراء لدفع الأمم المتحدة والمنظومة الدولية للقيام بإجراءات لتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم.

الدفع نحو العسكرة والحرب ليس لصالح البوليساريو فلا شيء في العالم أو في الإقليم يعيد تحريك ملف بهذه الضخامة وسيكون التصعيد على حساب السكان.

ليس من المصلحة حصول حرب مع البوليساريو فالمغرب يعاني تداعيات اقتصادية كبيرة لكورونا ولا يحتاج لتكلفة حرب جديدة باهظة عسكريا وسياسيا.

رغم حساسية القضية الشديدة لشعب وحكومة المغرب فالتحرك العسكري المحدود قد يكون فاتحة حرب وتدخلات إقليمية ودولية واسعة ليست لصالح المنطقة.

*     *     *

توتّر الوضع كثيرا على الحدود الصحراوية بين المغرب وموريتانيا، نتيجة قيام الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) بإغلاق معبر الكركرات منذ قرابة 3 أسابيع، ومنعت حركة السكان والبضائع بين البلدين، وشهدت المنطقة حشودا عسكرية من الأطراف الثلاثة، وهددت بوليساريو في بيانين أصدرتهما بالحرب إذا أرسل المغرب أي مدني أو عسكري إلى المعبر الحدودي.

إحدى الإشارات اللافتة للنظر قيام الأمم المتحدة باحتياطات لنقل موظفي قوات السلام في الصحراء «المينورسو» إلى جزر اسبانية قريبة، وهو إجراء يشير إلى أن المنظمة الأممية تستشعر احتمالات تدهور الأوضاع وإمكان خروجها عن السيطرة وصولا إلى حرب.

لذلك فإن إعراب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «قلقه من انفجار الأوضاع» يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وقد تنوقل هذا الاستشعار في العواصم الكبرى. فقد حضر الرئيس المنتخب الأمريكي جو بايدن جلسة لمجلس الشيوخ حول الحدث، طالب خلالها رئيس لجنة الأمن والدفاع في الكونغرس بتدخل الأمم المتحدة.

وكان هناك تصريحات أيضا من فرنسا واسبانيا، إضافة إلى دخول نواكشوط، وهي أحد الأطراف المتضررة من الإغلاق ومن احتمال نزاع عسكري، على الخطّ لمحاولة إعادة الأطراف إلى السكّة الدبلوماسية بدلا من وضع الأيدي على الزناد.

من اللافت للنظر، في هذا السياق، أن أبوظبي، قد فتحت قبل فترة قصيرة قنصلية لها في مدينة العيون كبرى مدن الصحراء الغربية، وذلك بعد سنوات من محاولات ليّ ذراع المغرب نتيجة موقف المؤسسة الملكية والحكومة الذي ينحو للاعتدال في قضية النزاع بين أبوظبي وشركائها، من جهة، وقطر وتركيا، من جهة أخرى.

وقد فسّر هذا الإعلان الأخير ضمن محاولات الإمارات لجرّ المغرب، مجددا، لتصبح إحدى قاطرات قطار التطبيع مع إسرائيل، والأغلب أنها وجدت في «بيع» الرباط قضية الصحراء الغربية (بعد تلاعب ماكر في هذه القضية المهمة بالنسبة للمغرب) الطريقة الفضلى لكسب ودّ الرباط من جديد.

المقصود من ضغط البوليساريو، التي تسيطر على قرابة ثلث الصحراء الغربية، دفع الأمم المتحدة والمنظومة الدولية للقيام بإجراءات لتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، لكنّ الدفع باتجاه العسكرة والحرب، لن يكون أيضا في صالحها، فلا شيء في العالم، أو في الإقليم، حاليا، يمكن أن يعيد تحريك ملف بهذه الضخامة، والتصعيد سيكون على حساب سكان الصحراء.

من النافل القول إنه ليس من مصلحة المغرب، ولا الأطراف الأخرى، أن تحصل حرب مع البوليساريو، فالرباط، مثلها مثل أغلب دول العالم حاليا، تعاني من التداعيات الاقتصادية الكبيرة لانتشار وباء كورونا، وهي لا تحتاج إلى التكلفة الباهظة، عسكريا وسياسيا، لحرب جديدة، ورغم أن القضية تعتبر شديدة الحساسية بالنسبة للشعب والحكومة المغربيين، فإن التحرك العسكري، حتى لو كان محدودا، يمكن أن يكون فاتحة لحرب، ولتدخلات إقليمية ودولية واسعة، قد لا تصب في صالح المنطقة.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

المغرب، الصحراء الغربية، البوليساريو، الأمم المتحدة، الحرب، معبر الكركرات، موريتانيا، أبوظبي،

المغرب يبدأ عملية عسكرية ضد ميليشيات البوليساريو

توتر الكركرات بين المغرب والبوليساريو.. سبب الأزمة وسيناريوهات الحل