قالت مصادر مقربة من السلطة الفلسطينية، إن الرئيس "محمود عباس" يفضل حاليا تأجيل خطى المصالحة مع حماس، وانتظار تجلّي نهج الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" إزاء القضية الفلسطينية.

وأشارت المصادر إلى أن "عباس" لن يصدر قريباً مرسوماً رئاسياً لازماً لعقد انتخابات فلسطينية، حسبما قال رئيس السلطة الفلسطينية لمقربين، بالتزامن مع فوز "بايدن" الذي يُغيّر المعادلة السياسية لحركة فتح، بحسب صحيفة Middle East Eye البريطانية.

وجاءت اتجاهات التأجيل الأخيرة بعد أن بدأت حركة فتح التي يتزعمها "عباس" وتهيمن على السلطة الفلسطينية، تحت ضغط إدارة "ترامب" الداعمة لإسرائيل، إجراء محادثات ترمي إلى المصالحة مع حركة حماس المُنافسة، ووعدت بإجراء أول انتخابات في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر منذ عام 2006.

وبلغت العلاقات بين فتح وحماس أدنى مستوى لها، عقب سيطرة حماس على القطاع الساحلي بعد أن أججت الانتخابات اشتباكات في قطاع غزة.

مع ذلك، ساد جو من التفاؤل في أعقاب الاجتماع الذي انعقد بين أمناء الفصائل الفلسطينية، ببيروت، يوم الثالث من سبتمبر/أيلول، بعد محادثات ثنائية بين فتح وحماس خلال الشهر نفسه في إسطنبول.

وأثنت خطابات كلا الطرفين بفتور على بوادر المصالحة.

ويقول مراقبون إن إقبال عباس وفتح على المصالحة كان "خطوة تكتيكية"، وليس نابعاً من "قناعات راسخة"، إذ اتخذتها الحركة كردٍّ غاضب على سياسات ترامب، وموجة صفقات تطبيع البلدان العربية مع إسرائيل.

لكن فتح نفت، من جانبها، أية صلة بين عرقلة المصالحة وفوز "بايدن" بالرئاسة الأمريكية.

ويقول مراقبون إن "عباس" كان هدفه البعث برسائل إلى جهات غير فلسطينية، ولم يكن نابعاً من قناعته بالمصالحة أو الوحدة الوطنية، وإنه الآن في ظل إدارة جديدة قد تفتح باب الحوار معه، لا يريد الذهاب إلى البيت الأبيض مثقلا بحركة حماس التي تصنفها أمريكا وأوروبا كمنظمة إرهابية.

ويرون أن إدارة "بايدن" قد تمارس ضغوطاً لمنع حماس من المشاركة في النظام السياسي الفلسطيني.

لكن آخرين يحذرون من أن الرهان على "بايدن" سيكون خطأ، لأن الإدارة الجديدة لن تحيد عن السياسة الأمريكية التقليدية، رغم أنها ستكون أفضل من ترامب قليلا، دون أي تحويل جذري.