بعد تهديده بمغادرة البلاد.. ترمب يُكفر معارضيه!!!

لم يكتف بالتهديد بمغادرة أمريكا بل يتهم الآن معارضيه بالكفر (الهرطقة) والخروج من الملة المسيحية فجمع بين التكفير والهجرة من أمريكا!

قد يفتقد العالم تغريدات ترمب لكنه لن يفتقد سياساته الفوضوية التي وضعت العالم على حافة أزمة اقتصادية، وحروب تجارية وعسكرية تهدد البشرية.

سياساته معادية للبشرية وليس للمسيحية أو الإسلام أو ديانات أخرى بل معادية للجميع! رجل غريب الأطوار سيرحل بصخب كما جاء بصخب!

*     *     *

رغم تركز الجدل خلال الـ 48 ساعة الماضية على تغريدة ترمب الإشكالية التي اعترف فيها بفوز جو بايدن في الانتخابات عن طريق التزوير (لقد فاز لأن الانتخابات زُورت)، إلا أن البعض اعتبرها اعترافًا بالهزيمة، ليعود بعد ذلك ويصحح المعلومة بالقول: "لم أعترف بأي شيء!"، ليدخل الجمهور والمراقبون والمتظاهرون في واشنطن في حالة من الحيرة واللغط الطريف والمضحك في آن!!

ورغم ذلك كله، ومن اللغط الذي أثارته تغريدات ترمب المتتابعة، فإن التغريدة الأكثر إثارة للانتباه ولم تُسلط عليها الأضواء بشكل كاف جاءت بعد ذلك بساعات قليلة، إذ اتهم فيها كل من انتخب بايدن بأنه "جاهل ومعادٍّ لأمريكا ومعادٍّ للمسيحية"؛ أي كافر ومهرطق!

اقتباس قدمه ترمب في تغريدة على شكل إعادة توجيه خبر ورد على قناة "NBC12" المتخصصة بأخبار الطقس؛ إذ نقلت خبرًا عن أستاذ الأعمال العميد في جامعة فيرجينيا "ويسليان بول إيويل" أنه كتب: "إن أي شخص اختار بايدن لمنصب الرئيس هو جاهل، ومعاد لأمريكا، ومعاد للمسيحية". وهذا نصها بالانكليزية:

"Virginia Wesleyan University business professor and dean Paul Ewell wrote that anyone who chose Biden for president is “ignorant, anti-American and anti-Christian." https://nbc12.com/2020/11/14/..

إعادة دونالد ترمب التغريدية ومحتواها يشير الى تبنيه ما ورد فيها، إذ إنها تعني أن كل من انتخب بايدن جاهل، وعدو لأمريكا والمسيحية؛ بمعنى أنه مضلل وخائن وكافر مهرطق -بحسب اعتقاده- وهو تلميحٌ يعد الأكثر غرابة لرئيس أمريكي يتهم فيه معارضيه بأنهم غير مسيحيين!!! علمًا بأن أغلبهم من المسيحيين الأمريكان، وكثير من العلمانيين والملاحدة، الى جانب أقلية من العرب والمسلمين، وبعض الهنود من مختلف الملل والنحل.

إنها رسالة غاضبة من ترمب تشير الى مستوى التطرف الذي بلغته الامور؛ إذ لم يكتف بالتهديد بمغادرة أمريكا، بل إنه الآن يتهم معارضيه بالكفر، والخروج من الديانة المسيحية أو الهرطقة، وبذلك جمع بين التكفير والهجرة من أمريكا!

ولعله أطرف استنتاج يمكن الوصول اليه حتى اللحظة، ويفوق في غرابته التعليقات والتحليلات المتعلقة بتغريدته الاولى المُشوشة الواردة في أول المقالة.

لا شك في أن العالم سيفتقد تغريدات ترمب، ولكنه لن يفتقد سياساته الفوضوية التي وضعت العالم على حافة أزمة اقتصادية، وحروب تجارية وعسكرية تهدد البشرية؛ فسياسته معادية للبشرية وليس للمسيحية أو الإسلام او الديانات -على اختلافها- إنها معادية للجميع! حقًّا إنه رجل غريب الأطوار سيرحل بصخب كما جاء بصخب!

* حازم عياد كاتب صحفي أردني