قنصلية الإمارات بإقليم الصحراء.. هل طوت صفحة برود علاقاتها بالمغرب؟ 

الاثنين 16 نوفمبر 2020 09:31 م

أعرب خبراء مغاربة عن تفاؤلهم بأن فتح الإمارات قنصلية في إقليم الصحراء المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو، يؤشر على بداية طي صفحة برود العلاقات بين البلدين منذ اندلاع الأزمة الخليجية.

وافتتحت الإمارات، في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، قنصلية عامة لها في العيون، كبرى مدن إقليم الصحراء، لتكون أول دولة خليجية تفتتح قنصلية بالإقليم، وثالث دولة عربية بعد جيبوتي وجزر القمر، ما رفع إجمالي القنصليات في إقليم الصحراء إلى 16.

كما أعربت الإمارات، الجمعة، عن دعمها للتحرك الذي بدأه المغرب في معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا لوقف "استفزازات" جبهة "البوليساريو" هناك.

جاءت تلك المواقف الداعمة بعد عامين شهدت خلالهما علاقات المغرب والإمارات حالة من التوتر، بسبب تباعد مواقف الطرفين بشأن ملفات عديدة، أبرزها موقف الرباط المحايد من الحصار المفروض على قطر ضمن الأزمة الخليجية القائمة منذ عام 2017.

واعتبر "سلمان بونعمان"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "سيدي محمد بن عبد الله" (حكومية) بفاس (شمال)، أن "فتح الإمارات قنصلية بالعيون يؤكد أن الإمارات استوعبت منهجية المغرب في التمييز بين العلاقات التاريخية والأخوية والاقتصادية وحفاظ الرباط على مواقفها السيادية بعيدا عن الابتزاز وقريبا من التعاون والشراكة".

وشدد على أن "المغرب يفصل بين مواقفه في النزاعات الإقليمية والتي قد تتعارض مع أطراف عدة وبين استمرار العلاقات الأخوية مع أصدقائه"، بحسب تصريحاته لـ"الأناضول".

واستدرك بأن "فتح القنصلية لا يلغي استمرار استقلالية مواقف المغرب في كل القضايا الإقليمية ولا يعني تراجعه عن إبداء وجهات نظره ومنهجيته في إدارة الخلافات والنزاعات العربية-العربية أو الخليجية-الخليجية أو الشمال أفريقية".

ولفت إلى أن الرباط "في الوقت نفسه قام بالتقدير اللازم للموقف الإماراتي المستجيب لعمق العلاقات القائمة، التي يريدها مبنية على منطق رابح-رابح والحفاظ على سيادية المواقف".

وخلص إلى أن "المغرب يقدر انخراط أي بلد في دعم قضية وحدته الترابية لكنه لا يسمح أن يمارس تحت ذريعة هذا الدعم أي نوع من الوصاية أو الابتزاز أو محاولة التحكم، وهذا الذي يعكس تميز المغرب الحضاري والسياسي والثقافي".

بدروه، أكد أستاذ العلاقات الدولية بذات الجامعة، "نبيل زكاوي"، أنه "رغم رمزية فتح الإمارات لقنصلية بالعيون إلا أن هذه الخطوة التي جاءت في ظل سيولة المعطيات الدولية الجديدة، تؤشر على بداية طي صفحة برود العلاقات بين البلدين منذ اندلاع الأزمة الخليجية"، "خاصة وأنها لامست أهم ملف في السياسة الخارجية المغربية وهو ملف الصحراء".

ورأى أن "هذه الخطوة لا تقرأ كمجرد مبادرة ودية من جانب الإمارات، ولكنها تعزز سياسة الأمر الواقع تجاه هذا الملف من طرف دولة عربية لها وزنها الإقليمي على كل حال ويمكن أن تلهم دولا عربية أخرى لتنحو نفس المنحى خاصة تلك التي تقع في دائرة تأثيرها".

وشدد على أن "هذا المتغير سيديم التحالف الاستراتيجي بين البلدين، وسيجعل الاختلاف الأخير بينهما في حكم الظرفي".

ويشهد إقليم الصحراء منذ عام 1975 نزاعا بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، وذلك بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.

وتحول النزاع إلى مواجهة مسلحة بين الجانبين، توقفت عام 1991 بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية من الأمم المتحدة.

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا للإقليم تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تأوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم‎.

 

 

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

العلاقات المغربية الإماراتية العلاقات الإماراتية المغربية قنصلية إماراتية إقليم الصحراء

المغرب .. لماذا افتتحت الإمارات قنصلية بإقليم الصحراء؟

الإمارات أول دولة عربية تفتتح قنصلية في إقليم الصحراء

بعد الإمارات.. الأردن يقرر فتح قنصلية بالعيون في الصحراء الغربية

الإمارات تجدد دعمها لسيادة المغرب على الصحراء الغربية

رئيس أركان الجيش الإماراتي يزور المغرب لتعزيز التعاون العسكري

الإمارات تقود مبادرة من 35 دولة لدعم سيادة المغرب على الصحراء الغربية