تواصل الجدل بين عدد من الباحثين السعوديين ورجال الدين الإسلامي حول "صحيح البخاري"، الذي يعد أحد أهم مراجع السنة النبوية المطهرة.
وكان الجدل بهذا الخصوص اندلع، الشهر الماضي، بعد تغريدة للأكاديمي السعودي الليبرالي "تركي الحمد" ادعى فيها أن صحيح البخاري "يتناقض" مع القرآن، قائلا: "قبل أن ننتقد الصور المسيئة (في فرنسا) لرسولنا الكريم، عليه السلام، علينا أن ننتقد تراثنا الذي وفر المادة الحية لهذه الرسومات، وأولها صحيح البخاري.. من خلال هذا الكتاب، ومقارنته بالقرآن الكريم، أجد أنه يتناقض معه تماما".
ولا يزال التفاعل متواصلا.
إذ استغرب الباحث السعودي في الجماعات الفكرية "بدر العامر"، في تغريدة له الأربعاء، ربط "الحمد" بين كتاب "حديث البخاري" والرسوم المسيئة للنبي محمد صل الله عليه وسلم في فرنسا.
النقاش العلمي لابد أن يرتكز على مسائل علمية ، فحين مثلاً ينتقد مسائل تفصيلية عن منهج البخاري يناقش علمياً لتجلية الأمر ، وهذا بعد تخصصي لا يتقنه من لم يتخصص فيه ، ولكن الحاصل أن منطلقات الناقد نفسية لا علمية وتحيزية لا موضوعية ، فكيف يمكن منافشة الفكرة والأمر هكذا ؟
— بدر العامر (@bader_alamer) November 18, 2020
فلما يقول شخص أن البخاري أخل بشرطه للحديث الصحيح في ذاك الحديث المعين فالمسألة علمية وقد ناقشه فيها كبار الأئمة في بعض الأحاديث ، ولكن حين يقول شخص : الرسوم المسيئة هي بسبب البخاري الذي يتعارض مع القرآن ، أي مسالة علمية يمكن مناقشتها ؟
— بدر العامر (@bader_alamer) November 18, 2020
فيما أيد المحامي السعودي "نايف آل منسي" النقد العلمي لأي حديث، وحتى ما ورد في "صحيح البخاري"، بشرط أن يكون النقد وفق قواعد العلم.
التضعيف بغرابة الحديث -وهو الذي نتحدث عنه هنا- هو التضعيف بالعلة القادحة..
— المحامي نايف آل منسي (@nayef_almnsi) November 17, 2020
وهذا النوع من التضعيف لا يطال أحد بعينه من رجال السند لأننا لا نعلم من الذي نسي أو وهم
وبالتالي فلا مكان لما تفضلتم به
وأنا مع النقد العلمي لأي رواية -حتى في البخاري- بشرط أن يكون النقد على قواعد العلم https://t.co/ELg67m3iVi
ورد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الداعية الموريتاني "محمد الددو"، مؤكدا أن "صحيح البخاري ليس من كلام الإمام البخاري كما يتوهم بعض الناس بل هو جمع لما صح له عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وأضاف: "ومن ينتقده جملة فإنما ينتقد كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فالبخاري ناقل ثقة قد أجمع كل العارفين به على ثقته ولم يطعن في صدقه وحفظه أي أحد".
صحيح البخاري ليس من كلام الإمام البخاري كما يتوهم بعض الناس بل هو جمع لما صح له عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ينتقده جملة فإنما ينتقد كلام النبي صلى الله عليه و سلم فالبخاري ناقل ثقة قد أجمع كل العارفين به على ثقته ولم يطعن في صدقه وحفظه أي أحد.
— علماء المسلمين (@iumsonline) November 18, 2020
✍️ الشيخ محمد الحسن الددو pic.twitter.com/6HXcJ4fsyE
وقبل أيام، رد عضو هيئة كبار العلماء السعودية "عبدالله المطلق" على الجدل الذي أثاره "تركي الحمد"، قائلا في تغريدة عبر "تويتر": "الإمام البخاري جبل شامخ في خدمة السُّنة، أجمعت الأمة الإسلامية على إمامته وعدالته وحفظه وإتقانه وفقهه وعلى مكانة كتابه حتى اتفقوا على أنه أصح كتاب بعد القرآن".
و"صحيح البخاري"، هو كتاب يضم أحاديث النبي "محمد" صل الله عليه وسلم، وقد جمعه عالم الحديث البارز "محمد بن إسماعيل" (البخاري).
ويتفق غالبية علماء المسلمين أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم، لكن في الآونة الأخيرة بدأ بعض الباحثين في التشكيك في بعض الأحاديث الواردة فيه، غير أن هذه المحاولات قوبلت بموجة انتقادات لاذعة.