تجاوز الصدمة وتجنب المعارك.. سببان لإعادة فلسطين سفيريها للإمارات والبحرين

الجمعة 20 نوفمبر 2020 10:55 ص

رأى خبيران أن هناك سببان رئيسيان وراء قرار فلسطين إعادة سفيريها إلى الإمارات والبحرين، بعد نحو 4 أشهر من سحبهما إثر قرار الدولتين اتفاقيتي تطبيع مع دولة الاحتلال.

السبب الأول، وفق الخبيران، أن القيادة الفلسطينية قررت التعايش والتكيّف مع هذا الواقع، الذي قد يمتد فيه قطار التطبيع لدول أخرى، في وقت لا تملك فيه أي أوراق ضغط لوقفه"، وذلك بعد أن تجاوزت "مرحلة الصدمة" من التطبيع.

والسبب الثاني الذي توافق عليه المحللان السياسيان الفلسطينيان "حنا عيسى" و"عادل شديد"، أن القيادة الفلسطينية باتت مقتنعة بعدم جدوى "فتح أية معارك مع دول عربية".

وفي 13 أغسطس/آب، استدعت وزارة الخارجية الفلسطينية، سفيرها في أبوظبي للتشاور؛ ثم في 11 سبتمبر/أيلول استدعت سفيرها في المنامة، وذلك احتجاجا على تطبيع البلدين علاقتهما مع إسرائيل.

ومساء الأربعاء، أعلن مسؤول فلسطيني أن قرارا صدر من الرئيس "محمود عباس"، بإعادة السفيرين "عصام مصالحة" إلى الإمارات و"خالد عارف" إلى البحرين.

وفي 13 أغسطس/آب الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، وفي 11 سبتمبر/أيلول أعلن عن تطبيع البحرين مع إسرائيل، وتوُّج الإعلانان بتوقيع اتفاقي التطبيع يوم 15 سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي 23 أكتوبر/تشرين أول الماضي أعلنت وزارة الخارجية السودانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، دون أن يتم استدعاء السفير الفلسطيني في الخرطوم، لتكون بذلك الدولة العربية الخامسة التي تطبع علاقتها مع إسرائيل بعد الإمارات والبحرين (2020) والأردن (1994) ومصر (1979).

الدبلوماسي الفلسطيني السابق وأستاذ القانون الدولي، "حنّا عيسى"، يرى أن عودة السفيرين الفلسطينيين "تعني –سياسيا- عودة الأمور لطبيعتها والعلاقات الثنائية لمجراها الطبيعي لا يشوبها خلل".

وهنا يربط الدبلوماسي الفلسطيني بين الاجتماع الثلاثي (الإماراتي-الأردني-البحريني الذي جرى الأربعاء) في أبوظبي، وقرار القيادة الفلسطينية عودة السفيرين.

ويقول "تم التأكيد في الاجتماع الثلاثي على أن القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، وضرورة الانسحاب الإسرائيلي حتى حدود الرابع من حزيران 67، مع التمسك بالمبادرة العربية للسلام المعلنة عام 2002، وهذا مطلب فلسطيني".

والأربعاء عقد عاهلا الأردن "عبدالله الثاني"، والبحرين "حمد بن عيسى"، وولي عهد الإمارات "محمد بن زايد"، اجتماعا بدعوة من الأخير في العاصمة أبوظبي.

ويتابع "حنا عيسى": "الطرف الفلسطيني في مأزق حقيقي نتيجة اتفاقيات التطبيع التي جرت، وبات مقتنعا أن دول العالم، بما في ذلك الدول العربية، تتعامل مع الملف الفلسطيني بازدواجية: تقول إنها مع الشرعية الدولية، رغم وجود التطبيع".

من جهته يقول المحلل السياسي، "عادل شديد"، إن السلطة الفلسطينية "وصلت إلى قناعة بأن الدول العربية مستمرة في التطبيع، وأن دولا أخرى ستلحق بها، دون أن يهمها الموقف الفلسطيني".

ويضيف: "السلطة من جهتها، لا تملك أوراق ضغط على الدول المطبعة وغير معنية بالصدام معها".

ويقول إن مبرر السلطة الوحيد في إعادة السفيرين هو "عدم خدمة إسرائيل في الذهاب باتجاه الاشتباك مع الدول العربية، وبالتالي التكيف مع هذا الواقع".

 

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الإمارات البحرين سفير فلسطين محمود عباس