كيف سيتأثر المشروع النووي بعد اغتيال العالم الإيراني؟

هل ستؤثر عملية الاغتيال بمشاريع إيران وتحديداً المشروع النووي؟

مؤشرات كثيرة لا بد أن تؤخذ بالحسبان وتدل بوضوح على تورط امريكي إسرائيلي.

السؤال ليس هل؟ بل: إلى أي مدى سيتأثر المشروع النووي؟ والأمر متعلق بإيران خاصة وهي على أبواب مرحلة بايدن.

"اغتيال زاده سيعيق تقدم المشروع النووي الايراني؛ حيث كان فخري زاده مركزيًا جدا في الموضوع لكنه لن يوقف هذا المشروع".

كادت إسرائيل أن تتبنى الموضوع علناً لولا حسابات الربح والخسارة مما يشير بوضوح الى تورط اسرائيلي في عملية الاغتيال.

*     *     *

لم تخف اسرائيل فرحتها باغتيال العالم الإيراني النووي محسن فخري زاده الذي كان هدفاً معلناً وبالاسم لها ولأذرعها الأمنية، وأشار اليه نتنياهو بالاسم أيضا في مؤتمره الصحفي 2018 الذي أعلن فيه عن السيطرة على ارشيف ايران النووي.

وكادت إسرائيل ان تتبنى الموضوع علناً لولا حسابات الربح والخسارة؛ مما يشير بوضوح الى تورط اسرائيلي في عملية الاغتيال بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد يكون من خلال أذرع وأذناب الموساد في المنطقة.

مؤشرات كثيرة لا بد أن تؤخذ بالحسبان وهي تدل بوضوح على تورط امريكي إسرائيلي:

1. مشاركة الرئيس الأمريكي البائد ترامب بتغريدات وأخبار مقتل زاده، ومنها تغريدة ليوسي ميلمان أحد كبار المحللين الأمنيين في اسرائيل.

2. أعادت القناة 11 في التلفزيون الاسرائيلي بث مقاطع من برنامجها "زمن الحقيقة" الذي ظهرت فيه العديد من الشخصيات الاسرائيلية ومنهم رئيس الوزراء الأسبق ايهود أولمرت وهو يقول: "لم ولن تكون لمحسن فخري زاده أي حصانة من الاغتيال، وقد تم بذل جهود كبيرة للوصول إليه، هم يعلمون أننا قادمون اليه".

ثم أضاف المراسل العسكري لشبكة كان قائلًا: "أولمرت أعطى تعليماته في اللحظة الاخيرة لمائير داغان رئيس الموساد حينها لإيقاف عملية اغتيال كانت على وشك التنفيذ ضد العالم الايراني محسن زاده".

3. أما زئيف فركش رئيس الاستخبارات العسكرية السابق فقد أشار الى مدى اصرار محسن زاده على استمرار المشروع النووي الايراني حتى في أحلك الظروف، رغم أنه كان يعلم ان نشاطاته وتحركاته تحت المجهر.

4. كما أن دانا فايس كبيرة المراسلين للقناة التلفزيونية الاسرائيلية 12 قد ألمحت الى العلاقة بين اجتماع نتنياهو بومبيو وابن سلمان في نيوم بعملية الاغتيال: "توقيت اغتيال رئيس البرنامج النووي في إيران قريب من زيارة وزير الخارجية الأمريكية بومبيو للمنطقة.

كما تجدر الإشارة إلى أن جزءًا مهمًّا من زيارة نتنياهو للسعودية كانت من أجل المسألة النووية الإيرانية، والمصالح المشتركة بين إسرائيل والسعودية في هذه المسألة (..) كما أن آخر مرة قامت بها إسرائيل بهجوم سيبراني ضد إيران سبقتها زيارة بومبيو للمنطقة".

من جهة أخرى، تخشى إسرائيل من رد ايراني، خاصة أن الايرانيين -وعلى حد تعبير المحلل العسكري للقناة 11- "كانوا تحت ضغط شديد، وقد اتخذوا إجراءات واستعدادات لضربة امريكية اسرائيلية محتملة ضدهم".

وأضاف المراسل أنه لا يشك في أن ايران ستقوم بعملية ردّ.

وفي هذا السياق أشارت المراسلة العسكرية كارميلا منشيه الى "ان اسرائيل في حالة استنفار وكل قياداتها الأمنية تتابع الأمر من كثب، فهذا حدث غير بسيط، بل كبير حتى دولياً".

تجدر الاشارة الى ان صحيفة نيويورك تايمز أشارت الى ان اسرائيل هي من تقف خلف عملية الاغتيال.

هل ستؤثر عملية الاغتيال بمشاريع إيران وتحديداً المشروع النووي؟

يرى الجنرال الاسرائيلي الأسبق عاموس جلعاد أن "اغتيال زاده سيعيق تقدم المشروع النووي الايراني؛ حيث كان الرجل مركزيا جدا في هذا الموضوع، ولكنه لن يوقف هذا المشروع"، وفي الحقيقة ان السؤال ليس هل بل: الى أي مدى سيتأثر المشروع النووي؟ والأمر متعلق بإيران خاصة وهي على أبواب مرحلة بايدن.

* ناصر ناصر كاتب وباحث سياسي