بعد 10 سنوات .. الدنماركي صاحب الرسوم المسيئة للنبي (ﷺ) غير نادم

الأحد 27 سبتمبر 2015 03:09 ص

بعد 10 سنوات على المظاهرات الدامية التي انطلقت ضد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي «محمد» صلي الله عليه وسلم، ونشرت في الدنمارك، أعرب صاحبها «كورت فيسترغارد» عن شعوره «بالغضب» لكن ليس «بالأسف».

ويقيم «فيسترغارد» البالغ من العمر 80 عاما تحت حماية الشرطة منذ رسم رجلا ملتحيا على رأسه قنبلة مكان العمامة، لصحيفة «ييلاندز بوستن» التي نشرت هذه الرسوم في 30 سبتمبر/أيلول 2005.

وفي 2010 اقتحم رجل يحمل ساطورا وسكينا منزله، فاختبأ في غرفة أكثر أمانا، فيما بقيت حفيدته البالغة 5 سنوات بمفردها في غرفة الجلوس.

ونقلت وكالة «فرانس برس» اليوم الأحد، عن «فيستر غارد» قوله:«شعوري العميق لطالما كان الغضب، وما زال، عندما نتعرض للتهديد أعتقد أن الغضب رد فعل جيد، لأنه بمثابة هجوم مضاد معنوي».

وأضاف الرسام الملحد الذي شب في عائلة مسيحية محافظة: «ليست لدي مشكلة مع المسلمين بمجملهم، وسأكافح دوما من أجل حق الناس في ممارسة ديانتهم ومعتقداتهم، هذه مسألة خاصة».

واعتبر أن رسمه «ليس تهجما على الإسلام بل انتقادا للإرهابيين الذين يستوحون ذخيرتهم الروحية من آيات قرآنية».

كما أعرب «فيسترغارد»، عن صدمته من العنف الذي ولده عمله، وقال: «على مر السنوات رسمت الكثير من الأعمال التي تنتقد الطبقة السياسية، بالتالي كان هذا عملا روتينيا، لم يكن أكثر من يوم كغيره في العمل».

واعتبر الرسام أن التبعات كانت «محتمة.. حسنا، رسوم الكاريكاتور هي التي ولدت هذه المواجهة أو الصدام، لكن كان يمكن أن يكون المحفز عملا آخر، كتابا أو أي شيء».

ورأى «فيسترغارد» أن «هذا يثبت تقدم الخوف على حرية التعبير»، وقال: «أعتقد أن الدنماركيين اليوم خائفون جدا من الإرهاب، ومن تلك الهجمات المفاجئة، ومن الصعب جدا الاعتراف بالخوف».

كما أدان على الأخص رفض مدير نقابة مدراء المؤسسات المدرسية اطلاع التلاميذ على الرسوم.

وأوضح: «قالوا إنه ينبغي اليوم إبداء المزيد من التسامح والحرص على عدم إهانة مواطنينا المسلمين، لكن الواقع هو أن هذا ما يعنيه الخوف، وهذا أمر مؤسف جدا».

وتابع: «بالطبع أتفهم خوف الناس، أنا أيضا خائف، لكنني غاضب أكثر مما أنا خائف».

واليوم يبيع الرسام أعماله في معرض في الريف سبق أن وهب جزءا من أرباحه إلى مؤسسات خيرية أو «شارلي إيبدو».

ومع مرور عشر سنوات على انطلاق شهرته العالمية، أعرب أنه «لا يسعه الانتظار ليرى كيف ستتذكر وسائل الإعلام الدنماركية الحدث، لكنه لا يتوقع نشر رسوم جديدة»، معتبرا أن الأمر خطير جدا، لكنه أكد أن الفطر الظلامي لن ينتصر، وقال: «لا يمكن ردع أو منع الصحفيين والمثقفين والمبدعين من ممارسة حريتهم في التعبير».

وعادت رسوم «ييلاندز بوستن» إلى الذاكرة الجماعية بعد الهجوم الذي استهدف في باريس في يناير/كانون الثاني الماضي، هيئة تحرير صحيفة «شارلي إيبدو» التي أعادت نشرها.

في الشهر التالي قتل دنماركي فلسطيني الأصل، مخرجا سينمائيا على هامش ندوة حول حرية التعبير في كوبنهاغن شارك فيها السفير الفرنسي والفنان السويدي «لارس فيلكس» الذي رسم النبي في 2007 على صورة كلب.

وأثار حوالى 12 رسما، بعد أشهر على نشرها، تظاهرات عنيفة في عدد من الدول المسلمة، وكانت الرسوم ترمي إلى المشاركة في جدال حول الرقابة الذاتية وحرية التعبير، بعد أن عجز ناشر عن العثور على رسام لكتاب حول النبي «محمد» صلى الله عليه وسلم  خشية ردود الفعل على ما تحرمه المرجعيات الإسلامية أي تصوير النبي والصحابة.

وتقاعد «فيسترغارد» في 2010 على أمل تراجع التهديدات الإرهابية ضد هيئة تحرير الصحيفة.

  كلمات مفتاحية

الدنمارك شارلي إيبدو الرسوم المسيئة النبي محمد كورت فيسترغارد

جريمة عنصرية جديدة .. حريق متعمد في مكتبة مسجد بالدنمارك

الرسام الرئيسي في «شارلي إبدو»: لن أرسم النبي «محمد» (ﷺ) بعد الآن

في حادثة «شارلي إيبدو» ودلالاتها

"شارلي إيبدو" ليست عنواناً لحرية التعبير .. بأي حال

قطر تفتتح المركز الإسلامي الأول في الدنمارك

«مريم» .. أول مسجد بالدنمارك تخصص فيه صلاة الجمعة للنساء بإمامة إمرأة