شبهته ببن سلمان.. و.بوست: هكذا سقط قناع التسامح والتنوير عن ماكرون

السبت 5 ديسمبر 2020 10:11 م

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقال لها أن حقيقة الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" تكشفت في الفترة الأخيرة وسقط عنه قناع التسامح والتنوير الذي كان يرتديه، مشبهة الأخير بولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان".

وقالت الصحيفة في مقال للمحررة في الصحيفة "كارين عطية"، إن "ماكرون" عندما هزم "مارين لوبان" وحزبها اليميني المتطرف، عام 2017، منتزعا رئاسة فرنسا، اعتبر فوزه "حصنا وسطيا مثاليا" ضد صعود القوى العنصرية المعادية للأجانب والمناهضة للمهاجرين، في بلاده وعبر أوروبا.

وبالنسبة للكثيرين، كان "ماكرون" خيالا سياسيا سرعان ما اتضحت ملامحه الحقيقية، مصرفي سابق ووجه جديد ملتزم بدعم النظام العالمي النيوليبرالي والدفاع عنه.

ورث "ماكرون" آنذاك قيادة دولة تكافح ضد "تهديد الإسلام الراديكالي" من جهة، وحركة اليمين المتطرف الصاعدة، من جهة أخرى، بحسب المقال.

وبعد سلسلة من الحوادث الدموية، التي ارتبطت بشكل خاص بصحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، تجدد إشعال العداوات بين الدولة الفرنسية والمسلمين.

لكن مقتل المدرس الفرنسي "صمويل باتي" الذي سخر من النبي "محمد صلي الله عليه وسلم" لم تتبعها موجة تعاطف عالمية كما حدث سابقا.

وتعرض البطل الليبرالي "ماكرون" للنقد الذي يستحقه بسبب تعامله السياسي مع اليمين المتطرف، وقيادته مشاعر الإسلاموفوبيا ومغازلته الاستبداد السياسي.

وتساءل "ماكرون" خلال خطاب ألقاه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "ما الذي يهدد اليوم، في مجتمعنا، جمهوريتنا وقدرتنا على العيش معا؟"، وألقى بطل حياد الدولة في الشؤون الدينية باللوم على الانفصالية الإسلامية باعتبارها التهديد الرئيسي.

وقال الرئيس الفرنسي، مستخدما أسلوب "لوبان"، إنه "في كل مكان توجد أزمة للإسلام"، مع دوافع راديكالية و"رغبة في إعادة اختراع الجهاد".

وبحسب المقال؛ فقد كانت "الهجمات الأخيرة نفذها أفراد يعانون من اضطرابات، وذئاب منفردة لا علاقة لها بشبكات إرهابية دولية. هذا ليس ما تريد حكومة ماكرون معالجته، فهو يريد شن ما يسميه حربا ضد الانفصالية الإسلامية الداخلية".

وفي ذلك الإطار، يتعرض الزعماء الدينيون الإسلاميون في فرنسا لضغوط للتوقيع على ميثاق "القيم الجمهورية"، واقترحت الحكومة إلغاء برنامج تعليمي مع مدرسين من تركيا والمغرب والجزائر، كما تريد فرض قيود على التعليم المنزلي.

تعهد "بن سلمان"

وتابع المقال أن "ماكرون يريد إقامة إسلام "التنوير" في فرنسا، ويقول إنه يريد "مساعدة هذا الدين على هيكلة نفسه في بلدنا". إنه لأمر سيء بما فيه الكفاية أن مثل هذه الفكرة المنافقة تتعارض مع قيمة "العلمانية" الفرنسية أو حياد الدولة في الشؤون الدينية. لكن وعود الرئيس الاستعلائية بإصلاح دين بأكمله تذكر بتعهد ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" في عام 2017 بـ"كبح جماح" الفصائل المتطرفة في المملكة وإعادتها إلى" الإسلام المعتدل".

وبحسب المقال؛ فإنه بالنظر إلى أن "ماكرون لم ير أي خطأ في إبرام صفقات أسلحة مع نفس الديكتاتور العربي الذي يقصف اليمن ويرتكب انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان ضد المسلمين في بلده، فربما يكون من المنطقي أن يحصل ماكرون على بعض النصائح الرخيصة (من بن سلمان) حول كيفية جعل حياة المسلمين الأبرياء في بلاده بائسة".

واكتمل تنكر "ماكرون" كمصلح سلطوي طيب عندما حذر من أنه "قد نضطر إلى جعل الناس يخافون من الجمهورية من خلال فرض قواعدها بطريقة لا هوادة فيها وإعادة بناء قوة القانون، وقد يتعين علينا استعادة السيطرة في هذه المساحات المهمة التي ذكرت، ولكن علينا أيضا أن نجعل الناس يحبون الجمهورية مرة أخرى من خلال إظهار أنه يمكنها أن تمكن الجميع من بناء حياتهم الخاصة".

ووفق المقال، فإن فرنسا القوة الاستعمارية السابقة التي ارتكبت فظائع لا حصر لها باسم الإمبريالية في جميع أنحاء العالم، لا تزال ترفض أن ترى أو تعترف بأن السود والعرب والمسلمين لا يزال لديهم الكثير من الأسباب للخوف من الجمهورية.

وهناك، تم حظر النقاب على المسلمات، كما أن هناك احتمالا أكبر أن يتعرض السود والعرب في فرنسا للتمييز والوحشية من قبل الشرطة في الأوقات العادية. ويقال إن المسلمين يشكلون ما بين 60 إلى 70% من نزلاء السجون في فرنسا. وحتى لو أراد المواطنون حماية أنفسهم من الانتهاكات، فقد حاولت الحكومة الفرنسية تقييد تصوير الشرطة الشهر الماضي.

وتنتقد وسائل الإعلام الفرنسية بشدة المعلقين الذين يتحدثون عن العنصرية وماضي البلاد الملطخ، ويبدو الأمر كما لو أن فرنسا، السيدة الاستعمارية المسنة، لا تستطيع تصديق أن رعاياها الأفارقة والمسلمين السابقين يردون عليها.

ولكن في عصر وسائل الإعلام العالمية وزيادة الوعي باستعلاء البيض والموروثات الاستعمارية، لا يمكن لفرنسا ببساطة أن تتوقع السيطرة على الحوار العالمي حول ماضيها وحاضرها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ماكرون فرنسا بن سلمان يمين تنوير

مؤكدا دعمه لحرية التعبير.. ماكرون ينفي إساءته للإسلام والنبي محمد