استشرف موقع "تيارات يهودية" الأمريكي العلاقة بين "جو بايدن" و لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، الممثلة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، متوقعا أن يكون الرئيس المنتخب أقل تحديا لهذا اللوبي من سلفه الرئيس الأسبق "باراك أوباما".

وسلط الكاتب "بيتر بينارت"، وهو أحد محرري الموقع وكاتب رأي في صحيفة "نيويورك تايمز"، الضوء على سياسة "أوباما" تجاه إسرائيل والفلسطينيين، وكيف أنه اعترف بأن انتقاد "إسرائيل" كلفه الكثير في كتابه الأخير "أرض الميعاد".

وأشار إلى مقولة "أوباما" التي رد فيها على طلب بإيجاد حل عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بأن سرد إجابة "فرانكلين روزفيلت" عندما رجاه الزعيم العمالي الأسود "إيه فيليب راندولف" بأن يبذل جهدا أكبر لنصرة الحقوق المدنية، فأجابه "زوزفيلت": "أتفق معك في كل شيء قلته لتوك. ولكني أطلب منك شيئا واحدا يا سيد راندولف، وهو أن تخرج وتجبرني على فعل ذلك".

وخلص "بينارت" إلى أن "بايدن" سيكون على الأرجح أقل استعدادا لمواجهة اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، وأن "تغيير سياسة الحكومة تجاه إسرائيل والفلسطينيين يتطلب استنفارا قويا للجماهير بما يكفي للتغلب على المصالح المستحكمة".

وفي عام 2006، نشر "ستيفن والت" عالم السياسة في جامعة هارفارد، و"جون ميرشايمر" عالم السياسة في جامعة شيكاغو، بحثا أكدا فيه أن "السبب الحقيقي الذي يجعل السياسيين الأمريكيين يراعون بشدة" الحكومة الإسرائيلية "هو النفوذ السياسي الذي يتمتع به اللوبي الإسرائيلي"، واعتبرا أن هذه المراعاة "تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة".

النقطة الجوهرية فيما كتبه "والت" و"ميرشايمر" مفادها أن جماعات مثل "إيباك" تصعب كثيرا على صناع السياسة في الولايات المتحدة تحدي السياسات الإسرائيلية التي يعتقدون أنها ضارة.

وأثار الكتاب ردود فعل غاضبة من إيباك، إلى حد ذهاب "أبراهام فوكسمان"، الذي كان حينها يشغل منصب المدير الوطني لرابطة مناهضة التشهير، لتأليف كتاب خاص كرسه لإثبات أن الحجج التي أوردها أمثال "والت" و"ميرشايمر" كانت "معادية للسامية".

وما كان من جامعتي هارفارد وشيكاغو إلا أن أعلنا أن البحث الذي ألفه "والت وميرشايمر" ينبغي ألا يفسر أو يقدم على أنه يمثل الموقف الرسمي لأي من الجامعتين.